أحلام وردية تلك التي نسجت في مخيلة العديد ممن وضعوا ثقتهم في مؤسسة العمران، وحجزوا بقعتهم بتجزئة السلام، منذ العام 2007/2008، حيث أعطيت انطلاقة استقبال الملفات والطلبات، وأودع العديد من الموظفين البسطاء والأجراء تسبيقات الأداء بحساب المؤسسة، وكلهم أمل وشوق لتملك أمتار تخفف عنهم عبء اكتراء منازل الغير، وتجعل لجهدهم اليومي وتعبهم بعض العزاء. وتوالت الدفعات، إلى أن أتم الجميع تقريبا كل ثمن البقع، ليحل الصبر والانتظار مكان الأمل، وتحل الحيرة مكان الأحلام، ويصطدم الوردي بجدار واقع مرير عنوانه "أحلامكم موقوفة التنفيذ ووعودنا ترياق لا يفي بالغرض". المستفيديون من بقع "تجزئة السلام" وبعد سنوات الانتظار والوعود بقرب التسليم وتاريخه، تملكمهم اليأس، ومن كان منهم يذخر بعض المال للبناء، أنفقه في واجبات الكراء أو الرهن والحياة اليومية، فما يزيد عن ست سنوات من الانتظار، كفيل بأن يجعل أقلهم يصرف ما يناهز 6 مليون ستنيم كواجب للكراء، وهي ما كانت ستستلزمه عملية بناء طابق واحد، يكفيه ذل التنقل بين المنازل والأحياء وطرقات صاحب المحل التي تتجدد كل شهر، بل إن بعضهم اضطر لبيع بقعته حتى قبل التسليم وفضل التوجه نحو الخواص، الذين كانوا أكثر وفاء لوعودهم وجودة في خدماتهم. فمن ينصف المتضررين ؟ومن يدفع بمسطرة التسليم نحو التسريع؟ خصوصا وأن التجزئة شبه مهيئة لذلك.