وَتَرُ المَلكوت

ها أنا على جبلٍ
ضبابٌ تغْزُلهُ الريحُ سَجّادة
عليها يتنزَّلُ البوحُ
والنَّغمُ المرتَّبُ
على وَترِ المَلكوتْ.
ضبابٌ يَقطرُ مِنْ قبْضَةِ حَجَر
يَتعَشَّقُ عُلُوََّ الأَماني
في أوْدِيةِ الوُرود
تَشهَقُ فيها الحدود ..
الردود..
يا هذا الضباب
الصّاعِدُ
مِن زَحْمَة الرّعود
تنبَّهْ إلى جلْدِك العاري
وتفوَّهْ بالذّوَبان
أُدْعُ قلبكَ أنْ يتشمَّمَ عِطرَ الحَياة
صُحْبَة امرأةٍ
تُمازِحُ الشمْسَ في مُنتَصَفِ الليْل
عبْرَ ال ( MSN)
أنامِلُها شاشةٌ تومِضُ بالعالَم
عليها يَتَّكِئُ أهْلُ الحَضَر والوَبَر
تُناعِمُني في الهَذَيانْ.
ضبابٌ يَمْشي وعلى وجْهِه
تنشَدُّ النجوم
ويَرْعَى القمَر
ها أنا أرْمُشُ القمَر
وكُلّي ضبابٌ
يُخاصِرُ الحَذَر
جبلٌ يُناوِلُنِي إلَى جَبَل
وأنا سَحابٌ
أُهَرِّب أُذُنِي
إلَى
أَقصى الشّمال
أقصى الجَنوب
أقصى اليَمين
أتَنصَّتُ
على الْخَديعةِ المَلفوفَةِ في ورَق الأقحوان
وأُشْهِدُ اليَسار
على رِحْلتِه في البَياض
على كَبْوتِه
في انتِظار الصّباحْ.
آن لي
أنْ أُلَمْلِمَ أوْراقِي السّاقِطة
خريفاً
من قَناديل الوَجَع
وأُوَدِّعُ الرُّفْقةَ الخالِدَة
بقطرةِ دمْع مَالِحَة
وأنامُ على جبَل
يُعانِق هَمّي ..
هامَتي ..
هُيامي ..
وحيداً بلا امرأةٍ تزرَعُ العالَمَ في الدَّهْشةِ العَابِرَة
ذَرَّةً ... ذَرَّةً عائِمَة
بِيَدَيْن مِنْ نار
تُضَمِّخان
سُرَّةَ العُشب بالزّعْفَران
أقْبِضُ على صَيْحَةٍ
تمْضي في غَدَقِ الجِنان
ما لِي أراكِ
نَيْزكاً يَتنازَلُ عَنْ ضَوْئِه
بِوُسْع التّيه
في تَوْقِ الأعَالي
حيث
تَتوَرَّقُ الروحُ
وتَفيضُ الشمْس
شلالَ ضوْءٍ
في مِحْبَرَةِ الإشراق
تتنَشَّقُ شميمَ وَرْد
يَطفو
في أوْرِدَتي قارَباً تحُفُّهُ ملائكةُ الرَّحْمانْ.
الناظور2010