تساءلت مجلة «تايم» الأميركية ، في تقريرها تحت عنوان ، "ما وراء دعوة كرازي للملا عمر"، متسائلة عن مدى جدية العرض الذي جاء في تصريح الرئيس الأفغاني ، حامد كرزاي، لزعيم «طالبان» الملا عمر. وكان كرزاي قد صدم المراقبين الدوليين والأفغان على السواء -حسب تعبير المجلة- عندما أعلن استعداده لمد يده للملا عمر، وتوفير الحماية له إذا ما وافق الأخير على الدخول في محادثات سلام. ومع تنامي شوكة التمرد في أفغانستان كما تقول المجلة، دار حديث في الداخل والخارج عن إمكانية التسوية مع من يسمون العناصر المعتدلة في «طالبان». ولكن ومع ذلك ، فإن الملا عمر، الذي يعتبر أحد المعارضين للتسوية -حتى الآن- هو القائد الأساسي المرفوض بسبب أيدولوجيته "المتطرفة" ، وتحالفه مع زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن. العديد من المراقبين يعتبرون دعوة كرزاي للملا عمر، جزءا من المسرح السياسي الغض ضمن الاستعداد للانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل. وتعليقا على كلمة كرزاي ، التي وجه فيها رسالة إلى الغرب عندما قال إن أمام الغرب خيارين: "إما أن تعملوا على تنحيتي أو تغادروا"، قالت مجلة «تايم» إن الرئيس الأفغاني يحاول استغلال ما يعرف برهاب الأجانب لكسب بعض التأييد في الداخل بعدما تهاوى إثر الإحباط الذي صاحب عجز حكومته عن توفير الأمن والتنمية للبلاد. كما أن كرزاي لم يعد متأكدا من الدعم الأميركي الثابت له عندما تتولى الإدارة الجديدة زمام الأمور، خاصة أن الرئيس المنتخب ، باراك أوباما ، أعرب عن استيائه من أداء كرزاي. البروفيسور في الشؤون الدولية بجامعة كابول ، ودير صافي ، يقول إن كلمة كرزاي تتنافى بشكل مباشر مع برنامجه قبل عدة أشهر عندما دعا إلى التسوية مع أحد رجالات «طالبان» الأقل أهمية، ثم صرف النظر عن المفاوضات مع من وصفتهم تايم بالأعداء المعروفين لأفغانستان، أي الملا عمر. وأشار صافي إلى أن كلمة كرزاي لم تكن مبنية على التحليل، وإنما جاءت من أجل نجاته سياسيا، فهو يدرك أنه بدأ يفقد الدعم الدولي والمحلي، لذلك أعلن ذلك بهدف كسب دعم «البشتون» في الجنوب الذين يرغبون في السلام والدعم ل«طالبان »في نفس الوقت. ولكن المحلل السياسي، داد نوراني ، يعتقد بأن كرزاي دمر، بغير قصد، موقفه الضعيف أصلا بتصريحاته "المتمردة" الأخيرة. وسخر نوراني قائلا إنه دائما ما كان كرزاي يقول إنه انتخب من قبل الشعب الأفغاني، والآن يقول إذا لم يقبل المجتمع الدولي بعرضه للملا عمر يمكنه أن ينحيه أو يغادر، فكيف يستطيع المجتمع الدولي تنحيته إذا ما كان منتخبا؟ ويتابع أن "هذا يؤكد أن الانتخابات برمتها كانت مسرحية، وأن كرزاي رئيس بإرادة الغرب لا بإرادة شعبه".