انطلقت، أمس، بميلانو فعاليات البورصة الدولية للسياحة بمشاركة المغرب إلى جانب 152 دولة، إذ يمتد الرواق المغربي المشارك على مساحة 250مترا مربعا وهي ثاني مشاركة للمغرب في تظاهرة عالمية في السياحة بعد معرض فيتور 2009 بمدريد نهاية الشهر الماضي. ويراهن المغرب على السوق الإيطالية لتدعيم مشروع «كاب 2009» الذي تكلفت بإعداده وزارة السياحة التي اعتبرته «خطة استباقية جديدة» لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية على أداء القطاع السياحي المغربي، ويتوقع أن يتم عرض 20 ألف سرير فندقي جديد، خلال سنة 2009، مقابل 10 آلاف سرير خلال السنة المنصرمة. وتأتي الخطة في إطار عمل مشترك ساهم فيه كل المعنيين والمتدخلين في القطاع السياحي بالمغرب من العمومي والخاص، فيما ستقوم المكاتب الجهوية للسياحة بتنفيذ هذه العمليات في مختلف المدن المغربية. ويأتي الإيطاليون في الرتبة الثالثة بعد الفرنسيين والإسبان وسجلت السنة الماضية توافد ما يناهز 163 ألف سائح بنسبة نمو فاقت 3 في المائة. ويتوقع المهنيون أن يساهم افتتاح محطة السعيدية الشاطئية في يونيو المقبل في رفع نسبة إقبال السياح الإيطاليين بنسبة مهمة. ويطمح المغرب هذه السنة إلى إطلاق برنامج «خبراء المغرب» لتقوية قنوات التوزيع السياحي من أجل استقطاب ما يزيد عن 179 ألف سائح إيطالي، أي بزيادة قدرها 10 في المائة، كما يرتقب أن يرتفع عدد ليالي المبيت إلى 597 ألف ليلة بنسبة نمو قدرها 5 في المائة، وبلغت حصة السوق الايطالية حوالي 6 في المائة من مجموع الحصص السياحية في السنة الماضية. وتتوفر إيطاليا على سوق سياحية متطورة إذ يسافر سنويا 9 ملايين ايطالي نحو الخارج، فيما يبلغ عدد الرحلات الخارجية للايطاليين ما يفوق 10 ملايين رحلة كل عام. وأفاد مسؤول بالمكتب الوطني المغربي للسياحة بأن الإيطاليين يفضلون زيارة المدن المغربية العتيقة بحوالي 50 في المائة، وتجتذب الوجهات الشاطئية المتوسطية النسبة المتبقية منهم، مما يجعل المغرب، حسب رأيه، في حاجة إلى تعزيز حضوره في إيطاليا عبر تكثيف ورشات العمل بها. وصنفت الهيئة السياحية الإيطالية «اتيتور» المغرب في المرتبة الأولى في شمال إفريقيا فيما يخص إقبال الإيطاليين وتطور تسويق المنتوج السياحي المغربي بها خلال السنتين الأخيرتين. وتسعى المشاركة المغربية في المعرض الايطالي إلى فتح أسواق جديدة بايطاليا من أجل التخفيف من تأثير الأزمة الدولية على المدى القصير وتعزيز حصص المغرب في السوق الأوروبية، حيث بلغت القدرة الاستيعابية الإجمالية للقطاع السياحي المغربي 155 ألف سرير مع نهاية العام الماضي، وتشير توقعات وزارة السياحة إلى احتمال ارتفاعها لتصل إلى 270 ألف سرير مع نهاية 2009. ويشارك في البورصة الدولية للسياحة، التي ستختتم فعالياتها يوم الأحد القادم، ما يفوق 5000 عارض و108.500 هيئة مهنية من 152 دولة، فيما يتوقع أن يتجاوز عدد الزائرين 155 ألف زائر داخل مساحة عرض تبلغ 60 ألف متر مربع، وهي موعد سنوي دولي تعرض فيه الدول منتوجاتها واستراتيجياتها السياحية أمام العارضين والمهتمين بالقطاع. وبلغ عدد السياح الذين قاموا برحلات في العالم العام الماضي 903 ملايين سائح، بزيادة بلغت 6.6 في المائة، سنة 2006، في حصيلة تخطت التوقعات. ورغم الأزمة، تتمسك المنظمة العالمية للسياحة، التابعة للأمم المتحدة، بتوقعاتها على المدى البعيد، وما تزال تراهن على ارتفاع عدد السياح إلى 1.6 مليار سنة 2020.