افتتحت مساء أمس الجمعة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وقد تم خلال حفل الافتتاح عرض فيلم "جريمة هنري" من إخراج البريطاني مالكولم فينفيل و من بطولة الثلاثي المتكون من الممثل المشهور كينو ريفس و أحد مشاهير السينما الأمريكية "جيمس كان" الذي سيتم تكريمه خلال هذه الدورة، و الممثلة فيرا فارميكا، و هو فيلم أمريكي جديد يستعرض خلال 108 دقيقة قصة السيد هنري الذي وجد نفسه من غير قصد يقود سيارة لعصابة تسرق أحد الأبناك، فتم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ربط خلالها صداقة مع سجين قديم شجعه على القيام بعد الإفراج عنه بسرقة البنك التي زجت به في السجن. الجديد في هذه الدورة تتجلى في كونها أصبحت تتضمن ثلاث مسابقات، حيث تمت إضافة مسابقة ثانية خاصة بالأفلام القصيرة، و مسابقة ثالثة خاصة بالفيلم القصير لفائدة طلاب المعاهد ومدارس السينما بالمغرب،وهي مبادرة تهدف إلى خلق مجال للإبداع السينمائي،ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين. تشارك في مسابقة الأفلام الطويلة 15 فيلما تنتمي إلى 15 جنسية مختلفة ؛إيطاليا، أستراليا، المكسيك، الفيليبين، إسبانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، سريلانكا،الصين،الدانمارك،روسيا،كوريا الجنوبية،ألمانيا، بلجيكا،بولونيا والمغرب الذي يشارك بفيلم"السراب"من إنتاج شركة نبيل عيوش،وهو فيلم تحضر فيه مجموعة من الممثلين المغاربة والفرنسيين من بينهم؛ عمر لطفي،وهو أول فيلم طويل للمخرج الشاب طلال السلهامي المزداد و المقيم بضواحي العاصمة الفرنسية و الذي سبق له أن فاز بفيلمه القصير الرابع "سينيسترا" بعدة جوائز في مهرجانات مختلفة. و يلاحظ أن عشرة أفلام مشاركة في هذه المسابقة الرسمية هي أولى أعمال مخرجيها، و ثلاثة أفلام منها هي ثاني إنجازات أصحابها، و هو ما يمكن اعتباره تكريما للمخرجين الشباب و لسينما المستقبل. يترأس لجنة التحكيم لهذه المسابقة المخرج و الممثل و المنتج السينمائي و المسرحي المشهور الأمريكي "جون مالكوفيتش"، و تضم في عضويتها سينمائيين مرموقين من بينهم المخرج المغربي فوزي بنسعيدي و الممثلة المصرية يسرى، و سيترأس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام القصيرة المخرج المقتدر وكاتب السيناريو الألماني فولكر شلوندورف الذي سبق له أن ترأس لجنة تحكيم دورة 2003 ،و تضم في عضويتها سينمائيين من فرنسا وإيران إضافة إلى المخرج المغربي عادل الفاضلي، و الممثلة و المخرجة الفلسطينية هيام عباس. و يحتوي البرنامج أيضا على فقرة بارزة ترسخ البعد الإنساني و تميز المهرجان، و يتعلق المر بتقنية الوصف السمعي للمكفوفين و ضعاف البصر التي حققت نجاحا مبهرا في الدورات السابقة، و سيتم في إطارها و بشراكة مع القناة التلفزيونية "أرتي" تقديم سبعة أفلام مشهورة من بينها الفيلم المغربي "السمفونية المغربية" للمخرج كمال كمال، و الفيلم الفرنسي "تشاو بونتان" من إخراج كلود بيري و بطولة الفنان الكوميدي الراحل "كولوش"،والفيلم الفرنسي "الكراهية" من إخراج ماتيو كازوفيتش و مشاركة سعيد التغماوي، و الفيلم الرائع الأسترالي الفرنسي الفنزويلي "درس في البيانو" من إخراج جين كامبيون و بطولة هولي هانتر و الممثل الأمريكي المقتدر والمشهور "هيرفي كايتل" الذي سيكرم هو أيضا خلال هذه الدورة إلى جانب الفنانين الكبار؛ المرحوم العربي الدغمي و محمد عبد الرحمان التازي من المغرب، والأمريكي جيمس كان و الياباني كيوشي كوروساوا. ستشهد هذه الدورة كذلك تكريم السينما الفرنسية من خلال برمجة ما يقارب ثمانين فيلما أنتجت خلال الثلاثين سنة الماضية، و هي أفلام متنوعة بمواضيعها و أنواعها و أساليبها و مخرجيها ومنتجيها وممثليها. و جريا على عادة المهرجان ستستفيد مجموعة من المهنيين السينمائيين و طلبة معاهد التكوين السينمائي من دروس "ماستر كلاس" التي سيشرف عليها في هذه الدورة المخرج الأميركي الكبير فرانسييس فورد كوبولا، والمخرجان الشقيقان (جان بيير و لوك داردين ) من بلجيكا، و المخرج و السيناريست لي شونكدونك من كوريا الجنوبية. يلاحظ من خلال هذا الجرد الموجز أن هذه الدورة العاشرة التي ستدوم مدتها إلى غاية يوم السبت القادم غنية بالفقرات المعتادة و الجديدة،وحافلة بالأنشطة المتنوعة والمختلفة التي تجمع بين ماهو فني وثقافي واجتماعي وإنساني،وبين سينمائيين من مختلف الأجيال والبلدان، وتمتع المشاهد بأجود الأفلام من مختلف المدارس و العصور،وهو ما يجعل منه مهرجانا سينمائيا ينظر إلى الماضي و المستقبل بعين الحاضر.