يعرض هذه الأيام ببلادنا فيلم كوميدي جديد يحمل عنوان « السيد بوبير وبطاريقه» (100 دقيقة)، قام بإنجازه المخرج والسيناريست و المنتج و مدير التصوير مارك واتيرز ،و أدى دور البطولة فيه الكوميدي الأمريكي المشهور «جيم كاري» في دور طوم بوبير المعجب منذ صغر سنه بوالده الذي عبر البحار و المحيطات بمركبه الشراعي، و زار مختلف بلدان العالم ذكر له من بينها في مكالمته الهاتفية مدينة مراكش. سيكبر «بوبير» و سيشتغل في إحدى الشركات كمستثمر عقاري متخصص في شراء المباني القديمة لهدمها و إعادة بنائها بطريقة حديثة، و هو يسكن وحيدا في منزله بعدما طلقته زوجته التي تزوره مرة واحدة خلال أسبوعين كي يلتقي في عطلة نهاية الأسبوع بابنه الصغير و ابنته المراهقة المدللة ، التي تحب شابا لا يحبها و تعاتب والدها كلما التقت به لأنه لم يجد لها حلا لهذه المشكلة الغرامية. سيتلقى السيد «بوبير» في منزله آخر هدية من أبيه قبل وفاته، وهي عبارة عن بطريق مجمد داخل علبة خاصة بالمبعوثات المجمدة، اعتقد في البداية أنه تمثال لهذا الحيوان، و لكنه سرعان ما استعاد هذا الأخير حياته بعد فتح هذه العلبة، و أصبح حرا طليقا يحرجه و يخلق له المشاكل داخل المنزل و خارجه، و هو أمر أقلقه و قرر أن يتخلص منه، و لكنه سيتوصل بخمسة بطاريق جديدة من الذكور و الإناث ليصبح في الوضعية التي يناسبها المثل المغربي : «ما قدو فيل زادوه فيلة»، و هو ما سيتسبب له في المزيد من المشاكل و المحن و المتاعب، و أصبح كل وقته مخصصا للاعتناء بهذه البطاريق إلى أن تم طرده من العمل و دخل في صراع مع مسؤول في حديقة الحيوانات أمره بوضع هذه البطاريق في الحديقة التي يشتغل بها، بل سيستعمل بخبث مختلف الوسائل كي يجعله ينفذ هذا الأمر. ستسعد زوجة السيد «بوبير» و ابنيه بهذه الحيوانات التي توالدت و كبر عددها وسيحبونها و سيرفضون تسليمها لحديقة الحيوانات، بل إن هذه البطاريق خيروها بين البقاء و الاستمتاع بالأكل في هذه الحديقة و العودة إلى بيت السيد «بامبير» و الاستمتاع بالحب و الرعاية و العطف، ففضلت الحب على الأكل . ستتواصل متاغب و ضجيج هذه البطاريق داخل المنزل و خارجه، و سيضطر السيد «بوبير» لإرشاء حارس العمارة التي يسكن بها كي لا يفضح أمره مع الجيران و السلطات ،وهو يعلم جيدا أنه يمنع الإحتفاظ بالبطاريق بالمنازل لأنها تتطلب مناخا خاصا و عناية فائقة، و سيتواصل الصراع و يحتدم تدريجيا بين السيد «بوبير» و المسؤول عن حديقة الحيوانات إلى أن يصل الفيلم إلى نهاية سعيدة تحل فيها كل المشاكل و تعيد الأمور إلى نصابها و ترجع كل واحد إلى موضعه الطبيعي. أخذ المخرج هذا الفيلم عن إحدى الروايات ،وهو فيلم طريف بنوعه و موجه للأطفال ، قصته بسيطة بأحداثها و تطوراتها المستهلكة و غير مضحكة بمقالبها ، يتضمن مواقف هزلية بسيطة مدعمة بالمؤثرات الخاصة ، و لكنها عادية و ساذجة ومستهلكة قد لا تضحك حتى الأطفال. الفيلم مناسب بمضمونه لاحتفالات نهاية السنة الميلادية التي وزع موازاة معها ولكنه فشل فيها تجاريا. الطرافة مركزة حصريا في هذا الفيلم على الممثل جيم كاري الذي يشخص فيه دور شخص ثرثار وكذاب و منافق و مراوغ و مهزوز الشخصية، يتظاهر بالمرح و السعادة و الضحك المصطنع لإخفاء حرجه و معاناته، وإذا كان أداؤه هو نفسه بحركاته و تحركاته و ملامحه ،فإن قدرته على إثارة الضحك في المشاهد ضعفت كثيرا و لم يبق منه في هذا الفيلم إلا ظله فقط، أي أنه وصل فيه إلى نهاية الطريق، و هزله لم يبق منه إلا آثار الحريق.