قال الشيخ حسن يوسف، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، إن حركته تعتبر الانسحاب من مستوطنات غزة، خطوة أولى، ولكن أمام الفلسطينيين معارك أخرى، كقضية اللاجئين، والدولة المستقلة ذات السيادة، والقدس، والاستيطان، والأسرى، وكل هذه بحاجة لتضافر جهود الكل، وتمتين جبهتنا الداخلية -إن شاء الله-". وأضاف الشيخ يوسف "علينا ألا نبالغ فيما حصل في قطاع غزة، صحيح يوجد خروج للاحتلال، وتراجع للمشروع الصهيوني والحلم الصهيوني بشكل عام، لأنه فعلا، التخلي عن مستوطنات بهذا الكم وبهذا الحجم، يعني بوضوح أن هناك تراجعا في المشروع الصهيوني كما قلت". وتابع "لكن علينا ألا نعطي الأمور أكثر مما تستحق، الاحتلال الصهيوني قد يبقى على ما هو شبيه بمزارع شبعا في جنوب لبنان، ليشغل الجانب الفلسطيني، وتحديدا السلطة الفلسطينية بحوارات ومفاوضات طويلة الأمد، عن الأهداف المركزية والإستراتيجية". ونفى يوسف وجود تخوفات بحدوث مواجهات بين حماس والسلطة عقب الانسحاب من قطاع غزة، قائلا "لا اعتقد انه سيحدث ذلك، شعبنا بكل قواه يتمتع بالوعي، وباعتقادي أن ما سيساهم في تهدئة الأوضاع كلها هو تنفيذ تفاهمات القاهرة، وهي في الحقيقة أوضحت الكثير من الأمور التي بإمكاننا جميعا أن نتوافق عليها، والتي ستحمي جبهتنا الداخلية، والآن الجميع يصر على تنفيذ تفاهمات القاهرة". وحول وجود تضارب في مواقف كل من حماس والسلطة بشأن سلاح المقاومة، طالب القيادي في حماس كل من يدعو لنزع سلاح المقاومة أن يعيد النظر في موقفه، وأضاف "قبل أسبوع واحد فقط قتل احد المستوطنين في مستوطنة "شيلو" أربعة عمال، وفجر الخميس الماضي قتل جنود الاحتلال خمسة فلسطينيين في طولكرم والاعتداءات اليومية كثيرة، فما يحدث هو أمر خطير جدا، حتى الاحتلال يقول بان هناك مجموعة من جنوده فلتوا من عقالهم، ويتجولون، بمعنى انه يمهد إلى جرائم ومجازر جديدة، فكيف يمكن أن يطالبني احد بنزع سلاحي، في الوقت الذي يوجد فيه الشعب الفلسطيني في دائرة الاستهداف. وردا على سؤال حول إذا ما كان هذا الكلام ينطبق على قطاع غزة بعد الانسحاب، قال يوسف، عندما كان قطاع غزة تحت السيادة الوطنية، كم مرة اقتحم الاحتلال الصهيوني قطاع غزة؟ عشرات بل مئات المرات، في عام 1956 وغيرها من الأوقات، شن المحتلون عدوانا عليه، وبالتالي أمامنا الكثير، ولكن بإمكاننا في نفس الوقت، بحث هذه القضية بشكل جدي أيضا، وبالإمكان حدوث توافق الكل عليها، بما يحفظ امن المواطن الفلسطيني. وحول رد حماس في حال قررت السلطة سحب سلاحها بالقوة، قال يوسف "في تقديري لن تصل الأمور إلى هذا الحد، استمعت إلى تصريحات العديد من الإخوة وبالتحديد من الأخ أبو مازن ومسؤولين في السلطة الفلسطينية، والجميع يؤكد أنهم لن ينزعوا السلاح بالقوة، بل لا يوجد حديث أصلا عن نزع سلاح". وأضاف "برأيي الشخصي انه لم يعد التلويح بالعصا أو القوة مجديا، نحن بإمكاننا أن نتفاهم على كل شيء طالما يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني". وأكد يوسف أن الاتصالات بين حماس والسلطة الفلسطينية لم تنقطع تحت أي ظرف، وأضاف "هناك تواصل بشكل دائم ومستمر، ونحن لا خيار لنا إلا الحوار مع بعضنا البعض، ولا بد من مزيد من اللقاءات والحوارات والتفاهمات وترسيخ العلاقات ليس فقط بين حماس والسلطة، ولكن بين الكل الفلسطيني، لأنه لا بد من تضافر جهود الكل لان القضية الفلسطينية والهم الفلسطيني اكبر منا جميعا، وبالتالي لا بد من تنسيق كل الجهود ورصها مع بعضها البعض في خدمة مصلحة شعبنا". وفيما إذا كان هناك خلافات بين حماس الداخل وحماس الخارج، أو حماس في الضفة أو في غزة، قال يوسف "لا يوجد لدينا في حماس معتدلون أو متطرفون. أحيانا قد يبدو أن تصريحات البعض فيها نوع من الشدة، والتعبير عن بعض القضايا يكون مختلفا، لكن السياسة العامة يوجد توافق عليها، وأنا من متابعتي للمتحدثين باسم الحركة، خاصة في الآونة الأخيرة وبخصوص الانسحاب من قطاع غزة، سواء كان المؤتمر الصحفي في بيروت للأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، أو المؤتمر الصحفي للدكتور الزهار في غزة، وتصريحات الإخوة الآخرين عبر الفضائيات، أرى أن الخطاب واحد ومنسجم مع أهدافنا بالحفاظ على وضعنا الداخلي وتمتين وحدة شعبنا، كل تصريحات الأخوة بهذا الاتجاه". وحول تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال قبل عدة أيام عندما أطلق مجهولون النار على سيارته في رام الله، نفى القيادي في حماس أن يكون قد اتهم إسرائيل بمحاولة اغتياله، رافضا تحديد جهة بالاسم تقف وراء عملية إطلاق النار عليه. وقال "الجهة التي نفذت هذا العمل، هي جهة تريد بلبلة وإحداث نوع من الفوضى في الشارع الفلسطيني، وأنا في تقديري انه لن يتحقق حلم هؤلاء الناس في أن اختفي تحت الأرض، وسأبقى إن شاء الله، مع أبناء شعبنا، والخيرين من أبناء هذا الشعب، حتى نحقق وإياهم خير شعبنا وأهدافه". وأضاف "كل الاحتمالات مفتوحة على هوية الجهة التي نفذت العمل، ولكنني بالمناسبة أقول بأنني لم اتهم إسرائيل، أو أية جهة معينة، وأنا أتحدث بشكل عام عن الهدف بغض النظر عن هوية هذه الجهات سواء كان الاحتلال، أو أعوان الاحتلال، المهم بالنسبة لي أن هناك جهة نفذت هذا العمل، ومن السابق لأوانه توجيه الاتهام لطرف معين". وأكد يوسف أن قيادات حماس سيتخذون إجراءات أمنية بعد هذا الحادث وسيغيرون في ترتيبات الظهور والتحرك، قائلا "لا بد من اتخاذ مزيد من الحيطة والحذر، وإن كنا سابقا نأخذ بالحيطة والحذر، فالآن قد يتضاعف الأمر، وفي النهاية دمنا لن يكون أغلى من دماء بقية الشهداء.