يبدو أن جامعة ألعاب القوى المغربية لم تأخذ العبرة مما حدث سنة 2004 عندما حمل العداء المغربي رشيد رمزي الجنسية البحرينية ومذ حينها وهو يحصد الميداليات والبطولات العالمية والأولمبية باسم البحرين التي رفع علمها خمس مرات حتى الآن ما شكل غصة في قلوب جميع المغاربة. وفي سيناريو مماثل للكيفية التي حصل بها رمزي على الجنسية البحرينية تمكنت دولة قطر مؤخرا من تجنيس عداءين مغربيين متخصصين في مسابقة 1500 متر هما محمد القرني وعداء آخر رفض والده كشف اسمه خشية أن توضع في وجهه بعض العراقيل التي قد تقف في وجه طموحه تحسين وضعيته المادية والاجتماعية العداءان كانا ينتميان إلى المنتخب الوطني المغربي للشبان لكن تم طردهما بداعي أنهما غير مؤهلين لأن يكونا بطلين كبيرين. وعلمت "العلم" من مصادرها الخاصة أن قطر بتشجيع من العداءين القرني وزميله عينها على عداء ثالث وهو أمين الميناوي الذي كان المدير التقني سعيد عويطة طرده مؤخرا من المعهد الوطني بطريقة مهينة. وعن الكيفية التي تم بها تجنيس العداءين المغربيين روى لنا مصدرنا أن قطر غيرت سياستها التي كانت تعتمد على جلب عدائين من كينيا وإثيوبيا إلى سياسة جلب عدائين "عرب" على شاكلة المغربي رشيد رمزي الذي تألق مع البحرين وأحرز لها الميداليات كما لم يجد أية مشكلة في التواصل مع الإعلام سواء البحريني أو الدولي لأنه يتكلم اللغة العربية، على عكس الإحراج الذي كانت تقع فيه قطر مع العدائين الكينيين الذين لا يتحدثون العربية إطلاقا. وحاول القطريون في بداية الأمر البحث عن العدائين العرب في فرنسا خصوصا منهم المغاربة والجزائريين لكنها لم تجد ضالتها ، إلى أن قررت تغيير وجهتها نحو المغرب فاستغلت حالة العشوائية التي تتخبط فيها ألعاب القوى المغربية فتمكنت من "خطف" موهبتين صاعدتين. وما شجع القطريين على تجنيس العداءين المغربيين كونهما لم يمثلا المغرب في أي محفل دولي رغم أنهما كانا ينتميان للفريق الوطني المغربي . والغريب في الأمر أن محمد القرني وزميله لم يستغرق انتظارهما للحصول على الجنسية القطرية سوى 15 يوما فقط ما يدل على أن القطريين في عجلة من أمرهم لإعادة بناء منتخبهم لألعاب القوى مُكون من عدائين من المغرب العربي بدل كينيا. ودعا مصدرنا الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لاتخاذ التدابير اللازمة لاسترجاع العداءين المُجنسين وتحتضنهما بطريقة لائقة قبل أن يأتي اليوم الذي تندم فيه على خسارتهما حين يصنعا أمجاد دولة قطر ويرفعا علمها في البطولات العالمية. وأضاف مصدرنا أيضا أن على المدير التقني سعيد عويطة مراجعة أوراقه بالعدول عن بعض القرارات التي اتخذها مؤخرا من قبيل طرد العداء الواعد أمين الميناوي، لأن مثل هذه القرارات تصب في اتجاه واحد وهو مغادرة العدائين لبلادهم وحمل جنسيات بلدان أخرى للبحث عن آفاق بديلة ماداموا لم يجدوا العناية اللائقة بهم في وطنهم. للإشارة فقد حاولنا أمس الأحد الاتصال بأي مسؤول في جامعة ألعاب القوى لكن لا حياة لمن تنادي، فهواتف الجميع كانت إما مغلقة أو ترن دون مجيب.