بات التبذير في عصرنا المليء بالمغريات يشكل مرضا حقيقيا، يجب التغلب عليه ومواجهته ، حيث أضحت النساء أكثر ضحاياه وذلك أمام إغراءات الموضة التي تملا الأسواق والمجلات والفضائيات وحيثما ولت وجهها، تجد صورة الجميلات يتألقن في أزياء رائعة، ويزين وجوههن بماكياج ناعم، إضافة إلى إغراء الإكسسوارات والحقائب والأحذية وهو الأمر الذي يمتص جزءا كبيرا من مرتبها ومن الميزانية المخصصة لمصروف البيت، والطامة الكبرى هي حين تكون السيدة ربة بيت وتقع عليها مسؤولية تدبير ميزانية العائلة، في هذه الحال يكون التبذير مدمرا وقد يكون سببا في الانفصال وتشتيت العائلة.. الموضوع الذي ننشره اليوم بتصرف عن موقع عربي فيه شهادات مؤثرة ومهمة لنساء ورجال واجهوا التبذير وحكوا قصصهم معه .. هل من استراتيجيات يمكن للرجل أن يعتمدها، ليحد من تبذير الزوجة المبذرة في مصروف البيت وفي مختلف التفاصيل الحياتية، والتي تُنفق المال من دون وعي أو حساب على أناقتها وتجميلها، أو على الدعوات والحفلات وعلى الهدايا، وغيرها من الأمور الكمالية وغير الضرورية؟ كيف له أن يسن قوانين للتبذير الذي تتجاوز به زوجته الحدود المعقولة؟ والى أي درجة يمكن للمبذرة أن تلتزم بتلك القوانين؟ - مجنونة: «من الصعب العيش مع امرأة مبذرة». التبذير كان السبب الذي دفع محمد إلى تطليق زوجته. فهو لم يقدر على تحمل مصاريفها لأكثر من سنة، حيث إنّه اضطر بعدما بَدد ما كان قد ادخره لتأسيس بيته الزوجي، إلى الاستدانة من هنا وهناك، نزولاً عند تحقيق رغباتها الكثيرة. يقول: «لقد أحببتها بجنون، لكنها اغتنمت نقطة ضعفي هذه. صحيح أنني كنت أدرك كم هي مبذرة، إلا أنني لم أرفض طلبها يوماً، إلى أن أفلست ودُرت أشحذ من رفاقي ما يسد حاجتنا ورمقنا». لا يخفي محمد ندمه الشديد على التجربة المريرة التي عاشها مع طليقته، يبحث لها عن أوصاف، لكنه يغير رأيه فجأة، ويكتفي بالقول: «مال العالم كله لن يشبع تلك المرأة، التي اكتشفت قبل طلاقنا بأيام، أنّها عرَضت منزلنا للبيع من دون إخباري بالأمر، كانت تنوي استئجار شقة صغيرة لتتصرف بما يتبقى من المال الذي تقبضه..». «مجنونة»، خانه لسانه فجأة فأطلق له العنان لكلامه: «ارتحت منها ومن أعبائها، حاولت أن آخذها إلى طبيب نفسي ليُعالج حالتها الميؤوس منها، لكنها رفضت بشراسة واتهمتني بالبُخل، فوجدت الحل بالانفصال عنها». - علة: لم يستهجن فؤاد رواية محمد. ففي بيته أخت عانس لا يجرؤ أي عريس على التقدم لطلب يدها، بسبب صيتها في التبذير المرضي، «تَقدم لها أكثر من أربعة شبان، لم يصمد واحد منهم لأكثر من ثلاثة أشهر، ذلك أنّهم ما إن يتعرفوا إليها عن كثَب، حتى يفروا بأسرع ما يمكن». لا يلقي فادي باللوم على أخته، بل على تربية أهله لها. يقول: أختي وحيدة بين ستة أشقاء، تدللت أكثر من اللزوم، وأطلقت يدها في الصرف والتبذير بطريقة فوضوية. كنّا جميعنا نعمل ونمدها بالمال الذي تريد، فأفسدناها من دون أن نعلم. لا يمكنها اليوم التوقف عن الشراء، ولو فعلت تَمرَض وتُحبَط وتنهار». «هذا ما جنَاه أهلي على أختي، وهي لم تَجنِ على أحد»، يردد فادي متحسراً بصوت مرتفع: «كانت أختي كالوردة جميلة ومتفتحة، ذبلت اليوم وفقدت شبابها، لن يتزوجها أحد، لأنّ الكل يعرف علتها في التبذير، مسكينة وتثير الشفقة، ولا حل لمشكلتها». - استقلالية: بدوره، يؤكد رضا (موظف ، متزوج منذ عشرة أعوام ولديه ولد وبنت) أن زوجته «من المبذرات جدّاً. تُسرف المال من دون حساب ولا تحرم نفسها من شيء». ولكن رضا، وعلى العكس من الآخرين، يصرح قائلاً: «لا يزعجني الأمر مطلقاً. فهي موظفة ومستقلة في مصروفها، ولها كامل الحرِّية في إنفاق راتبها كيفما تشاء». لا ينكر رضا أنّه في بداية زواجه، صُدم بزوجته»، لكوني لم أحسب للموضوع حساباً، فما كان مني إلا أن ناقشتها بالأمر، محاولاً إقناعها بأن لميزانية البيت أولويات». يطأطئ رضا رأسه كمَن يشعُر بالهزيمة، ويُكمل: «للأسف، لم تقتنع، إنّما أنا الذي استسلمت. فأنا أحبها وأدرك أنّها لن تُغير من طبعها، ومادامت المسألة معها «خربانة» في كل الأحوال، فلتسرف كما تحب». - خبرة: لا يخجل باسم السباعي، من البوح بأنّه كان سيرحل زوجته إلى بلده الأُم لو كانت امرأة مبذرة، يقول: «أنا أيضاً لا يمكنني العيش مع امرأة مبذرة، يُستحيل أن أبقيها إلى جانبي». صحيح أن زوجة باسم تنفق بشدة على ابنهما الوحيد من ملابس وهدايا وألعاب، إلا أنّه يعتقد أن إنفاقها «لا يتخطى المعقول». يقول: «لقد وجدت الحل في إعطائها المال على قدر حاجتها، أي ما يكفي لتأمين متطلباتنا جميعاً ومتطلبات المنزل. هكذا أضبط المسألة، على الرغم من أنني أثق بها كامرأة مسؤولة وحكيمة، تخاف على بيتها وأسرتها بشكل كبير». يتجنب باسم تقديم النصيحة للرجل الذي يعاني بسبب زوجة مبذرة، معللاً الأمر بأنّه لم يجرب الزواج بواحدة على هذه الشاكلة، ليقدم خبرته، يختم قائلاً: «ربما على الزوج، الذي يسعى إلى ضبط المصروف عند زوجته، أن يعطيها بطاقة سحب مالي محدودة، لعلها تلتزم بها». - تدبير: ينفي عمر مصطفى (مشرف خدمة عملاء، متزوج منذ سنة ونصف السنة، وله ولد وحيد)، أن تكون زوجته من المبذرات، «بل هي اقتصادية بامتياز ولا تحب الصرف كثيراً». بحسب ما يقول، معترفاً بأنّه لن ينزعج لو كانت زوجته مسرفة، «لأنني أنا المبذر الفعلي»، ويبوح بخجل: «زوجتي هي التي تنصحني بعدم التبذير، لكوني أنفق أكثر منها». يتمعن عمرو في كلامه، ويضيف: «هي من تتحامل عليَّ للإنتباه إلى ما أصرفه، علماً بأنّها ليست بخيلة، إنّما مدبرة منزل من الطراز الأوّل، وإقتصادية وصاحبة أولويات، همها بيتها وأولادها فقط». يجدر بالمبذرة، بحسب عمرو، «أن تلتفت إلى ما هو أهم من التسوق الأعمى، إلى حياتها الزوجية ومتطلباتها، بدءاً من زوجها وانتهاء بأصغر أولادها». يُتابع: «غالباً ما يكون هذا النوع من النساء أنانياً، لا يهتم إلا بنفسه في الدنيا، إذ نرى المرأة تسرف في الأناقة، وفي الشراء لنفسها أشياء لا تحتاج إليها، لأنّها شرِهة تبذير». - اتزان: يضحك فيصل الصديق (إداري) لمجرد سماعه بالموضوع، يعلق قائلاً: «أنا الآن أنتظر في مركز التسوق هذا، زوجتي التي تتسوق، يا لها من صدفة جميلة» لكن فيصل، لا يشكو من زوجته مطلقاً، لأنّها «معتدلة جدّاً، تلتزم بالميزانية التي يسمح بها»، يقول: «لقد تعودت أن تتصرف في حدود ما أعطيه لها. وهذا ما يجب أن تعمله كل امرأة متزنة، تحب زوجها وبيتها. في الواقع أنّ الرجال والنساء على حد سواء يحبون الصرف والشراء، إنّما يجب ضبط الأمر حتى لا يخرج على السيطرة ويتحول إلى مشكلة». ويشير فيصل إلى أنّ «الصرف من دون تفكير، خطأ يجب أن تنتبه إليه المرأة، حيث يفضل أن تجلس مع نفسها وتتأمل في سلبية تصرفها هذا، كما يتحتم على زوجها أن يناقشها في الموضوع لعلها تقتنع، فإذا لم تفعل وغالت في التبذير إلى حد الهوس اللاإرادي، أرى أن تقصد استشاريا متخصصاً ليساعدها، أو يتدخل أهلها لوضع حد لها، بطريقة مدروسة ومضمونة». - الغيرة: «نعم، إنّ رفاهية العصر تقتل بعض النساء، خصوصاً المتطلبات منهنّ، والمتطلعات إلى الكمال والظهور في أجمل صورة». بهذا الكلام، يعلق معتز (صاحب شركة مَعارض) على الموضوع، من دون أن ينسى شكر ربه على أن زوجته «ليست من النوع المبذر». «إنّها موضة بشعة تقع المرأة ضحيتها، وتجر زوجها معها، فتخرب بيته وتوصله إلى حد الاستدانة، ليحقق لها كل ما تريد». يقول معتز معرباً عن اعتقاده بأنّ «عوامل نفسية، تقف خلف التبذير، الذي تُدمنه المرأة، مثل: الغيرة من النجمات الشهيرات والصديقات الأنيقات، أو جراء إحساسها بنقص داخلي. وفي هذه الحالة، نجد أنّ المرأة لا تَشبع ولا تكل من الصرف، إلى أن يتحول تصرفها هذا إلى مشكلة خطيرة، بدلاً من أن تَعي ما تفعله، لاسيّما حين تكون متزوجة وربة أسرة مُلزَمة باحترام المؤسسة الزوجية، وأسسها ونظامها». ويقول: «لا أحد يدري كيف يتصرف أو يعالج الأمر، ولكن عليه أن يتصرف، ليصل إلى الحلول المطلوبة للتبذير المَرَضي عند زوجته». - باعتدال: في مكان آخر، يعلو صوت نسوة يَعتبرن أنفسهنّ» مبذرات إنما باعتدال». فهل يمكن الاعتدال في الصرف ووضع حدود للتبذير؟ «أنا مبذرة جدّاً وزوجي سلم أمره لربه». تعرف دينا جلال (ربة منزل) أنّها باعترافها هذا، تُنبه زوجها إلى أمر هي في غنَى عنه، ومع ذلك فهي تبوح به ببساطة. تُتابع: «الأسواق مغرية والعروض أكثر إغراء، لا أقوى على المقاومة، هذا صعب جدّاً عليَّ». لا تجرؤ دينا على تجاوز «الخطوط الحُمر» حسب قولها، على الرغم من شراهتها للشراء: «إذا كان المال الذي معي يخص البيت والأولاد، لا ألمسه مطلقاً». وتصف المرأة المبذرة التي تصرف من غير حساب، بأنّها «لا تصلح لكي تكون أُمّاً أو ربة منزل». كمَا دينا.. تَعتبر غادة فؤاد (ربة منزل)، نفسها مبذرة، إنّما تشير إلى أن زوجها «لا يغض الطرف عن الأمر»، هذا كما يفعل زوج دينا، بل «يتدخل فوراً» ويأمرها بالانتباه إلى مصروفها. «غالباً يردد زوجي على مَسمَعي كلمة انتبهي إلى المصروف، إنّما هذه الكلمة لا يمكنه فرضها عليَّ خلال الأعياد ومواسم الهدايا والعزائم والحفلات». تقول غادة، التي ترفض أن تُتهم بأنّها مبذرة إلى حد مَرضي، فهي تَعي جيِّداً مسؤولياتها، لاسيما الخاصة بالبيت والأولاد. وعلى أساس ذلك تَتصرف. أمّا المبذرة بالنسبة إليها «فهي امرأة في حاجة إلى تقويم وإعادة تأهيل، لا تدرك ما تقوم به، أو ربّما هي مريضة وتحتاج إلى تدخل اختصاصي، لكي تُشفَى وتعود إلى رشدها». - حمى الشراء: من جهتها، تعترف هلا (محاسبة، متزوجة منذ عشرين عاماً، ولديها أربعة أولاد) بأنّها تَميل إلى التبذير أيضاً، فهي مثل باقي النساء تُصاب أحياناً بحمى الشراء، لكنها تُشفَى بسرعة. تقول: «لا يعلق زوجي على الموضوع كثيراً، فهو يعرف أنني أصرف بتعقل ومنطق. فأنا، على الرغم من أني لا أحرم نفسي من شيء، أضبط جُموحي، آخذة بعين الاعتبار إمكاناته وحاجات أولادنا الكثيرة». تتململ هلا قليلاً، محاولة الهرب من التعليق على المرأة التي تفرط في التبذير، ثمّ تعلن مترددة: «قبل الزواج، كنت أنفق المال من دون حساب. أمّا اليوم، فقد تَغير وضعي وأمسيت ربة أسرة ولديَّ أولاد، ما من أُم على وجه الأرض تحب نفسها أكثر من أولادها». وتُبدي هلا استغرابها من الأُمّهات اللواتي «لا يفكرن إلا في أنفسهنّ»، موجهة اللوم إلى الرجل، تقول: «يجب أن يحرم الرجل زوجته التي تصرف من دون حساب، فإذا كانت بلا عقل، يجب أن يوقفها عند حدها، ويوقظ حس المسؤولية فيها، بذلك يتقي شر تبذيرها الأناني، ويحمي مدخراته التي يجب أن تؤول إلى بناء مستقبل أولاده». - دروس في التبذير: أمّا عبير ، فقد جعلها عملها في أحد المصارف، تُقدر بشكل كبير قيمة المال وأهميته، لذلك تجد نفسها بعيدة عن الأخريات في مسألة الإنفاق غير المسؤول. «أنا اقتصادية جدّاً، وأعرف كيف أوظف مالي في مكانه الصحيح»، تقول عبير، وتضيف: «ربّما يعود الأمر إلى تأثير وظيفتي المصرفية في حياتي الشخصية، وتركيزي على القيام بمشروع مهم في حياتي، لئلا يتبخر مالي في الهواء، أو يذهب هدراً، أو على أشياء غير مهمة». وفي رأي عبير أنّ «المرأة المهووسة بالتبذير لن تصطلح أمورها، ولو تدخل أحدهم ليساعدها». تقول: «لن يؤدي النقاش مع امرأة مبذرة إلى نتيجة، لأنّها لن تقتنع ولن تخضع، مادام حب الشراء في دمها، ومادامت غير مستعدة للتخلي عن الإنفاق الفوضوي، ينجح معها الموضوع حين تستوعبه وتقتنع، وتقرر فعلاً أن تقلب حياتها رأساً على عَقَب، بقوة إرادتها وتصميمها». وإذا كانت عبير تُحسن فن الاقتصاد، فإن زهَى نابلسي (ربة منزل متزوجة منذ عشرين عاماً، ولديها أربعة أولاد)، تحسب نفسها «أذكى» من أن تسرف في التبذير، لأنّها لا تريد أن تصل إلى مرحلة يكرهها فيها زوجها أو مَن هم حولها. تقول: «أستطيع أن أؤكد أن زوجي راضٍ تماماً عني، فأنا أعرف كيف أصرف نقودي عند الحاجة، ولا أحب الفوضى أو العشوائية في التصرف والتدبير، وأنظم بدقة قصص المال والإنفاق». تخبر زهى أنّها لا تتسوق في الأيام العادية إلا عند الضرورة، وتنتظر «العروض الخاصة والتنزيلات الموسمية»، لكي «أوفر على نفسي إنفاق النقود في غير مكانها». كما أن لها رأيها في المرأة المبذرة، فهي تراها «مذنبة أمام أولادها وزوجها، لأنّها بإسرافها مال الأسرة، تحرمهم من متطلباتهم الآنية والمستقبلية، إشباعاً لرغباتها الشخصية والأنانية». وتشير إلى أنّ «على المرأة أن تقرأ مصلحة الآخرين أوّلاً، خصوصاً أفراد عائلتها، قبل أن تدلل نفسها بمال من حقهم في الأساس». - مرض اسمه التبذير: «يختلف الوضع في موضوع المرأة المبذرة من طبقة إلى أخرى»، في رأي أستاذ علم النفس الاجتماعي، الدكتور عبد العزيز الحمادي، «فالمرأة التي تنتمي إلى طبقة ثرية، يكون موضوع التبذير بالنسبة إليها عادياً وروتينياً، لكونها نشأت على الإنفاق بلا حساب أو خوف» بحسب ما يقول د. الحمادي، ويضيف: «تبدأ المشكلة مع امرأة من هذا النوع، عندما تَقترن برجل غير ميسور أو ليس من طبقتها، ولا يستطيع أن يحد من إسرافها في الصرف، كما اعتادت كل حياتها، فيصطدم الطرفان بواقع مرير، خصوصاً عندما تحاول هي أن تتنازل قليلاً وتفشل، لأن تنازلها لا يدوم طويلاً لكي تعود إلى ما ربيت عليه. ويلجأ الرجل هنا إما إلى الانفصال، وإما إلى الزواج بأخرى من مستواه المادي، سعياً إلى حياة عادية، بهدف التوافق مع نفسه». يقول: «هناك المبذرة بسبب الغيرة التي تأكلها، وأكثر الأحيان، تكون هذه الغيرة من صديقة أو زميلة عمل أو ربّما جارة، فتنكب هذه الحسود على شراء ما تراه عند من تغار منها، فتبذر بلا حساب أو رقيب. وهناك أيضاً المرأة الشرهة في الشراء، التي تعاني جانباً مَرَضياً يفتح قابليتها على شراء حاجات غير ضرورية، بشكل مستمر وكبير لمجرد الشراء، بمعنى أنّها لا تدري ماذا تشتري أو إذا كانت تحتاج إليه أم لا». وينصح الدكتور الحمادي المرأة المبذرة، «بأن تستشير أخصائياً نفسياً، حين تفقد السيطرة على شراهة الشراء عندها، وتتحول إلى مريضة تبذير». يقول: «عندما نسأل المرأة المبذرة عن سبب استمرارها في الشراء، تجيب فوراً أنّها تحتاج إلى ما تشتريه. وهذه إجابة لإثبات الذات ونتوقعها منها، لأنّها لا ترى الحقيقة بل عكسها. لذلك، يجب أن تستشير طبيباً نفسياً ليساعدها على الخروج من أزمتها أو حالتها هذه». ويلفت الدكتور الحمادي إلى أنّ «الفوضى في التبذير عند المرأة، لها نتائج سلبية كثيرة، تلقي بوزرها على عاتق الزوج، وتزيد من أعبائه، فلا يعود يرى مَخرَجاً لنفسه إلا الانفصال عن زوجته». يضيف: «أمّا الأولاد فيتشتتون، وهناك احتمال كبير أن يرثوا خصال أُمّهم في التبذير وفوضى الصرف العشوائي. وهناك أيضاً انعكاس آخر للأمر على المجتمع ككل، بحيث يتأثر جانبه الاقتصادي، وتختل فيه التنمية الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية. علماً بأنّ للموضوع تأثيراً في أهل المبذرة وأقاربها وأصدقائها. فهؤلاء إمّا يَقتدون بها أو يَنظرون إليها بشكل سلبي..