أبرز تقرير أمريكي جديد صدر قبل أيام عن مؤسسة بحثية أمريكية مرموقة وتوصلت «العلم » بنسخة منه أن مخطط الحكم الذاتي والدستور المغربي الجديد يوفران المجال أمام الخطوات اللازمة لإيجاد حل دائم للنزاع في الصحراء ودعا التقرير الصادر عن مجموعة التفكير الأمريكية «كارنيجي إندومنت التي تتخد من واشنطن مقرا لها الأطراف المعنية بالمنطقة الى الاستجابة لطلبات حل دولي معقول وواقعي مقتبسا تصريحا للأمين العام السابق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوياريؤكد فيه أن : « حلا معقولا و منطقيا يتم بموجبه دمج الصحراء في منطقة حكم ذاتي في الدولة المغربية، كان من شأنه إنقاذ حياة الكثيرين وتوفير الكثير من المال. « وسلط التقرير الضوء أيضا على الموقف الحكيم للسيد بيتر فالسوم الذي كان قبل سنوات قد وصف الموقف السياسي لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر ب «الخيار غير الواقعي». ووصف حكم فالسوم بالشجاع . الى ذلك حذرت ذات الوثيقة المرجعية من أن المصالح المشتركة والتواطؤ الواضح بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجبهة «البوليساريو » تعتبر محركا لتنظيم إرهابي ستكون له انعكاسات «لا حصر لها» على استقرار وأمن مجموع المنطقة الجغرافية الممتدة من المغرب العربي إلى منطقة الساحل. وأوضح التقرير أن «الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تعمل بإصرار على تقوية علاقاتها بتجار المخدرات في مخيمات تندوف ، التي تغلغلوا فيها على نطاق واسع من خلال تجنيد شباب يشعر بالإحباط» مشيرا إلى أن توطد التحالف بين هذا التنظيم و(البوليساريو) سيؤدي إلى بروز حركة إرهابية «خطيرة». و سجلت ذات الوثيقة أن «تورط شباب صحراويين في تهريب المخدرات بالمنطقة أضحى حقيقة مثيرة للقلق» مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب «يعانون من تنامي عزلتهم اجتماعيا وغياب التوجيه ولا يتوفرون على أي أفق «. ولاحظ المصدر ذاته أن الشبان الصحراويين يشعرون «بتخلي الطغمة الحاكمة التي شاخت عنهم والتي لم يعد لها أي علاقة بالواقع» مبرزا أن هؤلاء الشباب الذين يعيشون بلا أمل في مستقبل أفضل أصبحوا بالتالي فريسة سهلة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وشبكات التهريب بكل أنواعها. وبعدما استعرض واقع الحال حذر صاحب التقرير« أنور بوخارس» من النشاط الإجرامي المتزايد والتوترات الاجتماعية في مخيمات تندوف التي تشكل بذلك تهديدا آخر على الاستقرار والأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل ككل. وأورد التقرير في هذا الإطار تصريحات لممثلي سلطات مالي الذين يتهمون (البوليساريو) بأنه «فاعل رئيسي في صناعة الاتجار في المخدرات بالمنطقة» موضحا أن عناصر من جبهة البوليساريو متورطون في العديد من عمليات اختطاف مواطنين أجانب بالمنطقة نفذها الفرع المحلي لتنظيم القاعدة. وبعدما أكد أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ومختلف شبكات الاتجار في المخدرات تتغذى من النزاعات الإقليمية ، دعا تقرير «كارنيجي إندومنت» إلى إيجاد حل للنزاع حول الصحراء من خلال تحفيز الأطراف على التفاوض بشأن تسوية تركز على الحاضر والمستقبل بدل البقاء رهن إيديولوجيات موروثة عن الحرب الباردة. كما أكد في هذا السياق أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل أرضية جيدة للتفاوض لحل هذا النزاع الإقليمي.