الزائر لمدينة الدارالبيضاء يلاحظ للوهلة الأولى في الأماكن التي توجد فيها الإنارة العمومية ، التنوع الكبير لأعمدة المصابيح الضوئية و لهذه الأخيرة بشكل يثير الاستغراب ، فباستثناء الأعمدة التي توجد في الأحياء الراقية باقي الأعمدة سيئة الحظ التي توجد في باقي الأحياء و الشوارع و الأزقة و الساحات، داخل المدينة أو في منطقة الشاطئ أو داخل الحدائق و الساحات الخضراء،حالة الأعمدة بصفة عامةتبرز الفوضى في تسيير هذا القطاع المهم بالنسبة للمواطنين. فبالإضافة إلى الاختلاف في لون العمود و كمية الأوساخ العالقة به و طوله و عرضه و الكيفية التي نصب بها ، عدد من الأعمدة مهددة بالسقوط أو أسلاكها غير مستورة و عدد أخر داسته أو اصطدمت به عربة معينة و لم يتفضل المسؤولون بتغيير العمود وهذا المنظر العام للأعمدة بمدينة الدارالبيضاء دليل على عدم قدرة مجلس المدينة و المؤسسة المفوضة بجعة الإنارة العمومية تساعد المواطن على التقليل من درجة سخطه على جودة خدمات المجلس و مؤسسة ليدك المفوض لها المفرود عليهما إعادة النظر في الأعمدة و المصابيح من جميع النواحي وإعطاء الأهمية الكبرى لتأثير وضعية الأعمدة و المصابيح على استهلاك الطاقة و جمالية المجال و تلويثه بسبب لون النور المنبعث من المصابيح و عدم تنسيقه مع لون البنايات و المكان الموجود فيه المصباح. الإنارة العمومية بالدارالبيضاء تعاني من غياب المراقبة و التتبع ،حيث أطلق العنان لمن يهمهم الأمر لعدم المساءلة و كأن الإنارة العمومية شيء ثانوي و لا داعي لتضيع الوقت فيها من اجل الاجتهاد و الابتكار فيها خدمة للرفع من جودتها. إن الأمر أبعد من ذلك بكثير، فالإنارة العمومية تؤدي دورا كبيرا في المجتمع ابتداء من مساء اليوم إلى صباح اليوم الموالي،فهي تساهم في دعم رجال الأمن طيلة اشتغالها و توضيح الرؤية و تنقل المشتغلين بالليل و جمالية المجال. فإلى متي سيظل هذا القطاع مهملا من طرف لجن المجلس و دوي الضمائر الحية؟ فأي تناسق في تصميم وتوزيع الأعمدة على مختلف إحياء الدارالبيضاء و توحيد صباغتها و تنظيفها و تغيير المصابيح في وقتها و توحيد شكلها و لونها و لون إنارتها و خلق جهاز مستقل خاص بالإنارة العمومية ، سيساهم كله في إعطاء مدينة الدارالبيضاء جمالية جديدة و أضواء لطيفة مع المواطنين و ليس كالأضواء الحالية التي تلوث المجال بصفة عامة. ابواسامة