اتهمت مالي رسميا «البوليساريو» ب»استخدام ترابها في عمليات الاختطاف والاتجار في المخدرات وأكد مسؤولون بباماكو تواطؤ صحراويين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وضمن السياق المتسارع للشبهات المتتالية التي تلاحق جبهة الانفصاليين من كل جانب و صوب , لا يشكل قرار السلطات المالية القاضي بطرد ثمانية عناصر إنفصالية بتهمة التعاطي لأنشطة دعائية مشبوهة فوق التراب المالي إلا الجزء الخفي من جبل الجليد المتراكم حول التحركات المشبوهة لجبهة البوليساريو بمنطقة الساحل و التي تكشف تباعا عن صلاتها الوثيقة بأنشطة الارهاب وتهريب المخدرات وخلايا الاجرام بمنطقة توصف بحساسيتها المطلقة على الصعيد السياسي وتمثل عبئا أمنيا متفاقما بالنسبة لبلدان المنطقة ولحكومات العواصم الدولية التي تتكاثف يوميا جهودها لوضع حد للمد الارهابي و الاجرامي المتنامي بمثلث الموت و المخدرات الممتد من شمالي مالي و النيجر الى جنوب الصحراء الجزائرية و ثخوم مخيمات تندوف . وقد كشفت وثيقة لاجهزة الامن المالية اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية ان « شابين صحراويين متورطين في خطف فرنسيين اثنين في 24 نوفمبر في هومبوري شمال شرق مالي». وتوضح الوثيقة التي تحمل عنوان «القاعدة في مخيمات البوليساريو» ان «مالي لديها ادلة على تورط عناصر من الجبهة في تهريب المخدرات على المستوى الاقليمي». آخر المعلومات المتوفرة تعكس تخوفات باماكو من سعي جبهة الانفصاليين الحثيث لإنشاء قاعدة خلفية لها بشمال مالي تتخصص عبر عناصر تخضع للسلطة المباشرة لقياديين بالجبهة في مناولة خدمات تقديم خدمات خاصة سواء بالنسبة للخلايا الارهابية النشيطة بالمنطقة أو لعصابات تهريب المخدرات القوية و الأسلحة على السواء . و ما يؤسس لحقائق هذه الفرضية الخطيرة التي تفضح الوجه الحقيقي أو المتستر لأجندة و حسابات مرتزقة الرابوني أو البعض من قياداتهم على الأقل أن تحذيرات قد صدرت منذ مدة سواء عبر تقارير استخباراتية رسمية أو خلاصات تحاليل منظمات دولية متخصصة من أن توغل عناصر مسلحة من «البوليساريو» شمال مالي، حيث قتلوا شخصا واختطفوا ثلاثة آخرين، ينذر «بانفجار» الوضع بالمنطقة وهي التحذيرات التي تتقاطع مع تنبيه المغرب في مناسبات عديدة، للمجموعة الدولية بخصوص مخاطر تلاقي مصالح «البوليساريو» وتنظيم القاعدة بشمال افريقيا، مبرزا أنه شدد على أن مخيمات تندوف أصبحت «أرضا خصبة لاستقطاب عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». باماكو على الأقل امتلكت الشجاعة للافصاح عن المستور حين هدد مسؤول حكومي رفيع بها بأن «مالي لن تقبل بعد اليوم بانتهاك وحدة وسلامة أراضيها من قبل البوليساريو، في إشارة الى حادث توغل عناصر مسلحة تابعة للجبهة الانفصالية الى شمال مالي و الذي تبناه ما يسمى بالوزير الأول للكيان الوهمي عشية مؤتمر الجبهة في محاولة لتوجيه أنظار الضيوف الأجانب الحاضرين بمؤتمر تيفاريتي عن حادث الرابوني و تقديم الجبهة الانفصالية في صورة الحركة التحررية التي تسعى جاهدة لتخليص الرعايا الأجانب المختطفين منذ أكثر من شهرين من داخل المقرات الادارية للجبهة وسط الرابوني على الرغم من أن التطمينات التي قدمها قياديو الجبهة حينئد من أنهم يمتلكون معلومات مؤكدة عن مكان تواجد المختطفين الأجانب و أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم للافراج عنهم بعد إيقاف مجموعة من عناصر المخيمات الذين قدموا للرأي العام كمتواطئين داخليين مع المختطفين ليتضح بعد انقضاءالمؤتمر المسرحية أن التطمينات الانفصالية لم تكن إلا لذر الرماد في العيون و جبر خاطر ممثلي الجمعيات الانسانية الدولية التي تضخ مساعدات عينية دورية نحو تندوف