عاشت مدينة الجديدة عاصمة دكالة عبدة من 22 الى 26 أكتوبر الجاري أيام الملتقى الأول للفرس تحت شعار (ولع واعتزاز) والذي نظم بحلبة سباق الخيل لاله مليكة على مساحة تسع هكتارات منها 17 ألف متر مربع مغطاة خاصة بالأروقة التي عرضت بها كل ما يتعلق بالفرس من سروج ولباس وأحذية تقليدية وعصرية وصفائح وخناجر وبنادق وتغذية وأدوية الى رواقات فنية للوحات تشكيلة متنوعة تبرز مهارة وقوة ومشاركاته التقليدية عبر التبوريدة والسباقات الرياضية كما كان لأروقة الحرس الملكي والقوات المسلحة الملكية والأمن والدرك الوطنيين والقوات المساعدة حضورا متميزا تجسد على الخصوص في إظهار العلاقة الوطيدة بين المواطن المغربي والفرس نجم هذه التظاهرة في مجالاته الدينية والوطنية والاجتماعية والرياضية والعسكرية والأمنية ودور الخيالة في أبعادها التاريخية المغربية مع عرض وثائق نادرة تؤرخ لدور الفرس على إمتداد تاريخ المغرب الى مخطوطات وتحف فنية نادرة مرتبطة دائما بالفرس وسعيا من المنظمين لهذه التظاهرة الأولى من نوعها ببلادنا التي يتوقع أن تعرف 80 ألف زائر على امتداد أيامها الخمس فقد خصصت ثلاثة هكتارات للفروسية التقليدية المغربية منذ الأزل بمشاركة 16 مجموعة فرسان يركض فيها 255 جواد، كما خصص الى جانب هذا المضمار قاعة للندوات الثقافية المرتبطة مواضيعها بالحديث عن الفرس وتاريخه ودوره في الحياة العربية والمغربية تحدث فيها أساتذة وباحثون من خلال مداخلات جد هامة سيعمل المنظمون على جمعها وطبعها مستقبلا. بينما شكل فضاء الاكتشاف مناسبة للتعرف على تقديم أصناف الخيول (البربري والفرس العربي الانجليزي والأصيل) ودروس في الفروسية وورشات تهييء الصفائح والتصفح وأشرطة وثائقية وورشة للاطلاع على تزيين الفرس والفارس مع التذكير أن تجهيزات الطرفين (أي الفارس والفرس) شاركت فيه كل جهات المملكة (16) بما أبدعت فيه يد الصانع المغربي التقليدي وخاصة السروج منها التي يعود تاريخ صناعتها كما أوضح لنا ذلك أقدم صناعها بفاس السيد هشام السقاط يعود الى القرن 14 الميلادي، علما بأن عدد العارضين بهذا الملتقى هو 100 عارض بكل ما يتعلق بالفرس والفروسية من تغذية وصيدلة وتجهيزات الى جانب 60 اسطبلا خاصة بعرض الخيول المعروضة البالغ عددها 77فرسا موزعة حسب الأصناف 12بربرية و 24 عربية أصيلة و 4 أنجليزية أصيلة و8 جياد مغربية للرياضة و 7 أنجليزية إسبانية عربية و 4 أخرى. ومن جهة أخرى خصص المنظمون مسابقات في البطولة الوطنية للفرس البربري والفرس العربي الأصيل والفرس الانجليزي العربي والبطولة الوطنية للتصفيح وسيعرف اليوم الأخير توزيع جوائز هامة على الفائزين بتسليمهم كأس الفرس، هذا وانفتاحا للتظاهرة على محيطها الدولي عرفت مشاركة فرقة (لورنزو) الفرنسية وأخرى برتغالية في استعراضات بهلوانية مع الجياد كما شاركت الى جانب الفرقتين الأجنبيتين فرقة مغربية استعراضية من زاوية الشيخ. من جهة أخرى أثناء زيارتنا المدينة لاحظنا التوافد الحاشد لطلبة وتلاميذ المدارس الى جانب فئات مهمة من السياح الأجانب والجميع وقف على حماية مختلف الفضاءات الى جانب المساحة المخصصة للتبوريدة حيث كانت كل منطقة بالمعرض عبر فرقتها التي تعرف (بالسربة) فنياتها ومهاراتها في هذا الفن الأصيل المغربي. للفرس والانسان المغربي تاريخ عريق يمتد حسب مؤرخينا الى وجوده منذ 3000 سنة كما أن الفروسية بمختلف تنوعات أنشطتها تعتبر من تراثنا الثقافي الاحتفالي.