بلغت حصيلة المواجهات بين قوات الأمن السودانية والمتظاهرين أزيد من 38 قتيلا، إضافة إلى أكثر من 60 مصابا في مدينة أمدرمان فقط، بينما أكد ناشطون سودانيون سقوط أكثر من 100 قتيل في عموم العاصمة الخرطوم. بينما قالت الحكومة السودانية إنها ستتخذ إجراءات حاسمة لما وصفته ب"انفلات المتظاهرين". وتواصلت الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي في مدينة أمدرمان وعدد من المناطق في العاصمة الخرطوم، بعد قرار الحكومة السودانية إلغاء دعم الوقود. وقال وزير الإعلام المُتحدِّث الرسمي باسم الحكومة السودانية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن هناك توجيهات صدرت للقُوَّات المسلَّحة بحماية المنشآت الحكومية العامة ومحطات الوقود، مضيفا أن المتظاهرين أحرقوا أزيد من 20 محطة وقود بالعاصمة الخرطوم، وأضرموا النيران في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، جنوب العاصمة السودانية أول أمس (الأربعاء)، في ثاني حادث من نوعه بعد حرق مقر الحزب في أم درمان يوم الثلاثاء الماضي. وفي تطور آخر، يتعذر ولوج شبكة الأنترنت في العاصمة السودانية منذ يوم الأربعاء الماضي، ولم يتضح ما إذا كانت السلطات أوقفت الخدمة لمنع الناشطين من تنسيق احتجاجاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان عدد من هؤلاء الناشطين المناهضون للحكومة نشروا أشرطة ومقاطع فيديو وصور عبر الشبكة، تظهر مواجهة الشرطة العنيفة للمظاهرات التي تحولت إلى مطالبات بإسقاط الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وأفادت مصادر إعلامية أن السلطات في الخرطوم علقت الدراسة في العاصمة السودانية للحيلولة دون وقوع مظاهرات طلابية حتى الثلاثين من الشهر الجاري. في هذا الصدد، ترى المتخصصة في الشؤون السودانية بصحيفة "الأهرام المصرية" أسماء الحسيني أن هذه "ليست المظاهرات الأولى من نوعها ولن تنتهي بسهولة، لأنها اندلعت لأسباب عدة تؤشر مجتمعة على أن السياسة الفاشلة للحكومة السودانية قسمت البلاد المهددة بمزيد من التمزق، وساهمت في تردي وأوضاع السكان المعيشية المزرية بينما تظل فئة صغيرة نافذة هي المستفيد الأكبر، فضلا عن التعامل القاسي مع المظاهرات لإخمادها، والذي سيصعب هذه المرة بسبب العدد الكبير لمن يعانون من الزيادة في أسعار المحروقات المنعكس بدوره على أسعار باقي السلع ما يمثل خطرة على البلاد، سيما إذا علمنا أن الجبهة الثورية التي تضم متمردين في مجمل أنحاء السودان ستدخل في المظاهرات، في دلالة على أن الأمور ماضية في مزيد من التصعيد ما لم تستجب الحكومة السودانية للمطالب الشعبية".