لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة حل الوزير الأول عبد المالك سلال منتصف الأسبوع بمدينة تندوف حاملا معه غلاف مشاريع بغلاف إستثمار يناهز 15 مليار دولار و منتهزا الفرصة ليوجه الى الجار المغربي و الى قيادة حزب الاستقلال على وجه الخصوص رسائل واضحة و أخرى مشفرة . الوزير الأول الجزائري دعا من تندوف دول المغرب العربي الى التشاور والتعاون فيما بينها لتأمين حدودها المشتركة ومكافحة التهريب. و أكد على أن بلاده ليس لديها مشاكل مع دول الجوار ولا تريد مشاكل مع أحد. المسؤول الجزائري تفادى خلال تواجده بتندوف زيارة مخيمات الرابوني و لم يشر اليها بالمرة في لقاءاته و هو ما يؤكد ما ذهبت اليه تحاليل مراقبين سياسيين عن مرحلة الجفاء و عدم الرضا التي تجمع الحكومة الجزائرية بقيادة الرابوني . سلال و إن تعمد عدم الادلاء بأي تصريح مستفز للمغرب فإنه طالب في المقابل بتأمين الحدود الجزائرية والحفاظ على الوطن، و أعلن عن التحضير الفعلي لاستغلال منجم غار جبيلات و إستكمال تنفيذ مشروع الطريق البري الرابط بين تندوف و موريطانيا و الذي سيمكن من ربط المنجم الغني بالحديد بالمحيط الأطلسي و هو ما يشكل رسالة واضحة و مشفرة في الآن نفسه مفادها أن الجزائر تتابع بقلق مسعى قيادة حزب مغربي لطرح ملف الأراضي المغربية المغتصبة بشرق المملكة و أنها ماضية في تكريس وجودها بهذه الثغور المتنازع عليها ببرمجة إستثمارات ضخمة بها بغض النظر عن جدواها الاقتصادية يذكر أن منجم غار جبيلات الواقع على بعد 130 كيلومتر جنوب شرق مدينة تندوف كان قد أكتشف سنة 1952, وتقدر احتياطاته ب3.5 مليار طن من الحديد الخام و قد فشلت عدة محاولات لانطلاقة إستغلاله نتيجة صعوبات لوجيستيكية. و كان المغرب و الجزائر قد إتفقا مبدئيا منتصف سنة 1970 على عقد شراكة للاستغلال المشترك للمنجم حيث توفر المملكة ممرا بريا لربطه بميناء الداخلة إلا أن تداعيات حرب الرمال و نزاع الصحراء أقبر المشروع في المهد .