في الصورة الملك محمد السادس رفقة الرئيس الروسي السابق بوتين قال سمير سوسي رياح، المسؤول عن مندوبية المكتب الوطني المغربي للسياحة بموسكو، التي افتتحت رسميا، في الأسبوع الماضي، أن إحداث مندوبية للمكتب بالفيدرالية الروسية، يشكل فرصة مهمة، لتعزيز الوجود في سوق واعدة، والترويج على نطاق واسع للوجهة السياحية المغربية المتميزة. "" وأكد سوسي رياح، في حديث خاص لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بموسكو، أن توجه المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى السوق الروسية، بشكل مباشر، "هو عمل آفاقي ومدروس، يستهدف منطقة أوروبية يتجاوز عدد سكانها 142 مليون نسمة، ويتميز مواطنوها بولعهم الكبير بالسفر، خلال كل فصول السنة". وأشار إلى أن "وجهة المغرب السياحية تتجاوب كليا مع منطق وعقلية السياح الروس"، لجملة من الأسباب، منها تنوع وغنى المنتوج السياحي المغربي، وتجدد البنيات السياحية به، وجودة الطبخ المغربي، "دون الحديث عن تنوع وتطور الصناعة الفندقية، وشساعة الجغرافيا بالمغرب، التي تعد النقطة الفاصلة مع وجهات عالمية". ويرى أنه بإمكان السياحة المغربية منافسة الوجهات السياحية التقليدية في روسيا، على قدم المساواة، بل "يمكنها أن تتفوق على باقي الوجهات، لأنها تمتلك مقومات وامتيازات لا يمتلكها الآخرون، ويمكنها الظفر بحصص سنوية عالية، خلال السنوات القليلة المقبلة". ولفت إلى ارتفاع نسبة السياح الروس، الذين زاروا المغرب في سنة 2008 بأكثر من مائة في المائة، مقارنة مع سنة 2007، إذ انتقل العدد من 20 ألف سائح، إلى 45 ألف سائح، متوقعا أن يرتفع هذا العدد خلال السنة الجارية، رغم إمكانية تأثر القطاع السياحي عامة، بتداعيات الأزمة العالمية. وحسب سوسي رياح، (43 عاما)، وهو مهندس دولة في مجال الإلكتروميكانيك، وله خبرة في مجال السياحة تفوق 14 سنة، لامتلاكه سابقا إحدى وكالات الأسفار العاملة في موسكو، فإن "المنتوج المغربي، على مستوى السوق الروسية، يتجاوب مع كل أذواق ورغبات وميولات وانتظارات السائح الروسي"، المولع بسياحة المدن العتيقة، التي تعد متحفا مفتوحا بموروثها الثقافي وصناعاتها التقيلدية، وبالسياحات الشاطئية، والصحراوية، والايكولوجية، والرياضية، والمطبخية، والصحية (حامة مولاي يعقوب نموذجا(. وذكر أن "وجود السياحة المغربية في السوق الروسية سيتعزز أيضا بالخطة التي ينهجها المكتب الوطني المغربي للسياحة، القائمة على الدقة في التواصل مع الزبون، والاتصال المباشر مع الفعاليات السياحية العاملة بروسيا، وفق رؤية تسويقية معاصرة وعقلانية تتماشى وتحولات السوق وحجم المنافسة، وشساعة الدولة الروسية وخاصيات السياح المحليين". وقال إن المكتب استطاع، في هذا السياق، بتنسيق مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية، "بناء علاقات ثقة متينة مع الفاعلين السياحيين الروس، ووكالات الأسفار الروسية التي تغطي السوق السياحي الروسي. ولتحفيز وكالات الأسفار الروسية، التي تستعمل للترويج للسوق السياحية المغربية كل وسائل الاتصال، ووسائل الأعلام الحديثة، وطرق الاستقطاب، أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة، بتنسيق مع المجلس الجهوي للسياحة بسوس ماسة درعة، عن جوائز تشجيعية سنوية، تمنح لأهم وكالات الأسفار الروسية، التي ستحقق أكبر نسب الاستقطاب السياحي، ومنحها امتيازات في التعامل والتسويق. وأشار سوسي رياح، إلى تزامن فتح مندوبية للمكتب الوطني المغربي للسياحة في موسكو، مع انطلاق المخطط الاستباقي "كاب 2009"، الذي خصص له المكتب ميزانية تقدر بنحو 50 مليون درهم، وكذا مع بداية العمل في ورش رئيسي للسياحة المغربية خلال يونيو المقبل، ويتعلق الأمر بمحطة السعيدية، التي ستكون مع وجهة أكادير، من أهم المنتوجات المغربية، التي ستعرض في السوق الروسية خلال هذه السنة، مع توسيع دائرة العرض خلال السنوات القليلة المقبلة. وأعرب سمير سوسي رياح، عن قناعته بكون العرض المغربي السياحي "سيصمد أمام التحديات المطروحة على الاقتصاد عامة والسياحة بوجه خاص، بفضل جودة منتوجه وتنافسيته وتبنيه استراتيجية استباقية لاستشراف كل المتغيرات، التي يمكن أن تطرأ على السوق العالمية التقليدية منها والحديثة، وتعامله العلمي والعملي مع السوق الروسية الصاعدة، التي يفوق تعداد سياحييها 30 مليون شخص، وعزمه على توفير وسائل النقل الجوي بأسعار مشجعة، تربط بين روسيا ومناطق سياحية مغربية مهمة".