ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلم تخوض في أحد أكثر ملفات المخابرات تعقيدا
كيف اقتنع النائب العام بإعادة فتح التحقيق في ظروف انتحار ساندريلا الشاشة العربية سعاد حسني
نشر في العلم يوم 03 - 06 - 2011

أصدر النائب العام المستشار "عبد المجيد محمود"، قرارا بإعادة فتح التحقيق في مقتل الفنانة "سعاد حسني".
و كانت أنباء قد ترددت عن تورط "صفوت الشريف" في مقتل الفنانة "سعاد" و تأتي خلفية إتهام "الشريف" رئيس مجلس الشورى و أمين عام الحزب الوطني السابق بقتل الفنانة "سعاد حسني" لإغلاق ملف إنحرافات جهاز
المخابرات و التي تعاملت معه في عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" و الذي بموجبه تم إستبعاد "الشريف" من الخدمة فيه بعد تورطه في الإنحرافات و قيامه بتصوير فنانات مصريات بأوضاع جنسية مخلة للآداب.
و صرح الفنان "عزت العلايلي"، أنه لا يعتقد أن سعاد حسني قد انتحرت لأنها إنسانة قوية و عنيدة مُلمحا أن معرفته الوثيقة بها تجعله يستبعد تماماً أن تلجأ لهذا التصرف البعيد تماماً عن شخصيتها لذا فإن قصة الإنتحار كاذبة.
و كشف "العلايلي" على أن ''سعاد'' كانت قيمة عالية على المستوى الإنساني و الفني معاً و لن تعوض أبداً مُشيرا إلى أن حالتها الصحية تحسنت كثيراً قبل وفاتها و أن كل من إلتقى بها قبل الوفاة أو تحدث معها أكد على هذا الأمر.
و تمنى العلايلي إعادة فتح التحقيق في أسباب الوفاة الحقيقية و في حال إثبات تعرضها للقتل فيجب مُحاسبة الجاني و عقابه.
و صرحت الفنانة الكبيرة "نبيلة عبيد" لجريدة العلم أنها لا تصدق هذه القصة المفبركة التي ملات صفحات الجرائد، لأنها قابلت "سعاد" في مصحة "تشامبنيز" التي توجد في قرية صغيرة تقرب من العاصمة البريطانية "لندن" - هذه المصحة يذهب إليها أغلب الفنانين العرب و الأجانب و كذلك أكبر رجال الأعمال في العالم – و أكدت على أنها كانت في صحة جيدة و عالجت مشكل أسنانها الذي كان يسبب لها إكتئابا لأنها كانت لا تستطيع الظهور و أسنانها متكسرة من أثر مادة "الكورتيزون" الذي كان مكونا أساسيا لعلاج الآلام.
وقالت كذلك أنها في البداية لم تتعرف على "سعاد" لأنها تغيرت و أصبحت أجمل من فترة المعانات. والذي عرفها أنها موجودة أصلا في المصحة هو شخص مغربي يشتغل في مطعم المصحة وقال لها أن "سعاد" تنزل الى المطعم في الساعة السادسة مساءا فانتظرتها وتكلمت معها قليلا وأحسست أنها قوية و أحسن من الأول بكثير جدا، وشاهدتها مرة ثانية في قاعة الرياضة وتبادلنا اطراف الحديث قليلا وأبدت سعاد رغبتها في العودة إلى مصر قريبا. وكان هذا هو آخر كلام لسندريلا الشاشة العربية مع صديقة لها من نفس وسطها الفني.
وسأسرد عليكم الآن قصة مضت عليها سنين طويلة وهي كيف تم الزج بنجمة مصرية في المخابرات المصرية ومصرع سندريلا الشاشة العربية التي عاشت في قلوب المصريين والعرب منذ عقود مضت وأظن أنها ستبقى كذلك على مدى عدة أجيال قادمة ، فقبل تسع سنوات ألقي ب"سعاد" من عمارة "ستيوارت تاور" في عاصمة الضباب لندن ..
تحملت "السندريلا" عذابا غير عادي واستغلت أسوء استغلال يمكن أن تتعرض له إنسانة على وجه هذه الأرض .. وتقول مصادر مطلعةان صفوت الشريف كان يقف وراء كل العذاب الذي تعرضت له، سواء ذلك الذي حدث في الربع الأخير من عام 1962 و استمر حتى النكسة المصرية، أو ذلك الذي حدث بين عامي 1983 / 1984 لخدمة "سيد القصر" ..
لقد انتقمت المخابرات المصرية - وهي في أغلبها وطنية وشريفة - بما حدث لفنانة الشعب فنشرت على الأنترنت التحقيقات التي قامت بها النيابة العامة مع المدعو "صفوت الشريف" عقب إلقاء القبض عليه في أعقاب النكسة المصرية ..
لقد أوقع "الشريف" بالفنانة المغدورة في سنة 1962 عن طريق أحد المصريين من أصحاب الملامح الأجنبية في علاقة عاطفية خطط لها ، ولما استجابت ببراءتها لفتى أحلامها تم القبض عليها بتهمة التخابر مع المخابرات الفرنسية وزعموا زورا أن الشاب كان فرنسيا ..
هددوها أن التهمة قد تصل إلى الإعدام..انهارت المسكينة إبنة العشرين ربيعا فعرضوا عليها إخلاء السبيل في مقابل العمل تحت إمرتهم.. توسلت ببراءتها لهم بتلبية كل أوامرهم في خدمة الوطن، و لكنها دارت "كعب دائر" من شخص إلى آخر لتلبية شهواتهم، لكن الذئاب لم تشبع يوما من جسد الضحية، حتى جاءت النكسة و انكشف الثوار و سقطوا واحدا بعد الآخر و كشفت التحقيقات عن حقائق مرعبة مع أكثر من أربعين من نساء مصر و كان العديد منهن من الفنانات مثل برلنتي عبد الحميد وشريفة ماهر وإعتماد خورشيد وأمال فهمي ..
علم الزعيم جمال عبد الناصر بالتفاصيل من خلال الجريمة التي ارتكبوها مع الفنانة اعتماد خورشيد والتي كانت ضحية أخرى من ضحايا صفوت الشريف والتي لم تلبث معه طويلا فسرعان ما خصها صلاح نصر برعايته بعد أن أجبر زوجها على الإبتعاد عنها وترك أبنائها كي تعيش معه تحت سقف واحد ولم يسمح بعملها " كعب دائر " كحالة الفنانة المغدورة ..
لقد فاجأت اعتماد خورشيد الرئيس عبد الناصر – في لقاء مباشر معه في صباح 24 أكتوبر 1967- بما كان يحدث لها ولمصر من خلف ظهره ، وقد أوضح كتابها بجلاء – شاهدة على انحرافات صلاح نصر – بما كان يجري من صراع في مصر قبل النكسة ..
لا يوجد في المصادر ما يؤكد أن الفنانة المغدورة قد التقت بالرئيس عبد الناصر ، لكن كل من تناول هذا الموضوع في حينه يؤكد أن عبد الناصر كان يتابع ملفها بصورة مستمرة ..
من الطبيعي إذن أن تخص فنانة الشعب المقتولة في لندن عبد الناصر بكل مشاعر الحب التي تربط بين القائد ومواطنيه.. علمت وتأكدت أن العصابة كانت تعبث به وبمصر من وراء ظهره ، وجاءت اعتماد خورشيد لتؤكد لها وقع ما حدث لها على وجهه ببراءته مما كان يجري ، وجاء كتابها – بعد مماته بعقدين تقريبا – لتؤكد حقيقة أنه كان ضحية ما جرى في مصر في تلك الفترة ، ودفعت مصر من كرامة شعبها واغتصاب مقدساتها الثمن غاليا ، أما لاحقا فهو شخصيا دفع حياته على يد أحد أفراد الطابور الخامس..
ومن الطبيعي أيضا أن تسجل مغدورة لندن بصوتها في هيئة الإذاعة البريطانية أثناء وجودها في لندن مرثية صلاح جاهين " وقف الشريط " والتي كتبها في رحيل عبد الناصر ، وقد أعادت فيها التأكيد على ولائها لأسد مصر الجريح ، الذي قتله أقرب مساعديه بالسم !! ..
وقف الشريط في وضع ثابت دلوقتي نقدر نفحص المنظر ما فيش ولا تفصيله غابت وكل شيء بيقول وبيعبر من غير كلام ولا صوت أول ما ضغط الموت على زر في الملكوت بخفة وبجبروت في يوم أغبر وقف الشريط في وضع ثابت
لكن الملاحظ أن صفوت الشريف قد عاد لممارسة ضغوطه وسلوكياته المنحطة على فنانة الشعب المغدورة في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي وذلك بعد أن عينه مبارك وزيرا للإعلام ..
لم تعمل هذه المرة كعملها السابق في خدمة الزبائن، بل كانت في خدمة " سيد القصر " وحده.. لم تكن وحدها في القائمة ، بل كان هناك أخريات من الفنانات وكان بعضهن يحملن جنسيات غير مصرية ..
كانت القائمة الطويلة تنقسم إلى ثلاثة أصناف من النساء ، هناك الصنف الذي استسلم لرغبات "سيد القصر" خوفا من قطع الأرزاق والتهديد بالحرق بماء النار ، وهناك الصنف الثاني الذي لجأ إلى الحجاب كحيلة للخروج من المأزق ، وهناك الصنف الثالث الذي قاوم غير عابء بأذى جسدي أو بتلفيق التهم الباطلة لهن بالدعارة وكان منهن الفنانة "حنان ترك" والفنانة "وفاء عامر".
تنتمي المغدورة إلى الصنف الأول ، لم تكن تصدق أن حاميها حراميها، كانت تظن أن "سيد القصر" ما زال هناك من يصد عن مواطنيه الأذى إذا علم به ، كانت تظن أن لديه من القضايا ما يجعله لا ينظر إلى تلك التفاهات ..
صدمتها رغبات السيد الجديد للقصر، حاولت أن تقاوم لكن ضعفها انتصر عليها، ثم دخلت في نوبات متواصلة من العناد والرفض.. صدر الأمر منه بقطع رزقها ، قاومت ، فشلت ثم انتهى الغرض منها ..
صدر أمر آخر منه بالنفي خارج البلاد وكان عليها أن تنفذ ، دام ذلك لعقد من الزمان ووصلت فيه الضحية إلى مرحلة ”تسولت” فيها طعام يومها، كانت تنام لسنوات في لندن في غرفة عرضها متر ونصف وعلى حساب أحد المحسنين المصريين الذي كان مديرا لفندق من الدرجة الثالثة ..
قررت أن تنتقم من كل من سيد القصر– صاحب الرغبات الشاذة! – وصفوت الشريف بقول الحقيقة في مذكرات أعدت لنشرها في صحيفة عربية تصدر في لندن ..جاء قرار "سيد القصر" الذي كان يتابع تحركاتها على مدار الساعة بضرورة الخلاص من صداعها على أسرع وجه ، ونفذه أحد أفراد الحماية الخاصة به ..
وكان قد صرح الشاعر أحمد فؤاد نجم لفضائية لبنانية في صيف 2006 أنه أجرى اتصالا تلفونيا مع مغدورة لندن قبل ثلاثة أيام من اغتيالها وأكدت له عزمها على المضي قدما في كشف الحقيقة بكتابة ما حدث لها وللكثير من نساء مصر، وأضاف الشاعر نجم أنه حذر المغدورة من أن الصحفي المصري الذي يصوغ لها المذكرات في لندن يعمل لصالح صفوت الشريف.. ناشدها الشاعر نجم أن تتوخى الحذر، لكنها قتلت بعد أيام واختفت الفصول الثلاثة من مذكراته..
التقيت شخصيا مع الشاعر "أحمد فؤاد نجم" في نفس السنة المذكور وأخبرني بأنه– سدد ديونا على المغدورة كانت مدينة بها للبقال المجاور لمنزلها في حي الزمالك ، وأضاف معلومات أخرى سارت في نفس السياق.
في عام 2009 اتهمت أسرة الفنانة المغدورة الضابط محسن السكري – المتهم بقتل سوزان تميم في دبي في عام 2008 – بقتل فنانة لندن في عام 2001 .. الجدير بالذكر أن محسن السكري كان ضمن فريق الحماية الخاصة للرئيس المخلوع مبارك، ثم انتقل لفريق الحماية الخاصة لإبنه جمال ثم لفريق الحماية الخاصة لهشام طلعت مصطفى. وكان متواجدا في نفس توقيت مقتل السندريلا في لندن ومصر للطيران هي التي أثبتت تواجده فعليا في نفس التوقيت !! ..
لقد قتلوا الضحية ثلاثة مرات في ثلاثة عقود ، كانت الأولى في 1964 عندما استغلها صفوت الشريف جسديا لصالح عدة جهات خارج وداخل مصر، وكانت الثانية في عامي 1983/ 1984 عندما أجبرها صفوت الشريف على تلبية رغبات "سيد القصر حسني مبارك" وإلا تعرضت لأذى جسدي ، أما الثالثة فكانت في لندن بالإجهاز عليها قتلا بعد أن تأكدوا أنها بدأت بالفعل في كتابة حقيقة الظلم الذي تعرضت له ..
ولأهمية الحدث الذي تعرضت له مغدورة لندن ، فقد أذاعت إحدى المحطات الفضائية العربية وعلى مدى أسبوع كامل حلقات عقب الحادث وتم إعادة تلك الحلقات فيما بعد ، ونسرد للقارئ من تلك الحلقات النقاط الهامة التالية :
1- الطبيب الشرعي إلهام فارس يقول أن بُعد الجثة عن جدار المبنى يؤكد أنها قد أُسقطت ولم تسقط ويضيف أن الجثة لم تنزف منها ولو نقطة دم واحدة من جراء السقوط ولا يوجد بها تورمات أو إصابات بسبب السقوط ، وهذا يدل على توقف الدورة الدموية قبل سقوطها ويختم بوجود آثار تعذيب بالجثة ..
2 - الصحفي مصطفى البحيري مراسل جريدة الوفد في لندن يقول أن شرطة لندن تلقت بلاغا من جيران الفنانة في الساعة 9.06 من مساء 21 / 6 / 2001 بسماع صراخ يصدر من شقتها وبعد تسع دقائق تلقت الشرطة بلاغا آخر من نفس الجيران بوجود جثة سقطت من المبنى، وقد كانت جثتها ..
3 - الكاتب العربي عرفان نظام الدين يقول أنه كان قد اتفق مع المغدورة قبل ثلاثة أسابيع من الحادث على تسجيل كامل مذكراتها في ثلاثين حلقة وأنها تناقشت معه في كافة تفاصيل الإتفاق المادي ، ويقول أن هناك غموضاً وشكاً يحيط بهذا الحادث ويستغرب قائلا : كيف تنتحر إنسانة أجرت معي أدق التفاصيل المادية والفنية ؟! ..
4 - الإذاعي المصري اللامع حسن أبو العلا بهيئة الإذاعة البريطانية يقول أنها كانت قد قامت بتسجيل رباعيات صلاح جاهين في إذاعة لندن قبل الحادث بفترة قصيرة ، وأنها كانت على علاقة ممتازة مع جميع الزملاء وكانت في قمة روحها المعنوية وأنها استوعبت العمل وبسرعة ملفتة على أعقد معدات التسجيل بالإذاعة ، وقال أنه يتوقف كثيراً عند كلمة "انتحار" ويجب إعادة التفكير في ذلك لأنه ليس من المعقول أن تنتحر إنسانة كانت تعمل بهذا العطاء، ويضيف أنه علينا أن نعود بالذاكرة إلى حوادث قتل غامضة لمصريين تمت بالخارج فقد نستخرج منها بعض النتائج ومنها مصرع الفريق الليثي ناصف ومقتل علي شفيق – مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية في ستينات القرن الماضي - ويتساءل أبو العلا في نهاية حديثه : هل الدم المصري مستباحاً ؟! ..
5 طبيب الأسنان المصري هشام عيسى قال أنه قد أجرى 24 عملية جراحية في عيادته في لندن لزراعة أسنان كاملة لها وأن صداقته كانت قد توطدت بها ، وقال أنها كانت إنسانة موزونة جداً وأنها كانت تتعجل العودة إلى مصر ، ويسأل مندهشاً لماذا تنتحر إنسانة تحملت ألما كبيراً ولمدة طويلة في 24 عملية جراحية ؟! .. ويختم بقوله أن آخر شيء يمكن أن يصدقه هو أن تنتحر تلك الإنسانة وأنه كلما استغرق في التفكير كلما استبعد عملية الإنتحار ..
في عام 2005 وبعد الإنتشار الشعبي الملحوظ لحركة "كفاية" كان على صفوت الشريف أن يقدم الولاء لسيده لضمان استمراره ، فهو يعرف ما كان يقوم به في الاصل وعليه أن ينافق أكثر من أي شخص آخر من أجل ضمان بقائه ، فقدم اقتراح على جمال مبارك إنشاء حركة مضادة لحركة "كفاية" تسمى "الإستمرار من أجل الإزدهار" على أن يقود تلك الحركة الفنانون والرياضيون الدائرون في فلك النظام الفاسد ، وقد رُفض الاقتراح فعاد إلى أدراجه محبطا حيث كان يظن أنه بذلك يضمن عدم الغدر به من
تقف قصة مغدورة لندن وراء الرفض المتكرر للمشير عبد الحليم أبو غزالة بالخروج للعلاج في الخارج بالرغم من تدخل الكثير من الرؤساء والملوك العرب .. لقد رفض الطاغية الفاسد خروج المشير وهو في كامل صحته في تسعينات القرن الماضي للعمل في جيش أكثر من دولة عربية، وهاهو يرفض أيضا في السنوات الثلاث الأخيرة من حياة المشير رغم ألمه الشديد من المرض الخبيث ..
كان المشير – رحمه الله – يعلم بتفاصيل قتل المغدورة في لندن وتفاصيل أخرى عن حياة مبارك في وظيفته التي لم يكن يحلم بها، وكان الطاغية يخشى من خروج تلك الحقائق كرد ثأري من المشير على ما نشرته أجهزة إعلامه الموجهة في شتاء 1992 عن علاقة المشير بسيدة تدعى لوسي آرتين لتشويه سمعته ، كعادته دائما مع كل من يحظى بقبول ورضى الشعب ..
( صرح المهندس حسب الله الكفراوي عدة مرات في الماضي – وكأن آخرها منذ شهرين – بأن المشير أقسم له على كتاب الله بأنه لم يكن على علاقة بالسيدة لوسي آرتين أو بأي سيدة غير زوجته السيدة أشجان ) ..
وصرح شادي بلان محرر الشؤون الفنية في التليفزيون الإسرائيلي، أن صفوت الشريف متورط في اغتيال سعاد حسني بلندن، وقال بلان ذو الأصول العربية أن الشريف تورط في الإعداد للجريمة بعد أن علم بنيتها كتابة مذكراتها والكشف عن الدور السري، الذي قامت به في العمل مع جهاز المخابرات المصري خلال الستينيات من القرن الماضي.
وأما التليفزيون الإسرائيلي فقد أبرز القرار الأخير للمستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام بإعادة فتح باب التحقيق في مقتل سعاد حسني ، وزعم التليفزيون من خلال تقرير نشره موقعه على شبكة الأنترنت أن خطورة وحساسية هذا القرار تنبع من تردد شائعات تزعم تورط الشريف في هذه العملية.
وفي سياق متصل أشارت إذاعة صوت إسرائيل في تقرير لها إلى أن أهمية هذه التحقيقات تنبع من الكشف عما أسمته بالكثير من الأدوار السرية، التي قام بها في الماضي الكثير من الفنانين عندما عملوا مع الأجهزة الأمنية و الإستخباراتية المصرية، قائلة: إن الكثير من هؤلاء الفنانين كان يوكل إليهم مهام سرية غير معروفة، تنصب على الإستفادة من شعبيتهم في الشرق الأوسط، لمعرفة المعلومات السرية من القادة والزعماء العرب.
يذكر أن عدد من مواقع الأنترنت نشرت نصوص التحقيقات مع الضابط موافي حول عمليات تجنيد الفنانات المصريات ومنهن سعاد حسني في العمل مع المخابرات .
وصرح البطل المصري ورجل المخابرات السابق أحمد الهوان الذي اشتهر إعلاميا باسم "جمعة الشوان" أن عالم المخابرات مليء بالدسائس وأسهل شيء فيه القتل وسعاد حسني ليست الشخصية الأولى التي تلقى حتفها بهذه الطريقة فقد سبقها الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري في عصر الرئيس المصري محمد أنور السادات وبعدها قتل رجل الأعمال أشرف مروان في عصر حسني مبارك وليس لدي معلومات مؤكدة في هذا الشأن لكن كل شيء وارد ولا أستطيع التحدث عن سعاد أكثر من ذلك أولا لأنها كانت زوجتي في يوم من الأيام وثانيا لأنها غادرت عالمنا ولا يجوز عليها إلا الرحمة.
وعندما سأل عن أن أسرتها نفت مسألة زواجه بها أجاب: سعاد حسني كانت زوجتي لمدة ثمانية أشهر وقد تم ذلك بعقد عرفي أما ما قالته جانجاه شقيقتها فتابعته وموجود عندي ولم أعره اهتمامي فمن أين لها أن تعلم بهذا الزواج وقد تم في السر وبعقد عرفي خاصة وأن سعاد لم يكن أحد من أسرتها وصي عليها أو على قراراتها. وخصوصا أن جانجاه تنفي كذلك زواج سعاد بالعندليب عبد الحليم حافظ والوسط الفني والإعلامي أكدوا على هذا الزواج وخصوصا الصحفي الكبير مفيد فوزي.
وبهذا نقفل موضوع لغز مصرع السندريلا لأنه بهذه المعلومات الجديدة لم يعد لغزا وسنتابع معكم محاكمة عادلة في عصر ثورة 25 يناير تظهر جمالها وبراءتها التي سلبت منها غصب عنها. رحم الله المغدورة ولعن الله الطغاة ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.