كتائب القذافي تستعيد مدنا بالشرق الليبي وأنباء عن وجود عناصر حزب الله والقاعدة في صفوف الثوار واشنطن لا تستبعد تسليح «المتمردين» استعادت قوات العقيد معمر القذافي صباح أمس الأربعاء السيطرة على راس لانوف (شرق)، وذلك بعد أيام من سيطرة الثوار عليها، وأرغمتهم على الفرار من هذا المصب النفطي الاستراتيجي والعودة أدراجهم شرقا، كما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس من ميدان المعركة. وسيطرت قوات القذافي مجددا على هذه المدينة ظهرا فيما انتاب الذعر الثوار الذين كانوا يحاولون التراجع نحو مدينة البريقة التي ما زالوا يسيطرون عليها. وكانت راس لانوف سقطت في 27 مارس في أيدي الثوار الذين تمكنت قوات النظام من وقف تقدمهم في الأيام الماضية. وتقع راس لانوف على بعد 370 كلم غرب بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، وعلى بعد 210 كلم من اجدابيا المدينة الاستراتيجية التي سقطت في 26 مارس في أيدي الثوار. المؤتمر الدولي حول ليبيا اختتم المؤتمر الدولي بشأن مستقبل ليبيا في لندن أول أمس الثلاثاء أعماله بدعوة العقيد الليبي معمر القذافي للتنحي، والتأكيد على حق الليبيين في تقرير مستقبلهم، وتعهد بمواصلة العمل العسكري ضد قوات القذافي إلى أن يذعن لقرار مجلس الأمن الدولي بحماية المدنيين. كما اتفقت القوى العالمية في المؤتمر الذي ضم 40 حكومة ومنظمة دولية واستمر يوما واحدا في لندن على تشكيل مجموعة اتصال لتنسيق الجهود السياسية وتولي أمور القيادة والتوجيه السياسي العام وتنسيق الجهود الدولية في لبيبا، وستعقد أول اجتماع لها في قطر قريبا. وأيدت هذه القوى عرضا من الحكومة القطرية لبيع نفط يتم إنتاجه في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في ليبيا لدفع تكاليف الاحتياجات الإنسانية. ودعا المؤتمر في بيانه الختامي إلى بدء عملية سياسية يشارك فيها المجلس الوطني الانتقالي وزعماء القبائل، كما أكد دعم العمليات العسكرية لتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بفرض منطقة حظر جوي ومنع صادرات السلاح إلى النظام الليبي وحماية المدنيين. كما شددوا على التنفيذ التام للعقوبات الدولية على النظام الدولي، وهددوا بعقوبات إضافية ضد الأفراد والمؤسسات القريبة من النظام الليبي. وأكد المؤتمرون في البيان الختامي أن العقيد معمر القذافي ونظامه قد فقدا الشرعية تماما، وشددوا على حق الشعب الليبي وحده في تقرير مستقبله. ودعوا إلى بدء عملية سياسية لتحول ديمقراطي يشارك فيها المجلس الوطني الانتقالي وزعماء القبائل والمسؤولون المستعدون للانضمام إليهم. وطالب البيان المجتمع الدولي بدعم هذه العملية والعمل مع مبعوث الأممالمتحدة، وأكد أهمية دور الأطراف الإقليمية. دعوة قطرية حث رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني العقيد الليبي معمر القذافي على التنحي حقنا للدماء، وقال إنه ربما تكون أمام القذافي بضعة أيام فقط للتفاوض بشأن الخروج. وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحفي عقب المؤتمر»نحث القذافي والمحيطين به على الرحيل وعدم التسبب في إراقة مزيد من الدماء، وأعتقد أن هذا هو الحل الوحيد لتسوية هذه المشكلة بأسرع ما يمكن». وأضاف «في الوقت الحالي لا نرى أي مؤشر على ذلك، لكن هذا الأمل الذي نقدمه الآن قد لا يكون مطروحا على الطاولة بعد أيام قليلة. أنا لا أحذر أي أحدا هنا، لكنني أحاول أن أوقف إراقة الدماء بأسرع ما يمكن». ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مؤتمر صحفي إنه بينما لا تشارك بريطانيا في جهود اختيار جهة يذهب إليها القذافي فإن الدول الأخرى لها الحرية في أن تفعل ذلك. واتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون -في كلمة افتتح بها المؤتمر- مؤيدي القذافي بشن «هجمات إجرامية» على مدينة مصراتة ثالثة المدن الليبية الكبرى. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الضربات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الغربي على ليبيا يجب أن تستمر إلى أن يذعن القذافي تماما لمطالب الأممالمتحدة بوقف العنف ضد المدنيين وسحب قواته. وأضافت كلينتون -متحدثة أمام المؤتمر الدولي بشأن ليبيا- «يتحتم علينا جميعا أن نستمر في تكثيف الضغوط وتعميق عزلة نظام القذافي من خلال انتهاج وسائل أخرى أيضا، ويشمل هذا جبهة موحدة من الضغوط السياسية والدبلوماسية التي توضح للقذافي أنه يتعين عليه أن يرحل». واشنطن تلمح إلى تسليح الثوار وقالت كلينتون إنها ناقشت سبل تقديم مساعدة مالية للمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا لكن إمكانية إمداده بالسلاح لم تناقش. من جهتها، قالت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة لمحطة سي بي أس الأميركية الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تستبعد تسليح الثوار الليبية، وإن كان مثل هذا القرار لم يتخذ بعد. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أول أمس الثلاثاء إن بلاده مستعدة لمناقشة مسألة تسليح الثوار الليبية مع شركائها في الائتلاف، على الرغم من أن ذلك ليس ضمن تفويض الأممالمتحدة. روما: تسليح الثوار الليبيين سيؤدي حتما إلى انقسام الأسرة الدولية من جهة ثانية أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالي ماوريتسيو ماساري أمس الأربعاء رفض روما لفكرة تسليح الثوار الليبيين، معتبرا أن هذا الإجراء في حال حصوله سيؤدي حتما إلى «انقسام الأسرة الدولية». وصرح ماساري لاذاعة «راديوانتشيو» أن «تسليح الثوار سيكون إجراء مثيرا للجدل، إجراء متطرفا سيؤدي حتما إلى انقسام الأسرة الدولية». وأثيرت مسألة تسليح الثوار لإرغام نظام معمر القذافي على «الرحيل» خلال اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الثلاثاء في لندن. وكانت فرنسا أعربت على لسان وزير خارجيتها الان جوبيه عن استعدادها للتباحث مع حلفائها في تقديم مساعدة عسكرية للثوار، ولو أنها أقرت في الوقت نفسه أن قرارات الأممالمتحدة الأخيرة لا تنص على ذلك. حزب الله والقاعدة في صفوف الثوار وعلى صعيد متصل، قال القائد الأعلى للقوات الأطلسية والأميركية في أوروبا الأميرال جيمس ستافريدس إن معلومات المخابرات الواردة من داخل الثوار التي تقاتل قوات القذافي أظهرت «دلائل» على وجود تنظيم القاعدة أو حزب الله، إلا أنه لم تتضح بعد صورة تفصيلية للمعارضة الليبية الناشئة. وقال ستافريدس -في إفادة له أمام مجلس الشيوخ الأميركي- «ندرس بعناية بالغة المحتوى والبنية والشخصيات من قادة هذه القوات المعارضة». وأضاف أنه بينما يبدو أن قيادة الثوار مؤلفة من «رجال ونساء يتحلون بالمسؤولية ويقاتلون القذافي، فقد رأينا دلائل في معلومات المخابرات على احتمال وجود القاعدة أو حزب الله، لكن ليس لدي في هذه المرحلة أي تفاصيل كافية تدفعني للقول بأن هناك وجودا ملموسا للقاعدة». وكان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا تعهد في بيان قبيل بدء مؤتمر لندن بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لضمان التحول إلى الديمقراطية بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. وجاء في بيان للمجلس من ثماني نقاط إن الاقتصاد الليبي سيتم توظيفه لمصلحة كل الليبيين، وقال أيضا إنه سيعد مسودة دستور وطني يسمح بتشكيل أحزاب سياسية ونقابات عمالية. وتشمل تعهداته أن يكفل لكل مواطن ليبي بلغ السن القانونية حق التصويت في انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية حرة ونزيهة وحق الترشح لتولي السلطة. مبعوثان وقالت الولاياتالمتحدة الثلاثاء إنها عينت الدبلوماسي المخضرم كريس ستيفنز مبعوثا لدى المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي وإنه سيتوجه إلى هناك في وقت قريب. ومن جهته قال مصدر دبلوماسي الثلاثاء إن فرنسا أرسلت مبعوثا خاصا إلى مدينة بنغازي للاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا. وقال المصدر «أرسلت فرنسا مبعوثا خاصا هو الآن موجود في الميدان»، مضيفا أن المبعوث هو الدبلوماسي أنطوان سيفان، وسيكون دوره إقامة علاقات مع المقاومة في الميدان. القذافي يعين سفيرا من نيكاراغوا في الأممالمتحدة أعلنت المتحدثة باسم الرئاسة في نيكاراغوا أول أمس الثلاثاء أن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي عين احد المقربين من الرئيس النيكاراغوي دانيال اورتيغا ممثلا له في الاممالمتحدة بعد انشقاق سفيره بسبب الانتفاضة في ليبيا. وقالت روزاريو مورييو زوجة الرئيس والناطقة باسمه إن ميغيل ديسكوتو الدبلوماسي ومستشار الرئيس اورتيغا للشؤون الدولية «سمح له» بالتحدث باسم ليبيا في الأممالمتحدة. وأضافت أن ليبيا معمر القذافي اتخذت هذا القرار لأنها على قناعة بان الولاياتالمتحدة لن تمنح السفير الجديد الذي عينته لدى الأممالمتحدة علي التريكي وزير الخارجية السابق، تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة. ومقعد ليبيا في الأممالمتحدة شاغر منذ انشقاق محمد شلقم عن نظام القذافي عند بدء قمع الثوار في بلاده. وقالت المتحدثة في نيكاراغوا إن السلطات الليبية وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تخول فيها ميغيل ديسكوتو الموجود حاليا في نيويورك، بتمثيل المصالح الليبية. وتابعت أن ميغيل ديسكوتو تلقى تعليمات من الرئيس اورتيغا «بقبول هذا التعيين» لمساعدة ليبيا على الدفاع عن حقها في حل مشاكلها الداخلية بدون تدخل أجنبي. وبحسب ماناغوا فان علي التريكي لم يمنح تأشيرة دخول للتوجه إلى نيويورك. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية الجمعة الماضي إن ليس لديه «أي معلومات» حول تأشيرة الدخول هذه موضحا أن العلاقات مع السفارة الليبية في الولاياتالمتحدة «جمدت». أوباما: القذافي سيرحل في نهاية المطاف قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه واثق من أن العقيد الليبي معمر القذافي سيرحل في نهاية المطاف عن السلطة، ولم يستبعد أن تسلح الولاياتالمتحدة الثوار الليبيين الساعين لإسقاطه، لكنه شدد في تصريحات أخرى على أن بلاده لن تكرر الأخطاء التي ارتكبتها في حربها على العراق. وأضاف أوباما -في مقابلة مع شبكة «أن بي سي»- أن هدف قوات التحالف هو ممارسة ضغط مستمر على القذافي لحمله على التنحي في نهاية المطاف. وبحسب الرئيس الأميركي فإن «الضغط العسكري» والعقوبات الدولية «أضعفا إلى حد بعيد» العقيد الليبي، وتابع «هو ليست له سيطرة على معظم ليبيا في هذه المرحلة»، لكنه لم يلاحظ سعيا من جانب القذافي «حتى الآن» للتفاوض على خروجه من ليبيا. ولم يستبعد أوباما إمداد الثوار في ليبيا بمعدات عسكرية، قائلا «هذا شيء لا أؤكده ولا أستبعده»، مشيرا إلى أنه وافق بالفعل على تقديم مساعدات للثوار «غير مميتة»، مثل معدات للاتصالات وإمدادات طبية ومساعدات أخرى. وتابع «سندرس كافة الخيارات لتقديم الدعم للشعب الليبي حتى يمكننا الانتقال نحو ليبيا أكثر سلاما وأكثر استقرارا». وذكر أوباما أن استخدام القوة العسكرية في ليبيا ليس إشارة إلى أن واشنطن ستعتمد هذا النوع من السياسات في صراعات أخرى. فتح تحقيق في قضية إيمان العبيدي واصلت النيابة العامة الليبية التحقيق في اتهام امرأة عناصر من أنصار النظام الليبي باغتصابها، إلا أن هؤلاء العناصر قرروا ملاحقتها قضائيا بتهمة «نشر الأكاذيب»، على ما أعلن متحدث رسمي الثلاثاء واصفا الاتهامات بأنها «أمر خطير جدا». ودخلت ايمان العبيدي السبت فندق ريكسوس في طرابلس مستغيثة بالصحافيين الأجانب الذين يمكثون هناك. وكشفت عن كدمات وندوب على فخذيها مؤكدة أنها تعرضت للتعذيب والاغتصاب من قبل عناصر من أتباع النظام، قبل أن يقتادها عناصر الأمن. وصرح المتحدث باسم السلطات الليبية موسى إبراهيم «قدمت أسماء أشخاص اتهمتهم باغتصابها. ورفع هؤلاء شكوى ضدها بتهمة التشهير ونشر الأكاذيب». وأضاف أن النيابة العامة «ما زالت تحقق في القضية» مشيرا إلى أن الشابة طليقة «بانتظار نتيجة التحقيق». وقال «إن اتهام احد بجريمة جنسية في مجتمع محافظ كمجتمعنا أمر خطير». وسبق أن أكد إبراهيم الاثنين أن النيابة استجوبت العبيدي «حول ظروف القضية. إنها قضية جنائية وليست سياسية». وروت الشابة وسط الدموع للصحافيين كيف تم تعذيبها واغتصابها «تكرارا» من طرف «كتائب القذافي». وقالت إنها أوقفت على حاجز في طرابلس لأنها منحدرة من بنغازي معقل الثوار شرقا. وقالت «أوثقوا يدي واستغلوني طوال ثلاثة أيام» كاشفة عن قروح على معصميها. بعدئذ تم اقتيادها بالقوة في سيارة. وأكد احد عناصر الأمن آنذاك أنها نقلت إلى المستشفى واصفا إياها بأنها «مجنونة» فيما اعتبرها آخر «مخمورة».