قال أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في الكلمة التي افتتح بها الندوة الصحفية التي نظمها المعهد يوم السبت الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى الخطاب الملكي لأجدير وتأسيس المعهد وذلك يوم 17 اكتوبر 2001 إن المعهد حقق مكاسب هامة على المستويات الثقافية والسياسية والحقوقية، حيث سن سياسة ناجعة في مجال التشارك مع مؤسسات السلطة التنفيذية والتشريعية والمؤسسات التعليمية والجامعية والمنظمات غير الحكومية من جمعيات ثقافية وتنموية وحقوقية وكذا مع النخب الثقافية والسياسية. وأضاف أن المعهد انجز منجزات هائلة في مجالات البحث العلمي في حقل اللغة والتعليم والآداب والفنون والتاريخ والبيئة والترجمة والانثروبوجية. وأكد بوكوس أمام الصحافة أن المعهد استطاع تحقيق الكثير من المنجزات بفضل توجيهات مجلس إدارته والعاملين فيه من إداريين وباحثين، حيث تمكن في ظرف خمس سنوات من العمل أن يضطلع بمهام تأسيسية في ظل شروط تتأرجح بين اليسر والعسر حسب الظرفية. وجاء في كلمته أن سيرورة النهوض بالأمازيغية تواجه في بعض المجالات عددا من المعيقات الذاتية والموضوعية خاصة في التعليم والاعلام. وأكد أن تحقيق هذا الهدف لن يتأتى إلا بالوعي والالتزام والتضامن والثبات في صفوف كافة الفاعلين، من جمعويين ومثقفين وسياسيين وحقوقيين، حتى يكون الجميع في مستوى الرهانات والتحديات الراهنة والمستقبلية في سياق دمقرطة الدولة والمؤسسات والمجتمع، واحترام منظومة حقوق الانسان في شموليتها وكليتها عملا بالتوجيهات الملكية، التي أعلنها جلالة الملك في خطاب اجدير التاريخي، والتي تؤكد على أهمية العمق الثقافي والهوياتي في البناء الديمقراطي وفي التنمية الشاملة والمستدامة. واعلنت عائشة ألحيان عضو المجلس الاداري للمعهد بالمناسبة عن اختصاصات اللجن التي احدثها المجلس الاداري، وقالت الحيان إن هذه اللجن هي ثلاثة أنواع، لجنة التعيين والتمثيل تختص بالنظر في اقتراحات العميد المتعلقة بتعيين أعضاء المجلس الجديد، ولجنة الشؤون الثقافية والتربوية والتواصل ولجنة الشؤون الادارية والمالية والميزانية. وأضافت أن هناك لجناً أخرى متخصصة منها لجنة التعليم مكلفة بملف التعليم ولجنة الاعلام ولجنة الثقافة المكلفة بجائزة الثقافة الامازيغية ولجنة الانفتاح وتخص العلاقة بين المعهد والجمعيات. وتحدثت عن لجنة العمل الحقوقي، وهي لجنة احدثت في إطار اهتمام المعهد باستحضار البعد الحقوقي، وتهدف الى ربط الاتصال بالهيئات التنفيذية والتشريعية والسياسية قصد تحسيسها وتعبئتها من أجل استيعاب دور المعهد ومهامه ومخططاته من أجل النهوض بالأمازيغية. وهناك لجنة إعداد دفاتر التحملات الخاصة بالدراسات وتتولى إعداد عناصر دفتر التحملات ملائم للقيام بدراسات معمقة لعمل المؤسسة. بالاضافة إلى لجنة اعداد الدورات الاشعاعية السنوية لوضع تصور وبرنامج للمنتديات السنوية حول المواضيع ذات الأولوية للنهوض بالأمازيغية، وتعمل هذه اللجن على أجرأة وتفعيل الاستراتيجية المعتمدة من طرف المجلس الاداري. وعن إدماج الامازيغية في المنظومة التربوية، قالت ألحيان إن الامر لم يكن بالهين، فقد تطلب ذلك مجهودات كبيرة لوضع اللبنات الأساسية لهذا المشروع، وذكرت بالاتفاقية التي ابرمها المعهد مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، وذلك لوضع إطار عام للتعاون بين المؤسستين، ونصت هذه الاتفاقية على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة العملية. وقام المعهد بتنسيق مع الوزارة بوضع «منهاج اللغة الأمازيغية في التعليم» والذي يضم التوجهات الكبرى لتعليم الامازيغية باعتبارها لغة جميع المغاربة، وفي هذا الاطار عمل المعهد على تنميط اللغة وتقعيد حرف تيفيناغ وتم الاعتراف به دوليا سنة 2004 من طرف المعهد الدولي لمعيرة الخطوط ISO. وقام المعهد بمعيرة اللغة الامازيغية حتى تستوعب فروعها الثلاثة ، وعمل على إعداد الكتب المدرسية والحوامل الديداكتيكية والمصوغات والمعاجم المختلفة. ورغم هذه المنجزات كان بالامكان تحقيق أكثر من ذلك لولا الصعوبات والمشاكل التي حالت دون ذلك، المتمثلة أساسا في قلة الموارد البشرية، وعدم التزام أغلب الأكاديميات بمقتضيات المذكرة 133، وقلة دورات التكوين وسوء توزيع الكتاب المدرسي، وكذلك غياب التدبير والتتبع، حيث لم تشكل أغلب الخلايا الجهوية والاقليمية التي تنص عليها المذكرتان 130 ، 133 ، خاصة وأن دورها مهم في القيام بالعمليات الإحصائية وتنظيم الدورات التكوينية، وكذلك رفع التقارير للوزارة عن واقع تدريس الأمازيغية. وكما أن هناك تغييب الأمازيغية في البرنامج الاستعجالي، فإن ألحيان أشارت الى غياب الكتاب المدرسي للأمازيغية من حملة توزيع المليون محفظة بالرغم من توفره لجميع مستويات التعليم الابتدائي ولهذا سينخرط المعهد بتنسيق مع الوزارة في توزيع 14000 محفظة تتضمن المقررات المدرسية الامازيغية في 120 مدرسة في الجماعات القروية الأكثر فقرا. وفي مجال الاعلام السمعي البصري، قام المعهد بتوقيع اتفاقية إطار شراكة مع وزارة الاتصال وتم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة عملية تعزيز حضور الامازيغية في الاعلام السمعي البصري عموما. ونتيجة ذلك تم رفع ساعات بث الاذاعة الامازيغية المركزية الى 16 ساعة والعمل جار لرفع البث الى 24 ساعة، وتحسين أداء النشرة بالأمازيغية في القناة الثانية 2M ، إضافة الى إنتاج العديد من البرامج الأمازيغية بالنسبة للقناتين. كما أن مجهودات اللجنة المشتركة بين المعهد ووزارة الاتصال، اسفرت عن قرار إنشاء قناة تلفزية أمازيغية وكلفت لجنة تقنية لدراسة الجوانب التقنية والمالكة وتحديد الملامح العامة للقناة. وقد رصدت لها ميزانية قدرت ب 165مليون درهم كما تم التوقيع على دفتر تحملاتها.