يبدو أن ألعاب القوى بخنيفرة لم تسلم بدورها من «لعنة تهريب العدائين» إلى دول أخرى، سيما منهم الذين يقعون فريسة سهلة للإغراءات بفعل الطموح لتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية أو للحصول على امتيازات وألقاب ومكافآت ومستحقات لا يحصلون عليها بموطنهم الأصلي، وفي هذا الإطار علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مؤكدة أن نادي شباب أطلس خنيفرة لألعاب القوى وجه رسالة احتجاج إلى رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى في شأن عداء ينتمي للنادي تم تجنيسه بالجنسية القطرية بعد تهريبه لهذه الدولة الخليجية، وقال النادي في رسالته لرئيس الاتحاد القطري «لن نخاطب فيكم الجوانب القانونية، لأننا نعرف أن قانوننا لا يحمينا ولا يحمي عدائينا أو مصالح نادينا، بل نخاطب فيكم الضمير الإنساني ومبادئ العروبة والإسلام والروح الرياضية التي هي أساس السلام والأمان بين مختلف الشعوب، ذلك حتى لا تضيع مصالح النادي المادية والمعنوية»، علما، تضيف الرسالة، أن نادي شباب أطلس خنيفرة لألعاب القوى يفتقر للموارد المالية. نادي شباب أطلس خنيفرة لم يفته القول في رسالته «أن ما قامت به ألعاب القوى بقطر قد أضر بمصالحه»، مضيفا أن المنطق «كان يقتضي التنسيق وإبرام عقد شراكة معه لانتقال العداء عزيز الحبابي، إلى ناد قطري، عوض تهريبه بتلك الطريقة التي استفاد من ورائها سماسرة ومتاجرون في الأجساد البشرية»، وزاد النادي فعبر عن يأسه بالقول «إنه لن يسكت عن المطالبة بحقوقه مع أخذ بعين الاعتبار الظروف والتضحيات التي قدمها لأجل تكوين العداء المعني بالأمر، والحامل للرخصة الجامعية رقم 80943، ومن جهة أخرى طالب النادي من رئيس الاتحاد القطري الاعتناء بالعداء، لأنه فقير ويتيم وفي حاجة للمساعدة والدعم. ويذكر أن نادي شباب أطلس خنيفرة سبق له أن كاتب مختلف الجهات المسؤولة في الموضوع، وفي مقدمة هذه الجهات وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية لألعاب القوى، حيث أعرب لها عن غضبه حيال ما لحق النادي من مس بالكرامة على خلفية عملية تهريب عدائه، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن بلادنا في أمس الحاجة إلى كل طاقاته الواعدة، والأدهى من ذلك، يشير النادي، أن هناك «قنوات محلية تتربص بعدائيها لتهجيرهم إلى دول أخرى عن طريق استغلال وضعيتهم الاجتماعية الفقيرة»، ومن هنا لم يقبل النادي بأن تنهار جهوده أو إفراغ الوطن من طاقاته القادرة على الوصول إلى منصات التتويج العالمية وحمل العلم والقميص الوطني في المحافل الدولية. والمؤكد أن جامعة ألعاب القوى المغربية لم تهتم باتخاذ ما يلزم من الإجراءات في حق كل من ثبت تورطه في أفعال «التهجير الرياضي»، كما لم تأخذ العبرة مما حدث عام 2004 حين حمل العداء المغربي رشيد رمزي الجنسية البحرينية وبها حصد العديد من الميداليات والبطولات العالمية والأولمبية تحت علم البحرين الذي رفعه أكثر من خمس مرات بيدين مغربيتين. وفي هذا السياق سبق للعداء العالمي هشام الكروج أن دق ناقوس الإنذار في تصريح لقناة «العربية»، حين طالب من الاتحادات الرياضية الدولية واللجنة الاولمبية الدولية «إيجاد حلول مناسبة لقضية تهجير وتجنيس العدائين»، وقال وقتها إنه «لم يعد منطقياً أن تخسر الدول الفقيرة التي تعج بالإمكانيات البشرية مواهبها لصالح الدول الثرية»، مع ضرورة التذكير بالكثير من العدائين تمكنت قطر من تشجيعهم وتجنيسهم في غضون أسبوعين، ومنهم مثلا محمد القرني المتخصص في مسافة 1500 متر، وأمين الميناوي الذي كان تحت يد سعيد عويطة قبل تسريحه بشكل غير مقبول، ومن العدائين المُهرَّبين، حسب مصادر إعلامية، من كان منتميا للمنتخب الوطني المغربي للشبان فتم طرده بدعوى أنه غير مؤهل لأن يكون بطلا، وكم منهم لم يجدوا العناية والاهتمام فحملوا حقائبهم وغادروا الوطن ليرتدوا أعلام وأقمصة دول أخرى.