في ظل النجاح الذي يعرفه تسويق المنتوج السياحي المغربي في الأسواق الخارجية، وأدى إلى رفع عدد السياح الوافدين المغرب بنسب مهمة سنويا فاقت أحيانا معدل نمو الساحة في العالم، وبعد تحقيق نحو 7.5 مليون سائح خلال السنة الماضية بفضل التطور الذي شهدته بنيات الاستقبال، بعد الشروع في تنفيذ بنود الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع السياحي «رؤية 2010»، يسعى المغرب إلى إنعاش السياحة الداخلية أيضا من خلال جملة من المشاريع والبرامج التي تستجيب لمتطلبات السائح الوطني التي تختلف عن متطلبات السائح الأجنبي. وفي هذا الإطار كان المسؤوولون على القطاع قد أعدوا عددا من البرامج والعروض التي تتضمن عدد من التحفيزات الكفيلة بدفع المغاربة إلى الإقبال على المنتوج السياحي الموجه أساسا للسياح الداخليين. يدخل في هذا الإطار ما أعلن عنه أخيرا محمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية أنه من أجل نجاح مخطط (بلادي) فقد تم اختيار ثمان جهات لإيواء محطات سياحية مندمجة صغرى تستجيب لخصوصيات السائح الوطني وذلك طبقا لنتائج دراسة السوق ورغبات السياح المغاربة. وأضاف خلال تدخل في البرلمان أن من بين المحطات الثمانية المبرمجة تم الشروع في إنجاز ثلاثة منها في كل من الجديدة وأكادير وإفران وسيتم تفويت ثلاث محطات أخرى في غضون الأسابيع المقبلة. وأنه من المنتظر أن يمكن هذا المنتوج شريحة مهمة من المواطنين ذوي الدخل المتوسط أو المحدود من الاستفادة من المؤهلات السياحية للمغرب حيث تم تحديد ثمن المبيت ما بين200 و500 درهم للعائلة عن كل ليلة . وأوضح أن هذا المخطط يهدف إلى خلق طاقة إيوائية تقدر ب30 ألف سرير وذلك من حيث إحداث ثماني محطات سياحية مندمجة صغرى على مساحات عقارية تتراوح ما بين25 و45 هكتار. وذكر بوسعيد أن عدد السياح قد بلغ عند نهاية سنة2007 ما يقرب7.4 مليون سائح بزيادة قدرها 13 في المائة مقارنة مع سنة2006 وإلى حدود شهر غشت2008 حافظ عدد السياح الوافدين على وتيرته التصاعدية مسجلا ارتفاعا قدره8 في المائة بالمقارنة مع فترة يناير - غشت2007 في حين سجلت بعض الوجهات السياحية المجاورة للمغرب تراجعا نسبيا خلال نفس الفترة. وسجل الوزير ان عدد المبيتات الفندقية المبلغ عنها بمؤسسات الإيواء المصنفة ارتفع إلى متم شهر دجنبر2007 الى ما يقرب17 مليون ليلة سياحية , متوقعا أن يبلغ عدد المبيتات المسجلة حسب التقديرات الأولية خلال سنة2008 حوالي16.6 مليون ليلة سياحية. وأضاف بوسعيد أن المداخيل السياحية ارتفعت خلال سنة2007 حسب إحصائيات مكتب الصرف إلى59 مليار درهم ومن المتوقع أن تسجل المداخيل السياحية حسب التقديرات خلال سنة2008 نفس المبلغ. وأشار إلى أن الاستثمارات في الميدان الفندقي والسياحي عرفت نموا متصاعدا خلال الفترة1999 -2007 مذكرا في هذا صدد أنه تم التوقيع على العديد من اتفاقيات الاستثمار مع منعشين وطنيين ودوليين بمبلغ إجمالي يناهز57 مليار درهم. وأضاف انه فيما يخص المخطط الأزرق والذي يهم إنجاز محطات سياحية كبرى فقد تم التوقيع على سبع اتفاقيات تهيئة وتنمية بمبلغ إجمالي يناهز53 مليار درهم وتمثل الاستثمارات الأجنبية بصفة عامة حوالي80 في المائة من مجموع الاستثمارات بما فيها المخطط الأزرق. وقال الوزير أن المشاريع المزمع إنجازها في إطار الاتفاقيات الموقعة سوف تمكن من خلق275 ألف منصب شغل من بينها201 ألف300 منصب شغل تدخل في إطار المخطط الأزرق فضلا عن توفير طاقة إيوائية تقدر بحوالي166 ألف سرير فندقي من بينها 70 ألف سرير فندقي يهم المخطط الأزرق. وأشار بوسعيد إلى أن الظرفية المالية والاقتصادية الحالية الصعبة وغير مسبوقة ستؤثر على الاقتصاد العالمي بصفة عامة وعلى القطاع السياحي على غرار باقي القطاعات. ولمواجهة الآثار المحتملة أشار بوسعيد إلى أنه يتم العمل على وضع استراتيجية استباقية للتخفيف من آثار هذه الظرفية على القطاع، وأنه تقرر تشكيل فريق عمل يضم القطاع العام والقطاع الخاص ليأتي باقتراحات عملية في أقرب الأجال لمواجهة هذه الأزمة وتجاوزها في أحسن الظروف خلال سنة2009 .