هاهي ذي الورود الإيكزوتيكية قد أينعت من جديد في نافذتي لكن الريح الشرسة تبعثرها عنوة كما لو أن ماردا أعمى يستلذ غضبي غير عابئ بما كابدناه من خيبات في الربائع الماضية حين كان ل «آذار» طعم الوهم الحلو ول «نيسان» شكل الفريسة فمن أية سماء سأستمد أجنحتي ؟ لا لأطير باتجاه بغداد الجريحة في هذا اليوم بالذات كي أقرأ قصائدي على الموتى والمعطوبين أو أمشي فوق رفات الأحياء النائمين على فوهة البركان ولا لكي أنصب الخيام على ضفاف التيه مثل غجري نسيته أمه فوق ظهر حصان ومضت تبحث عن صوتها الضائع في زحمة الغناء وحين استعادت رشدها كان المساء قد طوح بقدميها بعيدا فراحت تزغرد من ندم والحصان إياه يحملق في دموعها على مقربة من وادي الحيرة صاهلا كالتنين والطفل المنسي أنا أقف بأعلى ربوة ملفوفا في تنورة أمي كوديعة أزلية معترضا سبيل الريح بما تبقى في يدي من ناصية الحصان لا الريح ترأف بورودي ولا الربيع يتدارك نفسه في البهاء المعهود وكلانا ? أنا والحصان ? مجرد رقمين خاسرين في رهان الوقت ... فاس : 23 أبريل 2013