نشرنا لهذا التحقيق بتصرف لسهى هشام الصوفي الذي رصدت فيه تحول المرأة العربية بشكل عام خاصة في المجتمعات المنفتحة التي يشكل المغرب جزءا منها يأتي من باب ملامسته لقضية حيوية بالنسبة للمرأة بشكل عام أي امرأة في العالم عربية أو أوربية أو من أي جزء في هذا الكون فهي لا تريد بأي ثمن، وبأي شكل سواء كانت غنية أو فقيرة جميلة أو دميمة أن تمس أنوثتها ..بل تجتهد أن تبقى محافظة عليها وتحاول إبرازها وذلك ربما بدافع أقوى منها هو دافع الطبيعة ..لكن هل مازالت الأنثى في زمننا هذا تتصرف كأنثى أم واقع الحياة جعلها تتغير في اتجاه يقربها من الجنس الآخر حتى تفرض مكانتها وتحقق طموحها بعيدا عن سلاح الجمال والأنوثة الأخاذة ولكن بسلاح العمل.. التحقيق فيه شهادات متنوعة لنساء ورجال وايضا اخصائية نفسية..تحدثوا جميعا في الموضوع وحاولوا إعطاء مبررات لتحول النساء في اتجاه الخشونة ..لنتابع * هل تجد سيدات الزمن الجميل جنساً ناعماً بين صفوف فتيات هذه الأيام؟ قد يعيد هذا السؤال إلى الأذهان، صورة منسية، لامرأة منسية، كانت في الماضي تحمل صفة «الجنس اللطيف» بجدارة، وتعبر عنها قلباً وقالباً»، بحسب ما يقول لسان حال النساء اللواتي تحدثن في هذا التحقيق. فهل صحيح أن الجنس الناعم قد اختفى لتحل مكانه الخشونة؟ أم ماذا؟ ما الذي جرى؟ ومن يتحمل مسؤولية غياب هذه الصفة عن النساء بشكل عام؟ وهل صحيح أن دخول المرأة معترك العمل وعالم الوظيفة هو السبب؟ كذلك، هل غياب الأنوثة يقتصر على المظهر؟ أم أنه أصاب الجوهر أيضاً؟ التفاصيل في السطور التالية. مظهر الرجال: «الجنس الناعم اخشوشن، ولم يعد يحمل من نعومة الماضي شيئاً». بهذه الكلمات، تصنف هالة نساء هذا الزمن، مجردة إياهن من صفات الجنس اللطيف ومقوماته، وتسأل: «كيف يمكن للمرأة أن تكون من الجنس اللطيف، في حين أن في إمكانها أن تستعير ملابس الرجل لترتديها؟» وإذ تشير إلى أن «المظهر العام للمرأة بات يتقاطع مع مظهر الرجل، تقول: «كلاهما يرتدي البنطال، والاثنان يتكلمان بصوت مرتفع، ولا يخجلان إذا سمعا كلاماً خارجاً على المألوف، ولا يجدان أي إحراج إن دخلا في موضوعات جريئة. فما الفرق إذن بين الجنس الناعم والجنس الخشن؟». هالة، التي تستحضر أيام «الزمن الجميل»، كما تسميه، تؤكد أن المرأة التي تراها هذه الأيام تستفزها، «لأنها ما زالت تحتفظ بصورة الأنثى الأصلية في بالها»، وتقول: «لتتوقف نساء هذه الأيام عن الاعتقاد بأنهن يعشن تحت مظلة الجنس الناعم، فالجنس الناعم مات ولم يبق منه إلا قلة قليلة». المساواة: بدورها، تشدد ازدهار (تربوية) على «دور الظروف الاقتصادية في تراجع مظهر الجنس الناعم»، لافتة إلى أن ذلك «لا يلغي تورط المرأة في القضاء على ذلك الجنس من جذوره». وجهة النظر التي تعلنها ازدهار، تبدو وكأنها تؤيد ما سبق أن قيل بشأن، صورة المرأة التي لا تشبه ملامح الجنس الناعم. فها هي تشير إلى أن»المساواة التي كانت شغل النساء الشاغل ومطلبهن الأول والأخير، هي نفسها التي تسبب حرق صورة الأنثى، وحرمان الجنس الناعم من الانطباع الأزلي، الذي كان مأخوذاً عنه، لتكون المرأة اليوم بمثابة صورة مشوهة، تتجلى في المظاهر الخشنة لبعض النساء». وتضيف: «كان في إمكان المرأة أن تحتفظ بأنوثتها ورقتها، حتى مع دخولها سوق العمل، ولكن يبدو أن المسألة تتعلق بميلها هي إلى التشبه بجنس تصر على مزاحمته حتى في مظهره العام». وتشدد ازدهار على أن «نعومة المرأة، تشبه موديلات الشعر القديمة، التي كانت المرأة تظهر بها في أفلام الأبيض والأسود. فتلك الموديلات قد بطلت اليوم ولم تعد تُرى لا في التلفزيون ولا في الواقع»، متسائلة بحسرة: «أين نعومة المرأة ورقتها؟ أين صوتها الناعم الذي كان بالكاد يسمع؟ وهل تستحق المساواة مع الرجال أن تخرج المرأة من عالم الجنس الناعم لتدخل عالم الجنس الخشن وتدفع الثمن غالياً جداً؟». خسارة مشتركة: «أنثى القرن الواحد والعشرين ليست الخاسرة الوحيدة في مسألة الخروج من عالم الجنس اللطيف، بل الرجل أيضاً يشاركها الخسارة بالمقدار نفسه»، كما تقول منيرة ، مؤكدة أن «خسارة الرجل، تفوق خسارة الأنثى، لأنه فقد في امرأته نعومتها واستعاض عنها بطبيعة ذكورية تتعامل معه بمنطق التعادل». وتشير منيرة إلى أن «هذا التحول في الطبيعة الأنثوية هز مكانة المرأة عند الرجل، فلم يعد من السهل أن يقال عن المرأة إنها رقيقة كالنسمة، أو ناعمة كالحرير، إلا إذا كان الكلام بمثابة مجاملة أو نفاق أو مصيدة عاطفية، يريد الرجل استعمالها للضحك على عقل المرأة». وهل تصدق المرأة حينها؟ تجيب: «المرأة تصدق كل كلمة حلوة تقال لها، فهي، وعلى الرغم من فقدانها مظهر الجنس الناعم، إلا أنها ما زالت من الداخل هشة، كلمة واحدة من الرجل تلعب بها وتحركها يمنة ويسرى». إحباط: لا تبتعد سارة (ربة منزل) عن كلام سيدات جيلها من حيث الأسف على زمان الجنس الناعم، ذلك أنها تشدد على أن «الجنس ناعم بريء من خلع امرأة هذه الأيام لطبيعتها، وإصرارها على تقمص شخصية لا تحمل من الأنوثة ذرة في طياتها». وإذ تتذكر العقود المنصرمة بكثير من الإحباط، تطالب سارة بالنظر إلى نساء الألفية الجديدة «بعين المحلل»، فتقول: «أحزن على الرجال حين أتأمل ما انتهى إليه مصير النساء. فالرجل لم يعد يتوقع أن يجد في المرأة امرأة، إنها اليوم خليط غير متجانس من الذكورة الطاغية، والقليل القليل من الأنوثة. لهذا، لم يعد صوتها رقيقاً كالسابق، بل أصبح عالياً وقوياً ويكسر الحجر». خوفاً من الرجال: لا تتكلم سناء (ممرضة) عن أنثى هذه الأيّام بلهجة الانتقاد نفسها، لأنّها مؤمنة بأنّ «المرأة الناعمة هي الحلقة الأضعف في الفكر الذكوري باعتبارها فريسة سهلة وضعيفة»، وتضيف بنبرة المدافع: «المرأة محرومة من طبيعتها الناعمة والرقيقة، لأنّها تخاف على نفسها من مطامع الرجال، سواء في مكان عملها، أم في دراستها، فنراها تعتمد سياسة الهجوم حتى لا تضطر إلى أن تدافع عن نفسها طوال الوقت»، مفسرة أبجديات دفاع المرأة عن نفسها بالتالي: «تغير المرأة من نبرة صوتها الناعمة، تخف من حدة تأثير مظهرها في الآخرين، تدعي قلة الفهم إن وجه أحدهم إليها كلمة غزل، تتجاهل نظرات الرجال بتمثيل دور المرأة المسترجلة، التي لا تنحني أمام الإطراءات، وأخيراً تهجر ملابسها التي تظهر أنوثتها في الخزانة، حتى لا تكون ضحية لفت النظر الذكوري». لهذا، فإنّ المرأة كما تقول سناء: «هي التي انسحبت من أسطورة الجنس الناعم، تاركة إياه حكراً على زمن لم يعد موجوداً بيننا». الدفاع يتكلم: رفعت الجلسة، وبنات هذه الأيام المتهمات بأنهنّ لا ينتمين إلى الجنس الناعم، يؤكدن أن ما قيل عن بنات جنسهنّ لا يشكل دليل إدانة ضد أي واحد منهنّ. وفي هذا السياق، تؤكد (طالبة جامعية) أن «مصطلح الجنس الناعم ليس معادلة رياضية ثابتة، فلكل زمان نساؤه، ولكل امرأة شكلها، وأسلوبها، وصوتها، وعقليتها، ليبقى القاسم المشترك بين الجميع في النهاية، أنوثة كل واحدة منهنّ على حدة». وتشير إلى أن «ما يصلح للخمسينات لا يصلح للألفية الجديدة، فلا الفستان ينفع الآن، ولا الصوت المنخفض، ولا موديلات الشعر، ولا حتى طريقة التخاطب بين المرأة والرجل، التي كانت تحجز الفتاة في إطار الجنس الضعيف وليس الجنس الناعم»، مفسرة وجهة نظرها بالقول: «لا يمكن أن تعيش فتاة العشرينات اليوم بقالب الجنس الناعم المتعارف عليه، فكيف ستكون صورتها إذا رأيناها ترتدي الجينز وشعرها مرفوع إلى الخلف؟». هذه المفارقة الواضحة بين النمطين، «لا تعني» «أن نصوت لذلك النمط» على حساب بنات جيلها، فها هي تؤكد أنها تعرف كيف وأين ومتى ومع من تكون أنثى. وكذلك أين، ومتى، عليها أن توقف سيل أنوثتها لتفادى طمع الجنس الخشن بنعومتها، لأنّ الرجال هم المستفيدون الوحيدون من تلك الرقة التي بالغت فيها نساء الزمن القديم». التصرفات: أما رندا المحتسب (جامعية 19 عاماً) فترفض أن تكون من الجنس الناعم «إذا كان مرتبطاً بالضعف والغنج والرقة»، حيث تقول: «أنا ناعمة أكثر من كل مَن تعتقد أنّها من الجنس الناعم، ولكن ليس بموديل شعري، أو نبرة صوتي، أو حتى بطريقة مشيتي، بل بمواقفي وطريقتي في التعامل مع الناس»، مشيرة إلى أنّ «الفتاة التي تملك صوتاً بالكاد يسمع، لا تتفوق على الفتاة الجريئة الواثقة بنفسها. فاللباقة هي دليل أنوثة أكثر من الصوت الرقيق. وكذلك، فإن حكمة التصرف في المواقف الحرجة، أنوثة أكثر من تصنع الحياء والضعف، والملابس العملية (الكاجوال)، أكثر أنوثة من الفستان القصير الذي تعيش في داخله فتاة مسجونة بالإعتقاد أنها وبفضل ذلك الفستان، تحمل بصمة الجنس الناعم عن جدارة». رغماً عنها: والظاهر أنّ الإنتماء إلى الجنس الناعم، لا يثير في عالم السيدات العاملات تلك الحفيظة التي يثيرها عند صبايا الجامعات. والسبب، كما ترده سعاد (موظفة، متزوجة)، يعود إلى «إنشغال المرأة العاملة بمسؤولياتها تجاه بيتها وأسرتها، الأمر الذي يجعل من الحديث عن الجنس الناعم بمثابة رفاهية لا تطمح إليها على الإطلاق»، مشيرة إلى أن «قرار التخلي عن ملامح الجنس الناعم، كان الثمن الذي دفعته نساء هذه الأيام لدخول سوق العمل، وتحمل المسؤوليات جنباً إلى جنب مع أزواجهنّ». وتسأل: «كيف للمرأة أن تكون ناعمة ورقيقة في مجتمع لم يزل ينظر إلى الجنس الناعم على أنّه الجنس المستضعف، الذي ينزلق بكلمة معسولة؟». وتتابع: «إنّ مظهر المرأة هو الذي تغير. أما في داخلها، فما زال الجنس الناعم والعاطفي هشاً، على الرغم من كل الخشونة التي تتصنعها المرأة وتحتمي بها». قرار المرأة: في المقابل، هل لا يزال الرجل يجد أنّ الجنس الناعم لا يزال ناعماً؟ أم أنّ المصطلح لم يعد صالحاً لنساء هذه الأيّام؟ الجنس الناعم من وجهة نظر هاني (مهندس ، متزوج)، «مرتبط بالمكان أكثر مما هو مرتبط بالمرأة نفسها»، حيث يشير هاني إلى أن «من الصعب أن نجد جنساً ناعماً في أماكن العمل، وكذلك الحال في الدوائر الحكومية. فتلك الأماكن تفرض على المرأة التحفظ والتخلي عن مظاهر الجنس اللطيف، حتى لا يساء فهمها من قبل الجنس الخشن». من هنا، يعفي هاني المرأة من ذنب خلع رداء الجنس الناعم، لا بل يحيها على تلك الخطوة الشجاعة، قائلاً: «تحتمي المرأة من نظرات الرجال حين لا تكون جنساً ناعماً، وهذا ما يحفظها ويمنع أطماع الرجال فيها». ويصف هاني حنكة المرأة بأنّها «عظيمة»، لافتاً إلى أنّ «هذه الحنكة تعيدها إلى عالم الجنس الناعم، ما إن تجتاز عتبة بيتها». لهذا يقول: «الرجل وحده هو صاحب الحق في رؤية زوجته نسخة كاملة عن نموذج الجنس الناعم، والعلاقة الزوجية ملعب واسع لتنفذ المرأة حذافير ذلك الانتماء وبالطريقة التي تناسبها». للزوج فقط: توظيف أنوثة المرأة، مسألة لا ينكرها الرجل وإن عرفت بها المرأة نفسها. فها هو عبد الله (موظف، متزوج)، يؤكد أنّ «الجنس الناعم لا يستطيع إلا أن يكون ناعماً، لأنّه خلق على هذا الشكل ولهذا الغرض. ولكن السؤال الذي يطرحه يتناول الوقت الذي يتوجب فيه على الجنس الناعم أن يخفف من درجة نعومته؟ فعلى المرأة، حسب تعبيره، «أن تعرف أن رقتها ولطفها ونعومتها محصورة ببيتها، ومع زوجها وأبنائها، والسبب لا يعود إلى غيرة الرجل، بل إلى تدني الأخلاق ككل، والنظرة الضيقة التي ينظر بها المجتمع إلى المرأة ذات المظهر الناعم الرقيق». بطلت موضتها: «الجنس الناعم مثل أي شيء بطلت موضته». يؤكد هاني (موظف أعزب)، أنّه لا يتجنى في كلامه على بنات هذه الأيام، مشيراً إلى أنّ «الواقع يؤكد أنّ البنات تخلين عن ملامح الجنس الناعم، لأنّه لم يعد ينسجم معهنّ، سواء من ناحية المظهر أم السلوك. فالفتاة لا تنتظر من الشاب أن يأخذ خطوة تجاهها، لا إنّها أصبحت صاحبة المبادرة في أي علاقة». ويضيف: «لهذا أتساءل: أين الجنس الناعم الذي كان الشاب يعد للألف قبل أن يتجرأ ويطلب الحديث معه؟». وهل تتحسر على الجنس الناعم أمام النماذج التي تراها الآن؟ يجيب: «توقفت عن الحسرة منذ زمن بعيد. فالواقع يمنعني من البكاء على الأطلال وتمني عودة جيل لن يعود». ويقول: «لهذا، علينا أن نتقبل زمن البنطلون، والشعر القصير، والصوت العالي، والأحذية التي لا نميزها عن أحذية الرجال، لأنّها الصورة المستحدثة لما كان يسمى الجنس الناعم». تقلبات المجتمع: غياب الجنس الناعم عن المشهد النسائي في الألفية الجديدة، طرح تتناوله الطبيبة النفسية عبلة مرجان، معتمدة على وجهات النظر المختلفة التي طرحتها سيدات الزمن الجميل وصبايا الزمن الجديد، إن صح التعبير، حيث تقول: إن كلاً من الطرفين كان يتكلم بوجهة نظر عصره وزمانه، فمقاييس الماضي، تختلف عن مقاييس الحاضر من حيث المظهر في الشكل والأسلوب. لهذا، لا تتناسب صورة المرأة الحالية مع النسخة النموذجية للجنس الناعم»، مشيرة إلى أن «مقومات الجنس الناعم في الماضي كانت تعلق على الصوت المنخفض، والرقة، والنعومة، وطريقة المشي، ورد الفعل، والإبتسامة الخفيفة، والتعبير بالأيدي، على العكس مما نجده اليوم في بنات هذه الأيام، اللواتي كسرن ذلك القالب وعملن لأنفسهنّ قالباً خاصاً وجنساً مختلفاً لا علاقة له بالناعم ولا بالخشن». الحديث عن الجنس الناعم يجرنا إلى الحديث عن المجالات المحددة التي كانت المرأة تدخلها، والتي «تغيرت اليوم»، كما تضيف الدكتورة مرجان، قائلة: «لم نكن نجد الجنس الناعم أيام زمان طبيباً، لأنّه كان يستحيل على المرأة أن تعمل لساعات طويلة. ولم نكن نجده مهندساً، لأنّه كان من العيب أن يحتك الجنس الناعم مع العمال والرجال. لهذا، كانت المرأة مدرسة أو ممرضة أو بأحسن الحالات موظفة إدارية في شركة». وتتابع: «أمّا اليوم، فقد بات الجنس الناعم في كل مواقع العمل، حيث بتنا نراه في المصانع والمستشفيات ومواقع البناء والورش، عالي الصوت، وجاد المظهر وتتناسب مفرداته مع الجو العام الذي يوجد فيه». هل صحيح أنّ المرأة كانت السبب في ذلك التحول؟ تجيب «المرأة لم تتغير، بل إن مقاييس المجتمع هي التي تغيرت، وصنعت الشكل الجديد للجنس، الذي أطلق عليه اسم «ناعم» أو «لطيف». لهذا، فإن تقييم المرأة بالمنظور الجديد يقاس اليوم بمدى قابليتها على دخول المجالات الوظيفية المختلفة، أكثر مما يقاس بطبقة صوتها وشكل ملابسها وطول شعرها». ورداً على سؤال يتعلق بعلاقة نعومة الأنثى بالمظهر، تجد الدكتورة مرجان أنّ «الأنثى تبدأ من الجوهر، ولكن لابدّ من أن يتممها جزء من المظهر»، لافتة إلى أنّ «الأنوثة تكمن في الداخل والخارج، وهذا ما تحققه المرأة الواعية بكونها أنثى، حتى وإن كانت تدير مئة عامل». وتضيف: «هنا لابدّ من الإشارة إلى ما يقوم به الرجل من توظيف محسوب لأنوثة المرأة، وذلك وفق المكان الذي يراه مناسباً، وهذه مسألة يجب ألا تؤخذ على أنها أنانية من قبل الرجل كما قد تظن المرأة. فالرجل في النهاية، يريد أن يحمي المرأة ويصونها، وأن يبعدها عن الرجال الآخرين الذين قد يطمعون في أنوثتها ونعومتها». وعي الأنوثة: هل من الممكن أن يتعلّم الرجال فن التعامل مع الجنس الناعم من دون أن تعرف المرأة نفسها كيف تتعامل مع أنوثتها؟ سؤال يجيب عنه خبير الإتيكيت والبروتوكول الدولي محمد المرزوقي، الذي يشير إلى أن «خروج المرأة على الشكل التقليدي للجنس الناعم، ليس خروجاً إجبارياً، بل إداري أقدمت المرأة عليه في زمن تعتبر فيه أن مصطلح الجنس الناعم موضة قديمة». ويلفت إلى أنّ «الأنوثة، هي الابتعاد عن التصرفات الخاصة بالرجال. ولهذا، فإن أي تصرف تقدم عليه المرأة ولا يراعي طبيعتها كأنثى، تكون قد فقدت فيه جزءاً من أنوثتها». المرزوقي الذي يضع على كاهل المرأة «مسؤولية الحفاظ على انتمائها إلى الجنس الناعم»، لافتاً إلى أنّها «بالمختصر، صفة تعمم على الشكل والأسلوب معاً، لهذا، على المرأة أن تراعي مظهرها وتصرفاتها، حتى لا تصل إلى الصورة المشوهة للأنثى التي وصل إليها العديد من النساء». وإذ يتحدّث المرزوقي عن أكثر النقاط التي على المرأة أن تراعيها لتفرض صورتها كجنس ناعم على الآخرين، يقول: «يجب أن تعرف المرأة أنّ هناك شيئاً اسمه الحيز الوهمي للسيدة، وعلى ذلك الحيز أن يبقى فارغاً كي تبقى المرأة في مكانة متميّزة لا يتجاوزها أحد». ويلفت إلى أنّ الجنس الناعم، كمصطلح، يُرى من الخارج أكثر مما تراه المرأة نفسها». لهذا، يشدد المرزوقي على «أهمية وعي المرأة بقيمتها كأنثى تبقى في نظر المجتمع واحدة من الجنس الناعم الجميل».