اختتمت مساء اليوم السبت جلسة المباحثات بين وزير الشئون الخارجية "صلاح الدين مزوار" ووزير الخارجية المصري "سامح شكري" والتي امتدت على مأدبة إفطار أقامها الأخير لنظيره المغربي والوفد المرافق. وصرح وزير الشئون الخارجية المغربي بأن اللجنة العليا المشتركة ستعقد برئاسة البلدين قبل نهاية العام الحالي بعد الإعداد الجيد لها.. مشيرا إلى أن "مسؤوليتنا هي تهيئة الشروط لضمان الإنعقاد الجيد لهذه اللجنة". وأوضح مزوار أنه أكد للرئيس السيسي اليوم أن طموح الملك محمد السادس هو أن ترقى العلاقات المتميزة والتاريخية بين مصر والمغرب إلى طموحات جديدة ومتجددة، مضيفًا أن مسئولية بناء هذه الرؤية الجديدة والطموح المشترك في ظل تحولات عربية عميقة وتحديات داخل بلدننا وشعوبنا وتحديات مرتبطة باستقرار امننا ومنطقتنا، فالمنطقة العربية تواجه اعتى واصعب واعقد مرحلة في مصاريها التاريخي ولا يمكننا أن لا نأخذ بعين الإعتبار هذه التحولات.. وأن لا نوفر كل الإمكانيات لمواجهة هذا الواقع الذي يراد أن يفرض على الشعوب والدول العربية، قائلا إن لدينا طموحا وإرادة مشتركة للبناء المشترك والعمل على تحمل مسئوليتنا التاريخية . وشدد امزوار على أن انتخاب الرئيس السيسي هو صمام أمن للحفاظ على استقرار مصر وأمنها ورفاهية شعبها والعمل أن تكون مصر القوية أداة فاعلة ومساهمة في استقرار أمن المنطقة العربية. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك آليات يتعين على البلدين اتباعها لمواجهة التحديات المشتركة في ظل عزم الرئيس السيسي على ذلك، قال الوزير المغربي إنه لابد بالفعل من آليات جديدة لمواجهة التحديات المفروضة علينا وبالتالي لا يمكن أن نعالج التحديات والإشكاليات التي نواجهها بنفس الآليات السابقة.. ونحن نرى الواقع على الأرض وبالتالي لا يمكن أن تبقى آليات المواجهة هي نفس الآليات الكلاسيكية والتقليدية ومن مسئوليتنا المشتركة وضع هذه الآليات الجديدة لمواجهة هذا الوضع وبالتالي لابد من التنسيق لأن المخاطر المحدقة للدول العربية حاليا تفرض كل من له حس عربي حقيقي أن يتجاوز الخلافات ويركز على أولوية حفظ آمان واستقرار الشعوب العربية وأمنها. وحول إمكانية عقد اجتماع وزاري طارئ للجامعة العربية خاصة أن المغرب هي الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، أجاب مزوار أن هذا الأمر مطروح بطبيعة الحال ونحن نهيئ الظروف والشروط لانعقاد هذا الإجتماع في أقرب وقت ممكن. من جانبه قال الوزير المصري سامح شكري في تصريحات صحفية عقب اللقاء إن المباحثات كانت فرصة طيبة خاصة وأن المنطقة العربية تشهد هذه الآونة تحديات عديدة ما شكل فرصة للتشاور حيال هذه التحديات في ظل الاهتمام المشترك بتدعيم التضامن العربي ومواجهة التحديات سواء كانت في التصعيد الحالي في فسلطين والممارسات الإسرائلية والأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا. وأشار شكري إلى أن المباحثات كانت فرصة لتناول العلاقات الثنائية والتي تحتل الأولوية بالنسبة بالقاهرة والرباط، مضيفا أن نظيره المغربي قد التقى صباح اليوم مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث نقل له رسالة شفوية من عاهل المغرب جلالة الملك محمد السادس، وأن هذه الرسالة قد لاقت اهتماما من الرئيس السيسي بأن تشهد المرحلة القادمة مزيدا من توثيق العلاقات في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأن تكون اللجنة العليا المشتركة هي آلية الإنطلاق للعلاقات في الفترة القادمة. وأوضح شكري أن المباحثات كانت فرصة للتشاور والتأكيد على اهتمام البلدين لتحقيق مصلحة الشعبين من خلال التعاون المشترك والتصدي للتحديات التي تمر بها العالم العربي. وردا على سؤال حول موقع المغرب في إطار الهندسة الجديدة للسياسية الخارجية الجديدة بعد تولي الرئيس السيسي سدة الحكم، قال الوزير المصري إن العلاقات التاريخية التي تربط مصر بالمغرب هي علاقات لها أولوية وهذا غني عن التعريف في السياسة الخارجية المصرية من أجل الفائدة المشتركة للبلدين وتحقيق طموحات الشعبين والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والعالم العربي في هذه الآونة، مضيفا أن هذا شيئا ثابتا في السياسة الخارجية المصرية ونعمل على تدعيمه خلال الفترة المقبلة من خلال التشاور الوثيق فيما بيننا من خلال الإعداد للجنة العليا المصرية المغربية عندما يتم عقدها، ومن المهم أن يتم التحضير الجيد لها بشكل يرقى إلى مستوى رئاسة القيادتين لها، وهناك إلتزام قاطع وإرادة مشتركة وتوجه أكيد في أن يتم تدعيم هذه العلاقة والإستفادة منها لأقصى الحدود.