زعم ما يسمى بوزير دفاع جبهة الانفصاليين أن المخابرات المغربية ضالعة في عملية اختطاف الرعايا الأوربيين الثلاثة من مخيم الرابوني قبل زهاء الشهرين للتشويش على مؤتمر البوليساريو . و نقل عن المدعو محمد لمين البوهالي قوله أن المخابرات المغربية صُدمت عندما ألقت جبهة البوليساريو القبض على أفراد من الجماعة المختطفة،وخشيت من أن يكشفوا حقائق عنها لكن قياديا آخر بجبهة الانفصاليين اعترف في نفس اليوم أن الأفراد العشرة الذي اعتقلتهم البوليساريو في الشمال المالي اعترفوا بضلوعهم في علية اختطاف المتضامنين الأوربيين قرب مخيم الرابوني ، و أكد أن من بينهم شخصان من مخيمات تندوف في حين تعود جنسية البقية الى مالي . و يبدو أن ورطة الحادث الارهابي الذي كان مخيم الرابوني و هو في نفس الوقت مقر المصالح الادارية للجبهة الانفصالية مسرحا له قد قلبت رأسا على عقب حسابات القادة الانفصاليين و جعلتهم يطلقون تصريحات متناقضة بغية التنصل من مسؤوليتهم المؤكدة في العديد من العمليات الارهابية و الاجرامية التي كانت منطقة الساحل الافريقي مسرحا لها خلال السنوات الأخيرة . وفيما يعد صفعة مدوية جديدة على خد مسؤولي الجبهة و تسفيها لرواياتهم الرسمية المفبركة حول الحادث صرح وزير مالي لوكالة فرانس برس ان باماكو "لن تقبل بعد اليوم بانتهاك اراضيها من قبل جبهة البوليساريو التي توغل مسلحون منها الى مالي مؤخرا وقتلوا رجلا وخطفوا ثلاثة آخرين على الاقل " وقال نفس المسؤول المالي ان " مالي لن تقبل بعد اليوم بانتهاك وحدة وسلامة أراضيها من قبل جبهة بوليساريو " وتابع انه "لا يمكن الدخول والقتل وخطف أشخاص على أراضينا, وأفهمنا من يهمه الامر بذلك" . واضاف "في المرة القادمة سنتحمل مسؤولياتنا" . واكد الوزير المالي نفسه ان "اسباب هذا التوغل غير مقنعة خصوصا ان الشخص الذي قتل والأشخاص الذين خطفوا لا علاقة لهم بمحتجزي الرهائن الاوروبيين الذين خطفوا في تندوف" في إشارة الى المجموعة التي أوقفتها البوليساريو وتقدمها جبهة الانفصاليين كمسؤولة عن حادث الاختطاف . و كان قيادي انفصالي قد زعم أن العقل المدبر للمجموعة التي نفذت عملية اختطاف الرعايا الغربيين الثلاث بالرابوني هو من أصل مالي يتاجر في المخدرات و يقيم اتصالات مع جماعات إرهابية وأضاف أن من ضمن الأعضاء ال11 لهذه المجموعة الذين أوقفتهم مليشيات البوليساريو يوجد ماليون و صحراويون و موريتاني واحد . على أن محمد لمين البوهالي اعترف بأن أغلبية المتورطين في حادث الاختطاف لهم صلات وطيدة بتجار و مهربي المخدرات بمنطقة الساحل و هو ما يعني أول اعتراف رسمي من مسؤول إنفصالي بأن عناصر مقيمة بالمنطقة المراقبة من طرف الجبهة الانفصالية يتعاطون لمختلف الأعمال الاجرامية و الارهابية و هو ما ظلت قيادة البوليساريو تنفيه و تحاول جاهدة التنصل منه بشدة في أكثر من مناسبة .