افتتح بمدريد المعرض الدولي للسياحة « فيتور 2009» الذي يشهد مشاركة 170 دولة، من بينها المغرب، وهومعرض يحاول فيه المغرب إبراز تنوع منتوجه السياحي في رواق على مساحة 400 متر مربع، من بينها 50 مترا مربعا مخصصة للخطوط الملكية المغربية. ويعول المغرب كثيرا على هذا المعرض في ظل الأزمة الحالية التي أثرت على القطاع السياحي في العالم، حيث يراهن على جذب السياح الإسبان مراهنا في ذلك على كونهم لا يستسلمون لإكراهات الظرفية الحالية كثيرا، إذ يتخذون قرار السفر في آخر لحظة، مما يجعلهم يفكرون في المغرب بحكم القرب الجغرافي الذي يسهل السفر لمدد قصيرة. ويحتل السياح الإسبان الرتبة الثانية، بعد الفرنسيين، فقد زار المغرب في السنة الفارطة 596 ألف سائح إسباني بزيادة بنسبة 9 في المائة، في نفس الوقت وصلت ليالي المبيت إلى 826 ألف ليلة بزيادة بنسبة 8 في المائة، وتبقى مراكش وطنجة الوجهتين اللتين تحظيان أكثر بإقبال السياح الإسبان، بالإضافة إلى الدارالبيضاء وفاس ومكناس وأكادير. ولا يتطلع المغرب فقط في هاتة السنة إلى الدفاع عن حصته في السوق الإسبانية، بل يسعى إلى رفعها بحوالي أربعة في المائة، وهو هدف طموح يتحدى تداعيات الظرفية الاقتصادية الحالية التي طالت استهلاك الأسر الإسبانية، غير أن المغرب يراهن على عامل القرب الجغرافي الذي جعل منه أول وجهة للسياح الإسبان. ويعتبر مهنيون مشاركون في المغرب أن ضمان هذا الهدف، في ظل المنافسة المحتدمة الآتية من الجهات الإسبانية التي تحاول ضمان وفاء السياح الإسبان لمنتوجهم السياحي المحلي، ومن دبي ومصر وتركيا وتونس، يقتضي الحرص على تخفيض الأسعار على مستوى الفنادق وتحسين جودة الخدمات، بل منهم من يحبذ تشجيع وكالات الأسفار المغربية على التواجد في بلد من إسبانيا. وثمة من يعتقد من المهنيين أن الرهان الأساسي يتمثل في ضمان وفاء السياح الإسبان للمنتوج السياحي المغربي، بحيث لا يصبح حضورهم بالسوق المغربي على شكل موجات تعرف مدا وجزرا حسب الفترات. ويشكل المعرض فرصة للمهنيين المغاربة، خاصة المجالس الجهوية للسياحة، لعرض المنتوج المغربي وللتعرف على انتظارات السياح الإسبان الذين يخطب ودهم العديد من منافسي المغرب الذين حضروا بقوة لهذا الموعد الأهم في العالم، بعد معرض برلين، وهم منافسون كيفوا استراتيجيتهم آخذين بعين الاعتبار الظرفية الاقتصادية الحالية في العالم، غير أن جهات سياحية تعتبر أنه يجب التفكير في توسيع مساحة الرواق المغربي في معرض « فيتور»، بما يضمن حضورا لافتا للجهات وخصوصياتها، إسوة ببعض البلدان الممثلة في المعرض. ويأتي هذا المعرض في ظل اتخاذ المغرب لمجموعة من الإجراءات الاستباقية التي تريدها السلطات العمومية بمعية المهنيين هجومية حتى تحافظ على حصص في الأسواق التقليدية وفتح أسواق جديدة، بالموازاة مع الاهتمام بالسوق الداخلي، بحيث تم رصد مائة مليون درهم للخطة الإضافية التي يراد تطبيقها في السنة الجارية لمواجهة المنحى الهبوطي الذي يخشى أن تنخرط فيه السياحة المغربية. وتتركز محاور الخطة الجديدة على جلب المزيد من السياح من الأسواق التقليدية وفتح أسواق جديدة، والاتجاه نح وتنمية السوق الداخلي، هذا بالموازاة مع إحداث خلية لليقظة والتتبع من أجل التفاعل مع التحولات التي تطرأ على السوق، غير أنه مهنيا، فضل عدم ذكر اسمه، اعتبر أنه تم التأخر في تفعيل الإجراءات التي يراد منها مواجهة تداعيات الأزمة التي يرتقب أن تبرز أكثر في القطاع خلال أبريل القادم. يشار إلى أن معرض « فيتور» بمدريد، الذي افتتح أبوابه أول أمس وإلى غاية الفاتح من فبراير القادم، يشهد مشاركة 11137مقاولة ممثلة ل170 دولة وجهة، يحتل مساحة 87520 مترا مربعا، ويشكل في الظرفية الحالية فضاء لقياس الاتجاه العام للسياحة العالمية التي تعتبر منظمة السياحة العالمية أنها تشهد إحدى أشد أزماتها في الظرفية الاقتصادية العالمية.