حمل رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية قلما أحمر لينقط الوضع السياسي العام في المغرب، وكانت المناسبة تقريره الأدبي البئيس الذي افتتح به أشغال المؤتمر 13 لجبهته حيث قال: «ورغم محاولة استباق الأحداث من طرف ملك المغرب وإخراجه لدستور ممنوح، قديم في جلباب جديد، وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، بمشاركة محدودة، إلا أن الأمر لم يتغير في المملكة المغربية، وليس هناك ما ينبئ بحصول تغيير في الواقع السياسي والاجتماعي المتردي...» «الله ينعل لما يحشم»رجل خالد في المسؤولية، يحتل كرسيا وضعه فوقه أسياده في الجزائر منذ 1976 يتحدث عن التغيير والإصلاح في المغرب، رجل نصبته الأجهزة الجزائرية مرة أخرى أمينا عاما للجبهة الانفصالية ليس للمرة الثانية ولا الثالثة ولا حتى السابعة، بل للمرة 11 يتحدث بسوء عن تجربة رائدة يكتوي الجيران بلهيب نجاحها. رجل أحاط نفسه أو أحاطته مخابرات الجزائر برجالات خالدين، يسمع الرأي العام بأسمائهم منذ مطلع سنوات السبعينيات من القرن الماضي وخلدوا في هذه المناصب إلى الآن يتطاول لسانه على تجربة عرفت تغييرات عميقة جدا، بيد أن الجمود بل التسلط على المناصب هو السمة الرئيسية التي ميزت تجربتهم الانفصالية. وبعد هذا وذاك، ما دخل شخص مثل محمد عبد العزيز في الشأن الداخلي، ألا يطالب بتقرير المصير؟ إنه يتدخل فيما يعنيه لأن انتماءه للمغرب هو الذي يحرك في دواخله الاهتمام بالوطن الأم. «المهم، عش نهار تسمع خبر»