تضارب الأنباء حول سيطرة كتائب القذافي على رأس لانوف وطبرق ومصراته ليبيا.. لا صوت يعلو فوق صوت السلاح أعلن نظام العقيد معمر القذافي صباح أمس الأحد أنه استعاد السيطرة على مدن رأس لانوف وطبرق في الشرق ومصراتة في الغرب، التي كان يسيطر عليها الثوار. وأعلنت القناة الليبية القريبة من سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي أمس الأحد إن القوات الحكومية سيطرت على مدينتي مصراتة وراس لانوف» المدينة النفطية الاستراتيجية. إلا أن الثوار وصحافيو وكالة فرانس برس في راس لانوف نفوا استعادة قوات القذافي للمدينة. وقال ثوار في المدينة لفرانس برس «لم تحدث معارك في الليل والمدينة تحت سيطرتنا». من جهته، قال صحافي من فرانس برس «نحن عدة صحافيين في فندق عند المدخل الغربي للمدينة ولم نسمع ما يدل على قتال في الليل». وأضافت قناة الليبية نقلا عن مصدر عسكري قوله أن قوات القذافي «في طريقها إلى مدينة بنغازي» معقل الثورة وكبرى مدن الشرق الليبي على بعد ألف كيلومتر عن طرابلس. من جهته، أعلن التلفزيون الليبي الرسمي صباح أمس الأحد «تحرير مدينة طبرق من العصابات الإرهابية». وأعلن التلفزيون الحكومي «تحرير» المدينة الواقعة في أقصى شرق ليبيا ويسيطر عليها الثوار من «العصابات الإرهابية». وتحدثت قناة الليبية عن احتفالات في مدن طرابلس وسبها وسرت بهذا الحدث. وبثت قناة الليبية لقطات «لمظاهر الفرح» من مدينتي سبها (جنوب) وسرت (شرق طرابلس) والساحة الخضراء في مدينة طرابلس. وسُمع إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة صباح أمس الأحد في وسط طرابلس للاحتفال باستعادة ثلاث مدن يسيطر عليها الثوار، كما ذكرت السلطات. ويسمع إطلاق النار الذي بدأ في الساعة صباح أمس بينما تجوب سيارات في المدينة وقد أطلقت أبواقها. وأعلنت قناة الليبية القريبة من نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي والتلفزيون الرسمي أن القوات الموالية للعقيد القذافي سيطرت على مدن رأس لانوف ومصراتة وطبرق وفي طريقها إلى بنغازي شرق ليبيا. لكن الثوار نفوا هذه المعلومات. وقال جندي لوكالة فرانس برس «انه رصاص فرح لاننا نحارب القاعدة. لقد انتصرنا ورحلت القاعدة». وفي اليوم التاسع عشر من الثورة تسيطر المعارضة الليبية على شرق البلاد وتصدت امس لهجوم مضاد شنته قوات القذافي. القذافي يقبل بلجنة تحقيق لكن بشروط أكد معمر القذافي في مقابلة مع الأسبوعية الفرنسية «لو جورنال دو ديمانش» تأييده لإرسال لجنة تحقيق «من الأممالمتحدة أو الاتحاد الإفريقي» لتقييم الوضع في ليبيا ميدانيا. وحتى الأمس هرب أكثر من 191 ألف شخص من أعمال العنف بينما يتوجه نحو عشرة آلاف نازح إلى الحدود المصرية، حسب الأممالمتحدة. وأعلن مصدر طبي جرح 14 شخصا على الأقل بينهم صحافي فرنسي أصيب في ساقه في بلدة بن جواد التي تبعد مئة كلم شرق سرت مسقط رأس الزعيم الليبي في اشتباك الأحد بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار. وأوضح الطبيب عواد الوكيلي في مستشفى راس لانوف أن 11 جريحا وصلوا إلى المستشفى بينهم صحافي فرنسي. من جانبه أفاد مراسل فرانس برس انه احصى 14 جريحا في هذا الاشتباك الذي وقع صباح أمس الأحد في القرية الصغيرة التي تقع إلى الغرب من راس لانوف النفطية. واستمرت حصيلة الضحايا في الارتفاع وقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وأصيب العشرات بجروح في الهجوم الذي شنته قوات القذافي على مدينة الزاوية حيث رجح مصدر طبي أن يكون عدد القتلى أعلى بكثير. وقال طبيب في احد مستشفيات الزاوية في اتصال هاتفي أجرته معه فرانس برس إن القوات التابعة للقذافي ارتكبت «مجزرة حقيقية» في المدينة الواقعة على مسافة ستين كلم غرب طرابلس والتي تسيطر عليها المعارضة منذ 27 فبراير. وقال الطبيب «الوضع كارثي. لقد قتلوا العديدين. وقتلوا ابنتي» غير انه انهار بالبكاء وقال «لا يمكنني قول أي كلمة أخرى». وكان الطبيب أعلن لفرانس برس في وقت سابق «أمر فظيع ما جرى هذا الصباح في المدينة. المرتزقة كانوا يطلقون النار على كل من يجرؤ على الخروج من منزله بما في ذلك الأطفال»، مشيرا إلى سقوط سبعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى. وأضاف «تعرضنا لهجومين من شرق المدينة وغربها شنتهما كتيبتا خميس (احد أبناء القذافي) وسحبان والان نحن محاصرون من الجانبين». تواصل الاشتباكات كذلك أشارت صحافية تعمل لصالح قناة سكاي نيوز البريطانية إلى أنها شاهدت جمعا من الناس «تعرضوا لإطلاق نار من عسكريين» في الزاوية حيث كانت موجودة. وقالت الكس كراوفرد «لقد سقط العديد من القتلى» لدى محاولة القوات الموالية للقذافي السبت استعادة السيطرة على هذه المدينة، من دون تحديد عدد هؤلاء القتلى. ونقلت سكاي نيوز عن أطباء في الزاوية إشارتهم إلى سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلا و60 جريحا في معارك السبت. وقال احد سكان المدينة لفرانس برس «الدبابات في كل مكان من المدينة وتطلق النار على المنازل. رايت سبعا منها تعبر أمام منزلي وإطلاق القذائف متواصل بدون توقف». وعلى مسافة بضعة كيلومترات من المدينة سمع صحافي في وكالة فرانس برس طلقات نارية ورشقات متقطعة فيما كانت شاحنات مليئة بالجنود والمسلحين الموالين للقذافي تتوجه نحو الزاوية. الجبهة الشرقية تزداد سخونة وعلى الجبهة الشرقية، وصل المتمردون السبت إلى بلدة بن جواد على مسافة مئة كلم من سرت مسقط راس القذافي، وفق ما أفاد صحافيون من فرانس برس. وقال ضابط انضم إلى الثوار لدى بدء الانتفاضة «لقد صددناهم وتراجعوا وراء خط بلدة بن جواد واليوم سنقصفهم حتى يعودوا إلى سرت». وقال مراسل لفرانس برس انه شاهد مجموعات ثوار في بن جواد. وقامت طائرات ليبية بدوريات فوق بن جواد وراس لانوف حيث قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص الجمعة في معارك. وقال جندي انضم إلى الثوار «انطلق سبعة آلاف رجل في الأيام الثلاثة الماضية من بنغازي في اتجاه الجبهة غربا». وأفاد بعض المتمردين عن مفاوضات تجري من اجل دخول سرت بشكل سلمي، غير أن ذلك احتمال غير مرجح نظرا إلى القيمة الرمزية للمدينة. وسأل جندي متقاعد انضم إلى صفوف المعارضة عما إذا كان الثوار سيواصلون تقدمهم نحو سرت فقال أن الأمر يتوقف على إمكانية الحصول على تعزيزات إضافية وعلى الظروف الجوية. وقد هبت عاصفة رملية السبت في راس لانوف حدت إلى حد كبير من انقشاع الرؤية. ونفت طرابلس أن تكون المعارضة سيطرت على راس لانوف غير أن صحافيا في فرانس برس شاهد مساء الجمعة ثوارا متمركزين خارج مجمع عمليات الخروج النفطي وعند مركز للشرطة وعلى مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش في هذا المرفا النفطي الإستراتيجية الواقع على مسافة حوالي 150 كلم شرق سرت. كما أعلن الثوار السبت إسقاط طائرة لقوات القذافي قرب راس لانوف وقتل الطيارين وفق ما اظهر شريط فيديو شاهده صحافي في فرانس برس. من جهة أخرى قتل حوالي ثلاثين شخصا وأصيب العشرات بجروح مساء الجمعة في انفجاريين وقعا في مستودع للأسلحة قرب بنغازي معقل حركة الثوار في شرق ليبيا، وقال المسؤول عن مركز الهندسة العسكرية قرب بنغازي إن الفرضية «الأكثر ترجيحا» هي عمل تخريبي من قبل أنصار القذافي. وفي تطور لاحق، أعلن الثوار الليبيون أنهم عادوا من الجبهة بعد معارك مع القوات الموالية لمعمر القذافي أمس الأحد، وأنهم انسحبوا من مدينة بن جواد الواقعة على مسافة مئة كلم شرق سرت والتي أصيب فيها ما لا يقل عن 15 شخصا بجروح. وقال عقيل الفارسي لفرانس برس «لقد انسحبنا من بن جواد». وأضاف «ستكون راس لانوف خطنا الدفاعي. تمكن بعضنا أول أمس (السبت) من الوصول ابعد من بن جواد لكن مسلحين تسللوا (إلى المدينة) ليلا وهم على السطوح». وقال أحد الثوار يدعى جمال رفض كشف اسم عائلته وهو يحمل كلاشنيكوف ايه كاي-47 إن عناصر القذافي مسلحون بشكل أفضل بكثير. وقال الشاب البالغ من العمر 24 عاما والذي تخلى عن دروسه في الولاياتالمتحدة لحمل السلاح في ليبيا «هاجمونا بالأسلحة الثقيلة». وسمع دوي انفجار ضخم الأحد في مدينة راس لانوف النفطية الاستراتيجية شرق ليبيا تلاه إطلاق مضادات جوية، وفق ما أفاد صحافي في فرانس برس في الموقع. ولم يتضح سبب الانفجار لكن القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي كانت شنت غارتين جويتين قبل قليل على المدينة استهدفت الأولى معبرا يسيطر عليه الثوار والثانية معسكرا لهم. وخلفت الغارة الأولى فجوتين في الرمل قطر كل منها متران واحدة على بعد حوالي عشرين مترا من الطريق والأخرى على بعد خمسين مترا من المعبر، وفق ما أفاد صحافيون في فرانس برس وشهود. وقال احد المتمردين عبد الشريف «أطلق صاروخان، وليس هناك ضحايا ولا أضرار».