كأني لست هنا Je crache le ciel ... Jacques Brel *

كأني لست هنا
Je crache le ciel ... Jacques Brel *
من غربك ؟
من طوق جيدك بالتمائم ؟
من أسماك بلدا
وقد أينعت في جنباتك
طحالب الخيبة
وصال فيك الأقزام
وتمرغ في تاريخك
سيل من نساء مفطورات
على لوك الضغينة
وتمرآى على شطح أيامك
سيف الرأفة
ماضيا بالأنام
إلى يسر الشحاذة
والتعته
وقطع السبيل ؟
من أسماك
وقد زكمت أنفي رائحة
لا أعلم من أبدها
ومن أغمض عيون الهوام
عن لونها
ومن ذبج بالنتانة سطر غروبك ؟
وأمسك بالأقمار
إلا واحدا
سأهديك إياه
يا ريحانة حمقي
يا مهاتفتي في أوج الانتشاء
يا حبي المؤجل
إلى ما سوف ينضوني
من رحيلي ومقامي
فأمضي في هدوء باكر
يستعصي على الإمساك
إلى ما تبقى من أجنحتك
أريشها
واحدا واحدا
وليس بي
غير هذا الحنين العذب
إلى مستقبل
لا يستوي في عيون السفلة
حين أسترخي
فوق تنورة توسياتا
أدغدغ ما ترهل من حسنها
كأني غابة
ملغمة بالأساطير الحية
أو جحيم بارد
لا أتعب مني
ولا أرتاح من هذا الجسد الفائر
حتى يستفيق
هولاكو من غفوته
ويمضي بي حال إلى حال
فأصيح ملء السدى:
سر بي إلي
يا حلمي !
وتمهل
فقد كلت قدماي
من فرط الوقوف .. !
فاس : 13/02/2009
الطيور لا تعبأ بأمطار نيسان
مالي أعود دوما
إلى نفس الشرفة
كي أطل على نفسي
وهي تبحث عن ظلها
في زحمة العائدين
من حروب الغد ؟
لا يقين لي
سوى هذي الرؤى المفروشة
على رصيف الارتياب
بها أمازح الحمقى
وأماطل الأتقياء
وبها أيضا أخيط الأيام
بعضها ببعض
كأني لم أولد بعد
من شهيق الأزمنة
كأني ساه عني
وبي من لوعة الحنين إلي
ما سيكون
مثقال أكوان عديدة
أنا المكلوم بألف آه
في مرقد ليس لي منه
غير ما جاد به خصرها
وما رانت به
زرافة الجند الآفلين
حين تغدو وأروح
ولا نلتقي
إلا في غربة الأمس
مثل عشيقين لدودين ...
فاس : 08/03/2009