بموت المجاهد الكبير الاستاذ الهاشمي الفيلالي يكون المغرب قد فقد أحد أبرز قادته الرواد الأفذاذ الذين صنعوا صفحات مضيئة من تاريخه المجيد. فقد كان هذا الرجل من أولئك العباقرة الذين ساهموا في وقت مبكر في صنع النهضة المغربية من خلال عمله في واجهة النضال الوطني المتنوعة في مجال الثقافة والفكر والصحافة والتعليم والتربية العمل السياسي. فحياة المجاهد الاستاذ الهاشمي الفيلالي رحمه الله كانت متنوعة العطاء حافلة بالجهاد من أجل استقلال الوطن وكرامته، فمثلما كان يدرك أهمية مواجهة الاستعمار كان المجاهد الهاشمي الفيلالي يدرك أهمية تعبئة الشعب لهذه المواجهة ولذلك كان التكوين السياسي والفكري والتربوي عند هذا الرجل الفذ من أهم الوسائل التي اعتمدها لإعداد الشعب المغربي لتحقيق أهدافه، ومن ثمة اعطى الهاشمي الفيلالي للخلية والصحيفة والمدرسة مكانه الأول في مسيرة كفاحه الطويل منذ أواخر عشرينيات القرن الماضي الى حين مرضه ووفاته رحمه الله. ففقيدنا الكبير المجاهد الهاشمي الفيلالي كان مثالا لأخلاق المجاهدين الذين تتوافر فيهم صفات الرواد الذين اجتمعت فيهم صفات الحزم والتواضع والاستقامة والوطنية والجهاد والصدق والتشبث بالحق والواقعية والمرونة والأيمان بالمستقبل والرأي والرأي الآخر، فبمجموع هذه الصفات ملأ الهاشمي الفيلالي رحاب الوطن إذ لايذكر اسمه إلا إذ اقترن بهذه الصفات كلها، ولا يذكر نضال شعب المغرب إلا إذا ذكر اسم الهاشمي الفيلالي في مقدمة من يذكر من المجاهدين الكبار الذين بصموا استقلال البلاد بجهادهم المستميت. فرحم الله المجاهد الهاشمي الفيلالي الذين كان فعلا مجاهدا كبيرا واستاذا مربيا للأجيال.. وسيبقى المجاهد الهاشمي الفيلالي اسما كبيرا في حجم الوطن. أحمد بنسنة