أكد المستشار (وزير) المكلف بالصناعة والتجارة والسياحة والتنمية بالحكومة المستقلة لأراغون (شمال إسبانيا) السيد أرتورو ألياغا أن المغرب يوفر "فرصا كبيرة" للاستثمار في القطاع السياحي بالنظر إلى المؤهلات الكبيرة التي يتوفر عليها القطاع بالمملكة. وأوضح السيد ألياغا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش زيارة قام بها وفد يضم العديد من الوزراء بالحكومة الاراغونية للرواق المغربي بالمعرض الدولي للسياحة "فيتور"، الذي افتتح أمس الاربعاء بمدريد في دورته الثلاثين، أن الشركات الاسبانية مدعوة إلى الاستفادة من هذه الفرص الكبيرة لتعزيز وجودها في القطاع السياحي المغربي. وفي هذا الصدد، أبرز المسؤول الاراغوني أن المغرب يتوفر على "مؤهلات سياحية هائلة" وعلى "سوق واعدة"، على اعتبار إمكانيات النمو التي يوفرها القطاع، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي أثرت على أهم الوجهات السياحية في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الوجهة الاسبانية. كما أشار إلى أن التاريخ والتقاليد العريقة والثقافة الغنية للمغرب تجعل من المملكة وجهة سياحية مفضلة، معربا عن إعجابه بالرواق المغربي بالمعرض الدولي للسياحة، الذي يقدم صورة "غنية وقوية" للإمكانيات السياحية في المملكة. ومن جانبه أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة السيد عبد الحميد عدو، أن زيارة الوفد الاراغوني للرواق المغربي شكلت فرصة لتقديم العروض السياحية الغنية والمتنوعة للمنتوج السياحي المغربي، وبحث سبل إقامة علاقات تعاون مع هذه الجهة الواقعة في شمال إسبانيا. وأضاف أن هذه الزيارة مكنت أيضا من تبادل وجهات النظر حول وضعية القطاع السياحي خلال الظرفية الحالية، التي تتسم بالأزمة الاقتصادية العالمية وبحث السبل الكفيلة بإقامة حوار دائم من أجل تعزيز التعاون والشراكة بين الجانبين في المجال السياحي. وفي هذا الإطار أبرز المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أن هذا اللقاء شكل أيضا فرصة لاستكشاف إمكانيات إحداث خطوط جوية جديدة بين المغرب ومنطقة أراغون، وتسهيل إجراء اتصالات بين المهنيين المغاربة في القطاع السياحي ونظرائهم في جهة أراغون، وتنظيم بعثات لرجال الأعمال لاستكشاف فرص الاستثمار في القطاع السياحي المغربي. وفي معرض حديثه عن الزيارة التي قام بها عاهلا إسبانيا الملك خوان كارلوس الأول والملكة صوفيا للرواق المغربي أمس الاربعاء، أبرز السيد عبد الحميد عدو أهمية هذه الزيارة التي تؤكد على متانة العلاقات الممتازة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا. ويشكل المعرض الدولي للسياحة، الذي يعتبر أحد أكبر المعارض المخصصة للسياحة على الصعيد الدولي، أرضية محورية هامة لعقد لقاءات بين الفاعلين في القطاع من أجل تحديد استراتيجيات جديدة والنهوض بالوجهات المرتبطة بها. ويشارك المغرب في هذا المعرض الدولي المتخصص في مجال الصناعة السياحية العالمية، من خلال مشاركة متميزة وقوية من أجل تقديم العروض السياحية المغربية الغنية والمتنوعة، وذلك من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة وعدد من الفاعلين السياحيين بالمملكة. ويتميز حضور المغرب في هذه الدورة بمشاركة العديد من المجالس الجهوية للسياحة بالمملكة بهدف الترويج للمنتوجات والوجهات التي تستجيب أكثر لانتظارات السياح الإسبان. ويعتبر الرواق المغربي في المعرض الدولي للسياحة، الذي يقام على مساحة 400 متر مربع، من بين أكبر الأروقة بالمعرض. ويقدم الرواق الذي أقامه المكتب الوطني المغربي للسياحة العديد من العروض حول الوجهات السياحية المغربية، تبرز مدى غنى وتميز المنتوج السياحي الوطني ومؤهلاته الكبيرة. وحسب المنظمين فإن معرض "فيتور" الذي يقام على مساحة إجمالية تقدر بسبعين ألف متر مربع، يتميز في دورته الحالية بمشاركة 160 بلدا، مضيفين أنه سيتم على هامش هذا المعرض تنظيم العديد من اللقاءات والندوات والموائد المستديرة ستتناول عددا من المواضيع المرتبطة بالقطاع السياحي والتحديات، التي يواجهها سواء في مجال العولمة الاقتصادية أو في إطار الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. وكانت الدورة التاسعة والعشرون لمعرض "فيتور" التي نظمت السنة الماضية بمدريد، قد شهدت مشاركة أزيد من 150 ألف مهني وحوالي 12 ألف مقاولة نشيطة في هذا المجال تمثل 170 بلدا.