كتب سايمون جنكينز في تعليق بصحيفة «ذي غارديان» أن أسامة بن لادن مات ، لكن القاعدة لم تمت وكذلك قضيتها. وقال إن عشر سنوات من الحرب على الإرهاب دمرت أفغانستان ، وإن كل ما يريده شعبها هو السلام، فهل سيتحقق لهم أخيرا؟ وقال الكاتب إن فرحة أميركا وسعادتها بموت بن لادن، أمر مفهوم ، لكن هذه الفرضية يجب أن تخضع للاختبار الآن ، وهي ما إذا كانت الفكرة أكثر فعالية عندما يموت مبتدعها لأجلها من أن يكون حيا. فإن مقتل بن لادن يزيحه من الوجود لكنه لا يزيل القاعدة أو قضيتها. ولن يضع موته نهاية لحقه في الجهاد. لذا يجب أن نفترض أن تكون هناك نوبة غاضبة من الثأر من الذين هم على استعداد للموت تخليدا لاسمه. وأضاف أن التحدي الآن ليس للعالم الإسلامي ولكن للغرب. فهل يمكن وقف عقارب الساعة على حروب 11/9؟ وهل الاشتياق للانتقام الذي غذى حرب أميركا طوال عشر سنوات ضد الأعداء الضعفاء ، سيخف أخيرا؟ وأشار الكاتب إلى أن هستيريا الانتقام كانت طاغية ، وكانت طبول الحرب تصم الآذان، ومات بسبب الحرب عشرات آلاف الأفغانيين وما زالوا يموتون انتقاما من بن لادن. وكانت الحكومتان الأميركية والبريطانية مسلوبتي العقل بسبب الإرهاب لدرجة أنهما أقنعتا نفسيهما بتهديد جديد ووهمي من دولة إسلامية ليس لها في الأمر ناقة ولا جمل ، وهي العراق. ورغم ذلك مات آلاف المسلمين وأنفقت مليارات الدولارات على العملية. وقال الكاتب إن فكرة أن الشعب الأفغاني يستطيع أن يختار بعقلانية بين الغرب وطالبان، مجرد هراء. فإن كل ما يريده هو السلام ، وكل ما جلبه له الغرب هو الحرب. ولذلك فإن الأمر سيستغرق عقودا كي تلتئم الجروح ولن تلتئم بأسلحة الغرب.