بتعاون بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الإقليمي لمدينة خنيفرة وجمعية تخليد ذكرى خطاب أجدير والمجلس البلدي لمدينة خنيفرة والجماعة القروية لأكلمام، وبدعم من اللجنة الوطنية لتخليد ذكرى خطاب أجدير، نظم يومي الجمعة والسبت 17 و18 أكتوبر 2003 بمدينة خنيفرة ملتقى أجدير .2003 وقد كان هذا اللقاء مناسبة لاستحضار مغازي ودلالات وعبر خطاب أجدير بتاريخ 17 أكتوبر ,2001 الذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس عن وضع الطابع الشريف على الظهير المنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وفي الجلسة الافتتاحية أكدت كلمات المتدخلين على الدلالة الرمزية لمنطقة أجدير، التي كان زارها جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله بعيد الاستقلال، كما تميزت الجلسة بكلمة ممثل الإسيسكو الذي حيا المغرب والمغاربة على الجمع بين الخصوصية المحلية والهوية الإسلامية، واعتبر المغرب بلدا ينعم بالتنوع ويدعم وحدة الأمة الإسلامية ويغني تجاربها، واستعرض في حديثه قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وهي آية رأى ممثل الإيسيسكو أنها تنطبق على المغاربة وبلدهم لما يعرفه من التنوع والغنى في هويته الحضارية. واعتبر ممثل الإيسيسكو أن تنوع الثقافات والتراث ليس حائلا دون التقدم، في ظل القانون واحترام حقوق المواطنين. كما عرفت هذه التظاهرة أنشطة ثقافية وفكرية وفنية، حيث عقدت ندوة حول دلالات ومغازي خطاب 17 أكتوبر ,2001 وندوة ثانية حول حصيلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وآفاقه عرفت نقاشا حادا وانتقادا لاذعا لأداء المعهد من لدن بعض المتدخلين، وأطرها مديرو المراكز التابعة للمعهد، وعقدت ندوة ثالثة حول الأمازيغية وتحديات الديمقراطية والحداثة، شاركت فيها فعاليات جمعوية وسياسية مختلفة، بالإضافة إلى أمسيات فنية ومعارض ثقافية وتراثية. وقد طغى الارتجال وضعف التنظيم على جل أنشطة الملتقى، مما أثار استياء الكثير من المشاركين والمدعوين ومن بينهم أفراد من الطاقم الصحفي الذي استدعي لمتابعة الملتقى. وعرفت الندوة الأولى مشادات كلامية بين بعض المتدخلين وبعض الحاضرين، وخصوصا عندما صرحت إحدى المتدخلات في الندوة أن الذين قاموا بأحداث 1973 بمولاي بوعزة ليسوا من الأمازيغ في شيء، وأنهم ليسوا وطنيين، مما أثار غضب أحد الحاضرين، فرد عليها أن ليس من حقها نزع الوطنية عن أحد، وأن عليها ألا تقرأ التاريخ بعين واحدة. كما وجه أحد المتدخلين أثناء النقاش خطابا مباشرا إلى عامل الإقليم يستنكر فيه إقدام السلطات المحلية في أجدير حسب قوله على إكراه المواطنين على تحمل التكاليف المادية للاحتفال بذكرى خطاب 17 أكتوبر، وقال إن إشاعة انتشرت في أجدير مفادها أن جلالة الملك سيقوم بزيارة للمنطقة. ورغم أن ملتقى أجدير 2003 خصص للاحتفال بالأمازيغية وبخطاب 17 أكتوبر ,2001 فقد حضرت فيه المدونة الجديدة للأسرة المغربية وخطاب 10 أكتوبر 2003 الذي افتتح به جلالة الملك الدورة التشريعية الحالية، وذلك من خلال تدخلات بعض المشاركين في الندوة الأولى، حيث اعتبر بلعيد بودريس المدونة الجديدة مكسبا للنساء، واعتبرها عبد السلام خلفي ثورة ثانية تنضاف إلى ثورة 17 أكتوبر .2001 وعرف الملتقى أيضا انتقادات قوية من لدن بعض المشاركين لأداء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وكان منهم من تساءل عن جدواه، وذهب بعضهم إلى حد اعتباره مؤسسة غير مجدية ولا تخدم مصالح الأمازيغية. كما ألمح أحد المتدخلين إلى رفض وزير الثقافة محمد الأشعري دعم مهرجان الثقافة الأمازيغية بخنيفرة الذي ينظم سنويا، واعتذر ذلك ضربا للأمازيغية في الصميم. محمد أعماري