نفى مصدر مسؤول بولاية أمن وجدة بصفة قطعية مزاعم جريدة الشروق الجزائرية في شأن تسلل رجل أمن مغربي برتبة رقيب بأمن وجدة الى التراب الجزائري و تسليم نفسه الى مركز شرطة بتلمسان ، طالبا اللجوء السياسي بالجزائر , واعتبر ذات المصدر الامر مجرد إدعاءات زائفة لا أساس لها من الصحة الهدف منها المس بصورة المغرب و تشويه سمعة مؤسساته على عادة بعض وسائل الاعلام الجزائرية المسخرة لهذا الغرض . و كانت الجريدة المذكورة المعروفة بعدائها المعلن للمغرب و المتخصصة منذ مدة في تلفيق الأخبار الزائفة عنه بإيعاز من أجهزة إستخباراتية جزائرية قد نشرت مادة بعددها الصادر أمس الثلاثاء إدعت من خلالها فرار ثلاث آلاف عائلة من المناطق الحدودية نحو الجزائر طلبا لحياة أفضل و تصدرتها حالة رقيب الأمن الوجدي ، في محاولة لايهام الرأي العام الجزائري خاصة أن مواطني الدول المجاورة للجزائر يعيشون حالة فقر و مجاعة متقدمة و يتوقون الى الهجرة و اللجوء الى الجزائر هروبا من » وضعهم المعيشي المقرف » . على أن محرر المقال المفبرك و المخدوم والذي عززه بصورة تظهر مغاربة يشهرون أعلاما وطنية و جوازات سفر في وجه شرطي مغربي ، و علق عليها بعبارة المغاربة يريدون الهرب من بلادهم ، فاتته في خضم توظيبه لسيناريو التجني و الكذب و التلفيق أن الأمر يتعلق بوقفة احتجاجية لمواطنين مغاربة بمعبر سبتة الحدودي إحتجاجا على سوء معاملة سلطات الاحتلال الاسبانية بمليلية و سبتة للمغاربة الراغبين في إجتياز المعابر الأمنية ، و أن رفع المحتجين للراية الوطنية المغربية في خلفية الصورة كفيل لوحده بدحض مزاعم صحيفة الشروق التي لا تتقن الا صنعة تقطير السم على المغرب و ساكنته و تصويره بمثابة بلاد تعم فيها السيبة و العنف و المجاعة ،و الحال أن الأشقاء الجزائريين الذين تتاح لهم فرصة زيارة المغرب يأخذون انطباعا عن حقيقة واقع بلادنا و يمنون أنفسهم دونما حسد أن تصل بلادهم الى مستوى رخائه و استقراره . و إذا كانت نوايا الحقد و التشفي بنفس المقال تدعي بأن آلاف الأسر المغربية تتمنى اللجوء الى الجزائر و العيش بها ، و إذا كنا لا ننكر أن علاقات الجوار و القرابة بين طرفي الشريط الحدودي غالبا ما لا تعترف بواقع الحدود المغلقة رسميا من طرف واحد هو الجزائر ، فإننا نحيل ناسجي المقال الحاقد الى مراجعة الاحصائيات و الأرقام التي قدمها وزير جزائري قبل أشهر عن آلاف الجزائريين الذين يزورون الجزائر سنويا عبر المجال الجوي والذي يضاعف عددهم عشرات المرات نظرائهم المغاربة المتوافدين على المطارات الجزائرية . و مع الادراك المسبق بأن من مسببات حرص النظام الجزائري على إبقاء الحدود مغلقة هو حرمان مئات آلاف السياح الجزائريين الذين يفضلون الوجهة المغربية من عقد وجه المقارنة مع بلادهم الأصلية في كافة المجالات , فإن المغرب حكومة و شعبا و مؤسسات الذي لا يمكن بأي وجه أن يتنكر لرابط الدم و التاريخ و المصير المشترك لا يملك إلا أن يفتح أحضانه في وجه الأشقاء بالجزائر سائلا لمسؤولهم العودة للرشد و العقل و المنطق بعيدا عن التعصب و التهور و الجفاء الذي لم تجن منه شعوب المنطقة الا المزيد من التفريق و قطع الأرحام.