أكدت الولاياتالمتحدة أنها تدرس كل الخيارات لمساندة المعارضة في ليبيا، في حين أعلنت بريطانيا وصول وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا إليها، بعد أن قدم استقالته معلنا رفضه تمثيل العقيد الليبي معمر القذافي على المستوى الدولي. التأكيد الأميركي جاء على لسان مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، التي قالت إن بلادها تدرس كل الخيارات لمساندة المعارضة في ليبيا. وأوضحت رايس أن الإدارة الأميركية لم تتخذ أي قرار بعد بشأن تسليح الثوار، غير أنها أوضحت أن هذا الخيار ليس مستبعدا، وأضافت "ندرس كل أشكال المساعدات لتقديمها إلى المعارضة ، ومنها الإنسانية التي نؤمنها الآن، وخيار الدعم السياسي وغيره". وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا في وقت سابق أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أميركي سري لقوات المعارضة الليبية التي تسعى للإطاحة بالقذافي. كما أكدت رايس أنه لا يمكن قبول وزير خارجية نيكاراغوا السابق، ميغيل ديسكوتو بروكمان، مندوبا لليبيا في الأممالمتحدة. وفسرت رايس هذا الرفض بسبب دخول بروكمان للولايات المتحدة بتأشيرة سياحية. وكان القذافي قد قرر تعيين بروكمان ممثلا لبلاده لدى المنظمة الدولية بعد انشقاق المندوب الليبي عبد الرحمن شلقم، وفشل علي عبد السلام التريكي -الذي تم تعيينه خلفا لشلقم- في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. يذكر أن بروكمان شغل منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بين عامي 2008 و2009. وفي تطورللأحداث ، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا ، استقال من الحكومة الليبية لدى وصوله إلى لندن . وأكدت أن كوسا لم يعد راغبا في تمثيل حكومة القذافي على المستوى الدولي. وأوضحت الحكومة البريطانية أن كوسا سافر إلى المملكة المتحدة بمحض إرادته، ويقول إنه استقال من منصبه، مشيرة إلى أنها تشجع المحيطين بالقذافي على التخلي عنه. وقد وصف وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو، استقالة كوسا بأنها الصفعة الأقوى التي تلقاها القذافي منذ بداية الأزمة في بلاده في السابع عشر من الشهر الماض. وكان نعمان بن عثمان -وهو صديق لكوسا ومحلل كبير في مركز كويليام البريطاني للبحوث- قال لرويترز قبل ذلك، إن الوزير وصل إلى بريطانيا الأربعاءالأخير طلبا للجوء السياسي بعد أن ترك الحكومة احتجاجا على الهجمات التي تشنها قوات القذافي على المدنيين. وأضاف عثمان أن كوسا انشق على النظام، وتابع "لم يكن سعيدا بالمرة، فهو لا يؤيد هجمات الحكومة على المدنيين". وقال إنه يسعى للجوء في بريطانيا ويأمل أن يلقى معاملة حسنة. أما الحكومة الليبية فقد نفت انشقاق كوسا، وأكدت أنه سافر للخارج في مهمة دبلوماسية. يشار إلى أن كوسا غير مدرج على قائمة الشخصيات الليبية الممنوعة من السفر بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي. ويعد كوسا من المسؤولين الأساسيين في نظام العقيد الليبي معمر القذافي، وقام بدور أساسي في صياغة التحول في سياسة ليبيا الخارجية الذي أعاد البلاد إلى صفوف المجتمع الدولي بعد أن ظلت سنوات خاضعة لعقوبات دولية. ويأتي وصول كوسا للندن بعد يوم من إعلان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ ، قرار لندن طرد خمسة دبلوماسيين ليبيين "احتجاجا على تصرفات الحكومة الليبية، ولأنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي". وأوضحت المتحدثة باسم رئيس الوزراء ديفد كاميرون، إنه تم منح الدبلوماسيين سبعة أيام لمغادرة البلاد، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين كانوا من بين أقوى المؤيدين للزعيم الليبي معمر القذافي في السفارة. وأكدت أنهم كانوا يمارسون ضغوطا على الطلبة الليبيين والمعارضة الليبية في بريطانيا. من ناحية أخرى، قالت أوغندا إنه إذا تقدم إليها القذافي بطلب حق اللجوء ، فإنها ستدرس ذلك "مثلما تفعل مع أي شخص يتقدم بمثل هذا الطلب". ونفى وزير الدولة للشؤون الخارجية ، هنري أوكيلو أوريم ، وجود مثل هذا الطلب حاليا، وقال لرويترز "هذه شائعات، كنت أحضر اجتماعا وزاريا شارك فيه كل الوزراء، نعم ناقشنا القضية الليبية، ولكن لم نناقش أي شيء عن حق اللجوء، ولكن إذا تقدم القذافي بطلب حق اللجوء لأوغندا ، فسندرس الطلب مثلما نفعل مع كل من يسعون إلى اللجوء للبلاد".