نددت جبهة الانفصاليين أول أمس الإثنين بنيويورك بما زعمت أنه "سلوكات تقوم بها حاليا الممثلية الفرنسية بمنظمة الأممالمتحدة والرامية إلى التأثير على نص القرار المقبل حول الصحراء الذي من المفترض أن يصادق عليه مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري و اتهم ممثل المرتزقة بالأممالمتحدة ضمنيا باريس بتحريف و تعديل فقرات من تقرير الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة حول الصحراء لمرات متتالية و بدا واضحا أن خرجة قيادة الانفصاليين التي كانت قد رحبت قبل أيام بمضمون نفس التقرير يندرج ضمن مساعي التصعيد و الابتزاز الاعتيادية لأعضاء مجلس الأمن الذي شرع في مشاورات لمناقشة ذات الوثيقة استعدادا لإصدار قرار جديد يمدد ولاية المينورسو لسنة إضافية . و يبدو أن جبهة الانفصاليين و من ورائها محتضنوها بالجزائر تدرك حق الإدراك أن تقرير بان كي مون لمجلس الأمن استبعد مجددا و بصفة لا غبار عليها خيار الاستفتاء حول الصحراء و جدد التأكيد على تمسك المنتظم الدولي بسبل البحث عن حل سياسي عادل و دائم و مقبول من طرف جميع الأطراف و هو الخيار الذي لا يوفر إمكانياته في هذه الظروف إلا مخطط الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب و الذي تصفه جميع العواصم الفاعلة بالعالم و ليس فقط باريس بالأرضية الواقعية و الصالحة لوضع حد نهائي للنزاع المفتعل قيادة الرابوني ما زالت تحت مفعول صدمة الأحداث الساخنة بالشمال المالي التي وضعت نظام الجزائر في وضع سياسي محرج بين التناقض الصارخ في مواقفها ما بين معارضة المد الانفصالي الوليد بمنطقة الأزواد واحتضان الطموح الانفصالي المزيف لقادة الجبهة و أمام سياقات العزلة السياسية و الديبلوماسية القاتلة التي تستبد بقادة الكيان المصطنع بصحراء الرابوني و بروز المقترح المغربي كخيار موضوعي لحل ملف الصحراء لم يتبق أمام قادة الجبهة الانفصالية إلا خيار التصعيد في اللهجة و خلط الأوراق و إطلاق الاتهامات الرخيصة و غير المؤسسة في كافة الاتجاهات بدءا من مدريد وواشنطن و بعدها باريس ليتضح في نهاية الأمر أن ورطة البوليساريو المثخنة بجراحات داخلية و حركات انشقاق و احتجاجات اجتماعية ، و سياسية يشهدها تنظيمها الداخلي تحاول في الرمق الأخير من مسلسل احتضارها المتسارع الى اختزال مبادراتها في هامش ضيق من الفوضى و التضليل و التهجم و هي رقعة المناورة المتاحة لها بالنظر الى السياقات الاقليمية و الدولية المتسارعة