حققت أحزاب اليسار الفرنسي فوزا ، بأغلبية وُصِفت بالتاريخية في مجلس الشيوخ بعد انتخابات جزئية أجريت الأحد الماضي ، ملحقين الهزيمة بحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني الذي يتزعمه الرئيس نيكولا ساركوزي. وأكدت النتائج النهائية فوز الحزب الاشتراكي الفرنسي ، وحليفيه الحزب الشيوعي ، وحزب الخضر ، بمقاعد كافية للحصول على الأغلبية في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان). وبعد هذه الانتخابات -التي صوت فيها نحو 72 ألفا من ممثلي أعضاء المجالس المحلية لتجديد جزء من أعضاء مجلس الشيوخ- أصبح تحالف الأحزاب اليسارية يتوفر على 177 مقعدا، في حين كان يكفيه 175 مقعدا للحصول على الأغلبية المطلقة في المجلس الذي يضم 348 مقعدا. وهذه أول أغلبية يحصل عليها الاشتراكيون في مجلس الشيوخ الفرنسي منذ أكثر من خمسين عاما، وتأتي قبل نحو سبعة أشهر من موعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر أبريل المقبل. كما أن هذا الفوز ، الذي حققه اليسار الفرنسي، جاء بعد سلسلة انتصارات للمرشحين اليساريين في الانتخابات المحلية، التي أجريت في وقت سابق. ورغم أن مجلس الشيوخ لا يمكنه إسقاط الحكومة، لكنه يستطيع منع إدخال تعديلات على الدستور، كما يستطيع أيضا تأجيل تبني تشريعات بإعادة مشروعات القوانين للمراجعة إلى الجمعية العامة (الغرفة السفلى للبرلمان). كما أن رئيس مجلس الشيوخ يعتبر ثاني أرفع شخصية سياسية في البلاد، ووفقا للدستور، وفي حالة استقالة رئيس الدولة أو وفاته خلال توليه منصبه، فإن رئيس مجلس الشيوخ يتولى المنصب لحين إجراء انتخابات جديدة. وفي تعليق له على هذه النتائج، قال القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، فرنسوا هولاند، في تصريحات صحفية، إن ساركوزي "سيدخل التاريخ بوصفه الرئيس الذي ضيع لليمين سيطرته على مجلس الشيوخ". واعتبر هولاند ذالذي يتوفر على حظوظ وافرة للفوز بترشيح حزبه له في الانتخابات الرئاسية المقبلة- أن هذه النتائج يمكن اعتبارها "توقعا مسبقا" لما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة في أبريل القادم. أما زعيم كتلة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" في مجلس الشيوخ ، جيرار لارشير، فوصف فوز اليسار بأنه "حدث ستكون له توابع زلزالية" قبل انتخابات الرئاسة المقبلة، حسب ما نقلت عنه وكالة رويترز.