نظمت شعبة السياحة التابعة لجامعة اللغات بموسكو اليوم الأربعاء ندوة حول "مؤهلات السياحة المغربية" تناولت بالتحليل استراتيجية المغرب في المجال السياحي ومؤهلات القطاع وآفاق الوجهة السياحية المغربية في السوق الروسية. وأكد سفير المغرب بروسيا الفيدرالية السيد عبد القادر الأشهب، في عرض له خلال هذه الندوة، التي حضرها طلبة الجامعة وأساتذة وثلة من مهنيي القطاع السياحي بروسيا، أن المغرب يولي "اهتماما كبيرا لقطاع السياحة باعتباره أحد أهم روافد الاقتصاد وكذلك باعتبار المؤهلات الطبيعية والبشرية التي يتوفر عليها والتجارب الإيجابية التي راكمها المغرب في المجال أهلته ليكون إحدى الدول الحاضرة بقوة في السوق السياحية العالمية". وتابع أن مراهنة المغرب على قطاع السياحة في السنوات الأخيرة واكبه تأهيل وتطوير البنيات التحتية الفندقية ومؤسسات الاستقبال السياحي في مختلف مناطق المغرب وهيكلة القطاع السياحي في بعديه التنظيمي والتكويني وإدماج الثقافة في المحيط السياحي. وأشار السيد عبد القادر الأشهب إلى أن "هذه الاستراتيجية مكنت المغرب من تحقيق طفرة نوعية على مستوى الاستقبال السياحي كما ونوعا ومواجهة المنافسة التي يعرفها القطاع على الصعيد الدولي، وكدليل على ذلك فإن المغرب من بين الدول القليلة على الصعيد المتوسطي التي حققت ارتفاعا في عدد السياح الوافدين خلال السنة التي ودعناها". واعتبر أن "رغبة المغرب عمليا في الحضور الوازن في أسواق جديدة، غير الأسواق التقليدية التي يحقق فيها أرقاما محترمة، تعكس الدينامية الجديدة للمملكة في إطار رؤية واقعية وعلمية تستشرف المستقبل وتقوم على مكتسبات السياحة في العشرية الأخيرة وإشراك قطاعات حيوية كالنقل الجوي والتكوين والتعمير والبيئة في منحى تعزيز السياحة والتعريف بالوجهة السياحية الوطنية على نطاق أوسع خاصة على مستوى دول شرق أوروبا". وألمح السيد الأشهب إلى أن "السياحة المغربية تمكنت من تخطي تداعيات الأزمة العالمية بمهنية واقتدار في الوقت الذي عرفت فيه السياحة الدولية صعوبات جمة، مشيرا إلى "تعامل المغرب بعقلانية واحترافية مع الظرفية الأخيرة التي تتمثل في توقف حركة النقل الجوي بسبب البركان الايسلاندي موفرا كل أسباب الراحة للسياح الأجانب لاجتياز الطارئ وتكلفه بنقلهم مجانا إلى بلدانهم بفضل تضافر جهود كل المتدخلين في الشأن السياحي الوطني". وبخصوص السوق الروسية، أكد السيد الأشهب أن الحضور المغربي وإن لم يرق بعد إلى مستوى طموحات المهنيين إلا أنه حقق في الثلاث سنوات الأخيرة تقدما ملموسا في معدل السياح الروس الذين اختاروا الوجهة المغربية، بدليل أن عددهم هذه السنة سيرتفع إلى ما بين 30 ألف و 50 ألف سائح بزيادة مرتقبة تتجاوز نسبتها 50 بالمائة مقارنة مع سنة 2009 . ومن جهتهم أكد اساتذة وطلبة من شعبة السياحة التابعة لجامعة اللغات بموسكو أن " المغرب وبفعل تنوعه الجغرافي وموروثه التاريخي والثقافي والحضاري وقربه من اوروبا ، التي تشكل احدى الاسواق المهمة لدول الاستقبال السياحي ،سيكون خلال السنوات القادمة وجهة سياحية جديرة باهتمام السائح الروسي ". وأوضحوا ان السياحة المغربية " تتوفر على مؤهلات ومعطيات تتعلق بجودة الخدمات والاسعار التنافسية تتماشى واذواق السائح الروسي ورغباته واهتماماته وامكانياته ، شريطة ان تتضاعف الجهود للتعريف بالوجهة السياحية للمملكة وتطوير اشكال وخطط تسويق المنتوج المغربي والانفتاح اكثر على مناطق اخرى من روسيا الفيدرالية ". واعتبر متدخلون ان " من طبيعة السائح الروسي البحث عن وجهات سياحية تمتلك مواصفات التنوع الجغرافي والثقافي وترتكز على خدمات القرب ذات المستوى العالي من قبيل السياحة المغربية". وتوقعوا ان تشهد الوجهة المغربية في السوق الروسية انتعاشا خلال السنوات القليلة القادمة ، خاصة مع قرب افتتاح خط جوي مباشر بين موسكو وأكادير عبر الدارالبيضاء وتوقيع عقود إشهار سياحية مع وكالات اسفار روسية وازنة.