تحتضن مدينة الجديدة على مدى خمسة أيام، الدورة الثانية لمعرض الفرس بالجديدة من 21 إلى 26 أكتوبر 2009 بحلبة الفروسية الأميرة للا مليكة، حيث تتوفرجهة عبدة- دكالة، التي يعود لها شرف احتضان هذا الحدث، على ثروات تاريخية وثقافية وفلاحية وصناعية هائلة، ومن بينها امتلاكها لتراث فروسي نادر، بالاضافة الى البنيات التحتية الخاصة بالفرس، سواء منها مربط الخيل الجهوي أو حلبة الفروسية أو موسم مولاي عبد الله أمغار الذائع الصيت، الذي يجمع كل سنة أكثر من 1000 فارس من مختلف مناطق المغرب، والذي يترجم الأهمية التي تحظى بها الجهة في مجال تربية الخيل والمهارات الخاصة بالفروسية، فضلا عن تنظيم المعارض التشكيلية والتحف الفنية والمخطوطات. ويشكل هذا المعرض تعبيرا وطنيا عن المكانة العريقة والرفيعة التي يحتلها الفرس على المستوى الثقافي، كما يعتبرا فضاء سانحا للعديد من صناع السروج وحدوة الفرس وصناع بنادق التبوريدة لعرض مختلف منتوجاتهم والتعريف بها، والصناع التقليديين الضامنين للمهارات التي يزخر بها التراث الفروسي، والمطلوب المحافظة عليه وتشجيعه، كما يعتبر المعرض مناسبة للعديد من المقاولات الصغرى منها والمتوسطة، المتخصصة في التغذية الحيوانية، بمصاحبة الفرس في مجمل أنشطته. ويشار هنا الى أن الأمر يتعلق بخلق العديد من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، ومن ثم فإن معرض الفرس يمكن من التأكيد على ذلك عبر مجمل القنوات المشتغلة في عالم الفرس وتوضيح المسالك التي ينبغي اتباعها لتقويتها. فمن خلال هذه الدورة، سيتم اكتشاف مختلف أوجه الفرس في روعتها، سواء منها العربي الأصيل أو البربري أو الإنجليزي العربي، وذلك من خلال المعارض، والمحاضرات، وبطولات الخيول الأصيلة المنظمة بفضاءات المعرض. وهكذا فإن معرض الفرس بعد الدورة الأولى والثانية مدعو لأن يكون تقليدا حتى يغدو في أقرب الآجال، واجهة وطنية للتراث الفروسي ولإشعاعه الدولي. وإذا كان موضوع "النخوة والشغف" قد اختير عنوانا لهذا الحدث، فذلك ليس وليد الصدفة. فالفرس يعتبر جزءا لا يتجزأ من تاريخ الثقافة المغربية. والفرسان المهرة بالمغرب لم يتوانوا أبدا على مر القرون عن تشريف الفرس الذي يمتد وجوده في منطقة المغرب الكبير لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، وسباق الفروسية يشكل اليوم جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي الوطني ولا يزال يمثل لحظة متوهجة من لحظات الاحتفالات الكبرى أو الاحتفاء بالأعياد. تكمن المهمة الأساسية لهذا المعرض في استعراض الفرس وكل ما يتعلق به. وهكذا يقترح المعرض العديد من الفضاءات، كل واحد منها يتطرق لمجال محدد، ليكون الكل ضمن مفهوم معماري فريد يستلهم عالم الفرس، بمرابطه وحلباته وحظائره وحواجزه، ففي قطب المعارض هناك فضاءات للعارضين مخصصة للجهات والهيئات المؤسساتية، والفن والخيول. أما قطب الفرجات والمسابقات، فيتضمن أنشطة يومية كألعاب الفروسية، واستعراضات للصيد بالصقور على ظهور الخيل، وأيضا بطولات وطنية للاستعراض والهيئة، خاصة بأنواع الخيول كالبربرية والعربية الأصيلة والإنجليزية البربرية. أما بالنسبة لقطب التبوريدة فيخصص كليةً لفنون الفروسية التقليدية المغربية بحيث تكون فيها كل جهة ممثلة ب"سربة"، بالإضافة الى قطب الاكتشاف الذي يجمع بين وسائل الاتصال الحديثة والمقاربة الاستجمامية، وذلك بخلق فضاء متعدد الوسائط، ومكتبة سينمائية وفضاءات تسلية للأطفال، بالاضافة الى قطب للمحاضرات الذي يتضمن موضوعات غنية ومتنوعة، كالفتوة والفروسية من منظور روحاني وثقافي، والفرس في الإبداع الفني والأدبي، وبيوتكنولوجيا التناسل.