على إثر الحركة الانتقالية لرجال السلطة المحلية بالإقليم ، ابتليت الملحقة الإدارية بإساكن برجل سلطة خارج التغطية، بحكم مواقفه وقراراته المجحفة في حق الساكنة، وسوء تدبير لهذا المرفق الحيوي بطرق ومقاربات تنتمي إلى العهد البائد، كونه لم يستوعب التوجهات السامية لجلالة الملك في خطاب الدارالبيضاء المتعلق بالمفهوم الجديد للسلطة لمواكبة المستجدات والتغييرات التي عرفتها البلاد على المستوى الاجتماعي والحقوقي في إطار الأوراش الكبرى التي فتحها المغرب الحديث على المستوى الحقوقي على الخصوص. وبعد عملية التطهير للمفسدين من رجال السلطة التي يطلق عليها الثلاثاء الأسود بجوهرة البحر الأبيض المتوسط، استبشر المواطنون خيرا، واعتقدوا أن هذه المبادرة ستضع حدا للممارسات السلطوية المبنية على الابتزاز والتهديد وتلفيق التهم قصد تركيعهم، وبمقاربات مزاجية لا تعير للمرجعيات القانونية اعتبارا، ضدا على التشريعات والقوانين، ودوسا على كرامة المواطن وحقوقه التي يضمنها له الدستور، وفي هذا الإطار فوجئت جماعة إساكن ، بتعيين مسؤول لم يعر أي اهتمام لما حدث ذات ثلاثاء أسود بالإقليم، بعيدا عن سياسة العهد الجديد التي تعتمد على تدبير يقوم بالأساس على خدمة المواطن والانفتاح على همومه وانشغالاته مع ضرورة تطبيق المفهوم الجديد للسلطة والإصغاء إلى هموم المواطنين وجعل تنمية المنطقة والانفتاح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الجريمة من الأولويات بل سار عكس الركب، وتتجلى تجاوزاته الإدارية في التضييق على التنظيمات الحزبية والنقابية، وعلى عموم المواطنين، وخلق مبررات واهية لعدم تسليم الوثائق الإدارية للمواطنين المحتاجين إليها ، إضافة إلى عرقلة أشغال المجلس الجماعي، وفسح المجال أمام الجريمة بكل أنواعها من السكر والدعارة وبيع المخدرات القوية... وأمام هذا الوضع الشاذ تقدمت مجموعة من المواطنين، التي تضررت مصالحهم، أو أهينوا من طرفه، بشكاية إلى السيد الوالي على جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف السيد محمد الحافي متظلمين من التصرفات الهوجاء لهذا المسؤول، وعوض أن يقلع عن هذه الممارسات بعد تقديم الشكاية، كانت ردة فعله أشد تحديا لمسؤوليه الإقليميين والجهويين، ولضوابط المهنة والاحترام للمسؤولين، حيث قال بالحرف: «إذا عندكم أكثر من الوالي، فاشتكوا له» ومن خلال رد فعله هذا، يستشف أنه يتحرك وفق أجندة وإملاءات من بعض الجهات المعادية لحزب الاستقلال، لجعل الجماعة شكلا كاريكاتوريا لمشكل تدبير الشأن المحلي، رغم مصداقية المجلس، وتجانس مكوناته . ومن فتاويه التي تعبر عن أميته المطلقة في التسيير الإداري للمجلس، كونه يصر وبإلحاح على حضور فعاليات اللجنة المالية أثناء إعداد الحساب الإداري، وفي هذا الإطار نحيله على المدونة المتعلقة بتسيير الجماعات حتى يطلع على فصولها ومقتضياتها لمواكبة عمل المجلس بمرجعية قانونية، نأسف على المستوى الذي وصل إليه إطار كان من المفروض أن يكون ملما بمضامين المدونة، لمواكبة مسار العمل الجماعي، وإغنائه والمساهمة في تطويره.. وقد وصل إلى علمنا من مصادر موثوقة أنه رغم قصر مدة تعيينه فقد تورط في أكثر من مخالفة في عدة مجالات وفي هذا الإطار توصلنا بشكاية من السكان على ما يقترفه يوميا من مخالفات تتعلق أساسا بالشطط في استعمال السلطة والإهانات ودوس كرامة المواطنين إن الساكنة أصيبت بإحباط كبير بعد تعيين هذا المسؤول الذي يعاكس الإرادة الملكية في تدبير الشأن الإداري وحسب بعض المصادر العليمة للعلم فإن تنقليه إلى هذا الإقليم تم لاعتبارات تأديبية وانطلاقا من هذا المعطى يتساءل الرأي العام عن دواعي تعيينه بالمنطقة التي عرفت زلزالا في ما بات يعرف بالثلاثاء الأسود أم انه أرسل خصيصا لرد الاعتبار إلى المفسدين الذين طالتهم الأحكام القضائية لتجاوزاتهم وسوء تدبيرهم إن مثل هذه السلوكات تفرز أزمة ثقة لدى المواطن وتخدش صورة البلاد أمام الرأي العام ودعوة المخزن بمفهومه التقليدي إلى تنشيط ممارسات كانت تعتبر إلى حدود حكومة التوافق ضمن الذاكرة المؤلمة والسوداء للمغاربة فهل يعود بها هذا المسؤل إلى السنوات العجاف؟