ذكرت وكالة فرانس برس أن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي استعادت، صباح أمس الأربعاء، السيطرة على راس لانوف (شرق), بعد أيام من سيطرة الثوار عليها راس لانوف قبل أن تستعيدها قوات القذافي (أ ف ب) بعدما أرغمتهم على الفرار من هذا المصب النفطي الاستراتيجي والعودة أدراجهم شرقا, كما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس من ميدان المعركة. وسيطرت قوات القذافي، مجددا، على هذه المدينة ظهرا فيما انتاب الذعر الثوار، الذين كانوا يحاولون التراجع نحو مدينة البريقة، التي ما زالوا يسيطرون عليها. وكانت راس لانوف سقطت، في 27 مارس الجاري في أيدي الثوار، الذين تمكنت قوات النظام من وقف تقدمهم في الأيام الماضية. وكانت قوات القذافي تقدمت، أول أمس الثلاثاء, مدعومة بقصف من دبابات داخل مصراتة (150 كلم شرق طرابلس)، التي ما تزال عدة قطاعات فيها خاضعة لسيطرة قوات التابعة للثوار. وقال متحدث باسم الثوار، في تصريح لوكالة فرانس برس, الذي طلب عدم الكشف عن هويته, إن "مصراتة في خطر"، مؤكدا أن القوات الموالية للقذافي "تتقدم داخل المدينة والدبابات تقصف عشوائيا". وأضاف أن القوات النظامية لا تسيطر سوى على القسم الشمالي الغربي من المدينة, مضيفا أن "المجزرة، التي جرى تفاديها في بنغازي بفضل تدخل قوات الائتلاف سترتكب في مصراتة". وأشار إلى أنه "خلافا لما حصل في بنغازي, فإن مقاتلات التحالف لم تقصف الدبابات الموجودة داخل المدينة خوفا من وقوع ضحايا بين المدنيين", لافتا إلى أن "الوضع الإنساني كارثي". وكان مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية, أعلن أول أمس الثلاثاء, عن قيام حلف شمال الأطلسي في إطار توليه مسؤولية فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا بأربع طلعات جوية خلال الساعات 24 الماضية. وأوضح المصدر ذاته أن حلف شمال الأطلسي نفذ أربع مهمات سماها "معارك جوية دفاعية", مشيرا في هذا الصدد, إلى أن طائرتين إسبانيتين من طراز "إيف- 18 " نفذت القسم الأول من هذه المهمة, تلتها طائرتان كنديتان من الطراز نفسه. وأكد البنتاغون قيام الحلف في إطار العملية المسماة "فجر الأوديسة", بإطلاق 22 صاروخ "توماهوك" خلال الساعات ال 24 الماضية, بما يرفع العدد الإجمالي لهذه الصواريخ الموجهة، التي أطلقت منذ بدء العمليات إلى 124 . من جهة أخرى، أعلن المؤتمر الدولي المنعقد في لندن, رسميا إنشاء "مجموعة اتصال" سياسية حول ليبيا ستعقد اجتماعها المقبل في قطر. وأوضح البيان الختامي للمؤتمر، الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية، أن المشاركين "اتفقوا في المؤتمر على إنشاء مجموعة اتصال حول ليبيا. ووافقت قطر على استضافة الاجتماع الأول للمجموعة في أقرب وقت ممكن". وتعد قطر والإمارات العربية المتحدة الدولتين العربيتين الوحيدتين، اللتين تشاركان في العمليات العسكرية في ليبيا. وحدد مؤتمر لندن، الذي شاركت فيه 40 دولة ومنظمة, ثلاث مهام لمجموعة الاتصال، هي "ضمان القيادة والتوجيه السياسي الإجمالي للجهود الدولية بتنسيق وثيق مع الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي, وتوفير مساحة مشتركة ضمن المجتمع الدولي للاتصال بالأطراف الليبية" . وأشار البيان إلى أنه بعد اجتماع قطر, ستجري رئاسة المجموعة بالتناوب "بين دول المنطقة وغيرها", مضيفا أن مجلس الحلف الأطلسي المجتمع إلى جانب شركائه في التحالف سيتولى "الإدارة السياسية التنفيذية لعمليات الحلف الأطلسي". ووافق المشاركون على اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون، الذي حضر المؤتمر "بإدارة تنسيق المساعدات الإنسانية والتخطيط للدعم على المدى الطويل". وجدد المشاركون "التزامهم الحازم بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية", ووعدوا بتشديد العقوبات ضد القذافي، "الذي لا يمكنه أن يهاجم المدنيين دون عقاب". كما جدد المشاركون التأكيد على "مساهمتهم في العمليات العسكرية", مطالبين مجددا "بوقف فوري لإطلاق النار" ووقف "جميع الهجمات على المدنيين وتسهيل تحرك المساعدات الإنسانية".