تقدم وسائل الإعلام صورا عديدة للمرأة العربية، صور يمكن أن تكون أحيانا ايجابية لكنها في أحيان كثيرة تتسم بالسلبية وتبدو وليدة العقلية الذكورية العربية التي تختزن في ذاكرتها تصورا دونيا للمرأة يحصرها في قالب الأنثى والجسد ويفصلها تماما عن دورها الأساس كشريك للرجل في تنمية المجتمع ثقافيا واجتماعيا وتربويا. والغريب أن إعلامنا العربي يدعو ظاهريا عبر خطاباته المتعددة لنشر قيم المساواة بين المرأة، والرجل بينما نجده يرسخ مفاهيم مناقضة تماما لما يدعي الدفاع عنه عبر العديد من الأعمال الدرامية والإعلانات والفيديو كليبات التي تستغل المرأة كجسد لإثارة الغرائز أو تظهرها بصورة تكرس لتبعيتها للرجل. ويبدو أن إعلامنا يسير في ذلك على خطى معظم الدول العربية التي تعلن اعترافها بحقوق المرأة في المحافل الدولية بينما نجدها على الصعيد العملي تنتهج العديد من الممارسات التي تكشف عن النظرة الدونية للمرأة. ولا يخفى علينا جميعا أن قضية المرأة العربية تحولت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى أداة ضغط يستغلها الإعلام الغربي لإظهار مكامن الخلل في مجتمعاتنا مما يحتم على إعلامنا انتهاج أسلوب عمل فعال لتعديل الصورة القاتمة للمرأة العربية التي يكرس لها الإعلام الغربي والعربي على السواء، ويمكن تحقيق ذلك بتقديم نموذج للمرأة الواعية المتحضرة المساوية للرجل في قوة وفاعلية التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي مما سيساهم في خلق منظومة فكرية جديدة لا مكان فيها لايدولوجيا التفوق الذكوري. وتأتي مؤخرا الإساءة المتعمدة للمرأة المغربية لتكشف عن حقيقة مفادها أن هذا الإعلام الذي من المفروض أن يخدم قضايانا الأكثر مصيرية تحول إلى أداة أشبه بآلة حرب صهيونية تزرع التفرقة والضغائن بين الشعوب العربية، وتنشر صورة مسيئة للمرأة المغربية بعيدا عن أي مصداقية. إنها إذن تحديات حضارية عديدة نواجهها كعرب وتفرض علينا إعادة النظر في كل ما تقدمه منظومتنا الإعلامية. مجلتكم فرح التقت مجموعة من الأصوات التي اتفقت جميعها على وضع الإعلام العربي في قفص الاتهام لإساءته للمرأة العربية. إعلامنا العربي يعاني من امتداد سرطاني لصورة المرأة /الجسد بخصوص هذا الموضوع التقينا الشاعر والفاعل السياسي الدكتور مصطفى المسعودي الذي قال لفرح “مع الأسف في الواقع الصورة التي تسوقها على أوسع نطاق العديد من القنوات التلفزية العربية ليست بما يخدم موضوع المرأة ... ففي الغالب الأعم تتماها هذه القنوات مع الرؤية الأنثوية التي تركز على الجانب الفيزيائي المثير للمرأة..بمعنى المرأة باعتبارها غانية في ملهى شهرزاد العربي ..هذا هو الذي يقذفنا به الركام الهائل من القنوات التلفزية التي يمثل فيها الطرب واللهو النصيب الأعظم..في حين نكاد لا نجد تجسيدا لما هو مطلوب أن تكون عليه هذه المرأة باعتبارها الوجه الثاني لعملة واحدة هي الإنسان العربي، وبالتالي فهي مطالبة بأن تساهم إلى جانبه بكل طاقاتها من أجل استنهاض هذا الإنسان حتى يكون في مستوى التحديات الحضارية الملقاة على عاتقه..وهنا أتحدث عن الجانب الآخر المغيب في الصورة بمعنى المرأة/الوعي والمرأة /الكرامة والمرأة /الإبداع..طبعا هذه الصورة لا تغيب بشكل كلي في المواد الإعلامية خاصة الإبداعية والدرامية، ولكنها تبدو باهتة أمام الامتداد السرطاني لصورة المرأة /الجسد... وبخصوص ما تم تداوله من قبل بعض وسائل الإعلام من إساءة للمرأة المغربية، الأمر لا يخرج عن نطاق السفاهة على لسان عقلية شهريار الشبقية المريضة في حين أن المرأة المغربية في الواقع هي أشرف من الشرف وأنقى من الطهر ولا يمكن أن نسيء إليها بفعل ساقطة هنا أوهناك، فأرجاء العالم اليوم مع الأسف مليئة بالسقوط..ويبدو أن الأمر يندرج في أجندة مقصودة من أجل الإساءة للمغرب. الإعلانات تقدم المرأة كسلعة أقل قيمة من السلعة المعلن عنها وترى المناضلة الحقوقية الأردنية هيفاء حيدر انه من غير الممكن أن نفصل صورة المرأة في الإعلام عن الخلفية والمتغيرات التي تحدث على الصعيد الاجتماعي والسياسي والثقافي والديني والتي ترسم صورة المرأة السائدة في المجتمع وتعكسها بطرق شتى فيما يشبه رحلة قهر للمرأة ما زالت خلالها “قضية المرأة هي الأشد بروزا على السطح” وخاصة في الخطابات المنادية بالمساواة والتحرر ورفع الظلم. الأستاذة هيفاء حيدر قالت لفرح “ما زالت صورة المرأة تقدم على أنها الضعيفة والغير قادرة على أخذ القرار وخاصة في المواقف الرئيسة والتي تكون دائما بحاجة إلى مساعدة “الآخر” الرجل.” وتصور المرأة العاملة على أنها دائما تعمل تحت ضغط الظروف الاقتصادية أو كرد فعل على ظرف اسري وليس تقديرا منها لقيمة العمل، وتقدم وكأنها تدافع عن قضية فردية عاطفية على الأغلب، ولا تقدم المرأة بصورة تتبنى قضية المرأة وتدافع عنها بشكل منطقي. أما في الإعلان فالصورة أكثر سلبية حيث تجسد المرأة كسلعة أقل قيمة من السلعة المعلن عنها فهي دائما تحب الطعام بأنواعه وتصبح “الشوربة لا طعم لها بدون المرأة” وكذلك الشوكولاته ومنظف الغسيل ليس له نفع إلا إذا اختبرته امرأة، لا عمل لها سوى عرض وتجميل المنتج. وتظهر المرأة على الفضائيات والبرامج الترفيهية و كأن جل اهتمامها الطبخ و قراءة الطالع.... إنها صور ترسخ دونية المرأة وعدم فهمها لا في القضايا الاجتماعية و لا الثقافية فكيف لها الحديث في أمور الاقتصاد و السياسة؟؟ كل ذلك يجري حتى تنسجم الصورة مع ما يدور في خلد الصور التقليدية والنمطية عن كون المرأة غير قادرة على انتهاج أسلوب التفكير والتفاعل، إنها عاطفية يكفيها أعمال البيت ومسؤولية الأولاد و الزوج لأن أمور السياسة والعمل العام تحتاج لقدرات وكفاءات يمتلكها الرجل و لا تمتلكها المرأة، ,ومرجع ذلك للبيولوجية التي يراد لها أن تكون عاملا حاسما غير محايد اتجاه الأنثى يتغلب على العامل الإنساني لتبقى قريبة من الطبيعة بعيدة عن الثقافة ومسؤوليات المجتمع. الإعلام الغربي يحاول إقناع العالم بأنه المساند الوحيد للمرأة العربية أعلن الأستاذ “بنعيسى بنزهري” “مغربي مقيم بألمانيا” لفرح انه يضم صوته للأصوات المطالبة بضرورة تغيير الصورة الدونية للمرأة العربية التي تروج لها وسائل الإعلام . يقول السيد “بنعيسى: “الإعلام يستغل المرأة في الإعلانات والفيديو كليبات والعديد من البرامج التلفزيونية “كجسد” ويلغي بذلك وجودها “كمحرك للعجلة الثقافية وللتطور الاجتماعي”، وهنا يتدخل الخطاب الديني ليحمل لواء الدفاع عن المرأة لكنه في نفس الوقت يحاول أيضا إلغاء دورها الحضاري ويفرض عليها الوصاية ويحصرها في إطار ربة البيت. والكارثة الكبرى في ما فعلته مؤخرا بعض الأعمال الدرامية التي أثارت سخط العديد من العرب بشكل عام، حين تعمدت الحط من شأن المرأة المغربية التي يسجل لها التاريخ بحروف من ذهب العديد من الانتصارات الثقافية والحضارية. ويضيف الأستاذ بنعيسى: نعلم جميعا انه لا يوجد مجتمع مثالي مئة في المائة فلكل هفواته، ولا يجب حصر الفساد أو الانحلال في المغرب بل انه عام وفي جميع الدول العربية حتى في الدول الأكثر محافظة. وما حدث هو بمثابة إعلان حرب على المغرب ومحاولة للمس بكرامة المرأة المغربية. والحقيقة أن ما ينقصنا كعرب هو توعية الرأي العام العربي والعمل على إعطاء المرأة حريتها الحقيقية لا الشكلية فقط، وبدل أن نقذف بعضنا البعض بحجارة قذرة، لما لا تتحد قنواتنا الإعلامية وتحاول الرد على الإعلام الغربي الذي يبحث في مجتمعاتنا العربية عن صور النساء العربيات السلبيات أو المستضعفات ليروجها على أنها حالات سائدة ويحاول أن يتبنى الدفاع عنها؟؟ الأجدر بإعلامنا أن يعمل على إظهار الوجه المشرف للمرأة العربية النموذج، وأن يجند أدواته لخدمة قضايا المرأة وأن يكشف حقيقة ما يقوم به الإعلام الغربي من محاولاته الرامية لتسييس قضية المرأة العربية . صورة المرأة في الأعمال الدرامية العربية وفي ندوة نظمها المركز المصري لحقوق المرأة بعنوان “صورة المرأة المصرية في دراما2010.. كثير من الاتجار قليل من الموضوعية”،أكدت المحامية المصرية “نهاد أبو القمصان” أن صورة النساء في دراما ومسلسلات رمضان الماضي تحمل العديد من السلبيات و القليل من الايجابيات. و قالت إن السمة العامة للمرأة المصرية في دراما 2010 هي استخدامها كمادة لإثارة الغرائز والفتن، ورأت أن الافتعال في رحلة البحث عن عريس في مسلسل ”أنا عايزة أتجوز” قد حط من مكانة الدكتورة الصيدلانية المثقفة، وطرح سؤالا مهما هو:”هل يقتصر دور الفتاة المصرية في الحياة علي الزواج والإنجاب أم أن مستقبلها في حياتها العملية صار في أعلى اهتماماتها؟” وتدور أحداث المسلسل عن فتاة على عتبة الثلاثين من عمرها، حاصلة على شهادة في الصيدلة وتنتمي لعائلة متوسطة وتبدو كدمية تحركها الضغوط الاجتماعية والأسرية بهدف اصطياد عريس، أما الأم فهي مستعدة لفعل أي شيء في سبيل تزويج ابنتها ودون شروط. هذا إضافة إلى زميلاتها اللائي يصورهن المسلسل كنساء غير واعيات رغم مستواهن العلمي، تأكلهن مشاعر الغيرة وكل همهن النميمة والتنافس من اجل الفوز بعريس. ورأت العديد من العازبات في المسلسل إساءة مباشرة لهن وتقليلا من شأنهن لأنه يكرس لنظرة المجتمع الدونية “للعانس” لأنها لم تتمكن من الزواج. هذا في الوقت الذي تنادي فيه عدة نساء بإلغاء لقب عانس من القاموس العربي لما يكرسه من نظرة ازدراء للمرأة الغير متزوجة. وقد قامت مجموعة من الفتيات بإنشاء حملة على “الفايسبوك” تندد بالمسلسل لأنه يسخر من الفتيات العازبات ويجعلهن مثارا للشفقة والرثاء ومادة للسخرية. نشرات الأخبار هي الأكثر إبرازا لقيمة المرأة وحسب ما جاء في دراسة مغربية تمت بالتعاون بين وزارة الإعلام المغربية وصندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لوكالة التنمية الكندية وشملت 1500 امرأة من فئات اجتماعية مختلفة فإن معظم السيدات يعتقدن أن وسائل الإعلام والأعمال الدرامية العربية تقدم صورا بعيدة عن واقع المرأة . وأوضحت هذه الدراسة أن نسبة 45% ممن شملتهن هذه الدراسة يعتقدن أن المسلسلات والأفلام تلصق بالنساء صفة “الانحلال الخلقي”، وقالت نسبة 37% من المستجوبات أنهن يعترضن على تقديم النساء كمضطهدات واشتكت نسبة 30% من تقديم النساء على أنهن “طائشات”. وأجمعت غالبية المشاركات على أن وسائل الإعلام تحترم المساواة بين الجنسين على مستوى التمثيل العددي، إلا أن الإعلانات والدراما هي الأكثر بعدا عن واقع المرأة والأقل تقديرا لها، أما نشرات الأخبار فهي الأكثر إبرازا للوجه الحقيقي للمرأة واعترافا بقيمتها. و حسب رأي جل المستجوبات فإن التلفزيون المغربي لا يزال قاصرا عن أداء دوره كباعث على التغيير، كما أنه لا يبرز التطورات المجتمعية المرتبطة بوضعية المرأة المغربية ولا يكشف المستوى الحقيقي الذي وصلت إليه. ونصت هذه الدراسة على مجموعة من التوصيات منها أن تغيير صورة المرآة إعلاميا يبدأ بتغيير صورة الرجل الذي لا ينبغي إظهاره على الدوام في صورة الآمر الناهي، إضافة إلى ضرورة إعطاء المرأة وزنها داخل النسيج الأسري ونشر مفهوم العائلة النموذج التي يتقاسم فيها كل من الرجل والأبناء والأم مسؤولية أشغال البيت حتى لا تبقى صورة المرأة مرتبطة بالكنس والطبخ وغيره. وأكدت على ضرورة اعتماد نماذج متنوعة من النساء في الأعمال الدرامية المغربية من طالبات وعازبات ومتزوجات وربات البيوت وعاملات وغيره. جمعية مغربية وأفتخر :”سنقاضي كل منبر إعلامي يسئ للنساء المغربيات” و على إثر الدور الذي قامت به الممثلة المغربية “إيمان شاكر” في المسلسل المصري “العار”، و الذي استنكرته عددا من المنابر المغربية والضجة التي أثارها المسلسل الكرتوني الكويتي. كان من الطبيعي أن تثور النساء المغربيات في وجه أي عمل درامي يقلل من شأنهن، فالمرأة المغربية التي حققت العديد من الانجازات الثقافية والحضارية والسياسية ترفض أن يتم اختزال صورتها بهذه الطريقة المبتذلة والمزيفة والبعيدة عن الواقع. وكان هذا هو الدافع الأساس الذي جعل عدة ناشطات حقوقيات مغربيات يبادرن إلى تأسيس جمعية على موقع الفيسبوك عنوانها “مغربية وأفتخر”، وتضم الجمعية كفاءات نسوية مغربية وتركز على التعريف بالمغربيات الرائدات في عدد من بلدان الخليج والمشرق واللواتي حققن نجاحات في العديد من المجالات وأصبحن يمثلن نموذجا مشرفا لكل النساء العربيات. وقالت عضو جمعية “مغربية وأفتخر”، وإحدى مؤسِساتها “حنان ولدا” أن الجمعية ستناضل من أجل إلغاء القوانين والمعاملات السيئة التي تعيق المسيرة المهنية للعديد من المغربيات في البلدان العربية، كما ستقاضي مستقبلا كل منبر إعلامي يسيء إلى النساء المغربيات و ستراقب عن طريق “مرصد قضائي” البرامج المسيئة للمرأة المغربية في الفضائيات العربية. وأبرز العديد من الكتاب والمدونين المغاربة في مقالاتهم عدة وجوه نسائية مغربية بارزة يجب أن يفتخر بها المغرب والعالم العربي على السواء. وفي هذا الصدد قال المخرج المغربي أنور الجندي في تصريحات ل” BBC”، ” إن الشعوب المتحضرة تستخدم الفن لتعزيز التقارب بينها فيما الفن في الدول العربية يساهم في توسيع الهوة بين العرب والمسلمين.” دائما في نفس السياق اعتبرت وزيرة الأسرة “نزهة الصقلي” في حديث هاتفي مع “العربية.نت” أن المغربيات يتوفرن على مؤهلات كثيرة تبوئهن مراكز مرموقة في العديد من الميادين داخل وخارج البلاد، وتجعل احترامهن وتقديرهن أمراً واقعاً. وأكدت أن المس بصورة المرأة المغربية هو في حد ذاته مس بصورة المرأة العربية بحكم الانتماء إلى وطن عربي واحد لذا فمن اللازم على جميع الجهات الثقافية والإعلامية في العالم العربي العمل على تحسين صورة المرأة. المرأة في” باب الحارة” ترضي غرور الرجال تابع العديد من المشاهدين في مختلف دول العالم العربي المسلسل السوري باب الحارة بأجزائه الخمسة الذي يؤرخ لنضال الشعب السوري ضد الاحتلال إبان حقبة زمنية محددة. إلا أن هذا المسلسل حسب العديد من النقاد يقدم نماذج للمرأة العربية تتميز بالسلبية والدونية في معظمها إذ لا حق لها في إبداء الرأي بالقبول أو الرفض حتى في قضاياها الأكثر مصيرية وهي دائما خاضعة مستسلمة كأنما خلقت فقط لإرضاء الرجل وخدمته وتلبية رغباته. المرأة في باب الحارة تقبل أن تكون زوجة ثانية، تتجرع على الدوام شتائم الرجل لها وتقليله من شأنها. يعرض هذا المسلسل صورة نمطية للمرأة تطابق الحلم بالأنثى الجارية القابع في أذهان الكثير من الرجال ممن يرفضون الاعتراف بتواجد المرأة الفعلي الثقافي والحضاري و ترضي غرور أولئك الذين يعيشون وبداخلهم عقدة سي السيد. ويرى أيضا بعض النقاد أن هذا العمل حجب كل النساء اللواتي كان لهن حضور سياسي وثقافي في الشارع السوري في هذه الفترة، ووثق التاريخ حركتهن. وعلى عكس ما يراه هؤلاء النقاد، تقف الفنانة جومانة مراد على الطرف النقيض لتعارض اتهام باب الحارة بظلم المرأة السورية، وترى انه لم يهدر كرامتها، وتسوق كدليل على ذلك مشاركتها في هذا المسلسل بدور شريفة ابنة أبو حاتم التي تقاوم الاحتلال الفرنسي بعد غياب زوجها أبي شهاب، وقالت أن باب الحارة رفع من شان المرأة الشامية حين أظهرها سيدة بيت تدافع عن الحارة في غياب الرجال، كما أشادت بإحياء هذا المسلسل للعادات والتقاليد القديمة وإبراز علاقات الجيران يبعضهم ، وتأكيده على أهمية بيت العائلة الذي يجمع أفراد الأسرة الكبيرة. نحلم بإعلام عربي قوي يساند المرأة قولا و فعلا ويستمر مسلسل الإساءة للعربيات عبر العديد من الإعلانات والفيديو كليبات التي تعرض المرأة كجسد راقص وظيفته الوحيدة هي إثارة الغرائز، إساءة تشارك فيها بعض النساء أيضا حين يتخذن من الجسد بطاقة هوية لهن. ولا يسعنا من منبر فرح إلا أن ننقل نداء المرأة العربية بكل شفافية والتي تطالب بضرورة خلق إعلام عربي قوي يعمل عبر قنواته المتعددة على تغيير العقلية الذكورية العربية و يساند المرأة العربية قولا وفعلا و يبرز ما تبذله النساء العربيات المثقفات والرائدات من مجهودات ضخمة في سبيل النهوض بمجتمعاتنا، ويدعمهن في نضالهن المتواصل من اجل تحقيق مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة. نعيمة الزيداني استطلاع رأي مجلة فرح الاسبوعية