تدفق أكثر من مائة ألف لاجئ على الحدود الليبية مع تونس ومصر وسط مؤشرات على كارثة إنسانية كبيرة تحيط بالفارين من الأوضاع المتوترة في ليبيا. ونقلت وكالة الأسوشيتد برس للأنباء عن المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، ميليسا فيملينغ ، قولها إن أكثر من 77 ألف لاجئ عبروا الحدود الليبية مع مصر غالبيتهم من المصريين بالإضافة إلى عدد مماثل تقريبا وصل إلى الحدود الليبية مع تونس وسط تقديرات بوجود ما يقارب 30 ألفا آخرين لا يزالون على الجانب الليبي من الحدود مع تونس. وتحدثت فيلمينغ عن وجود العديد من الأجانب العالقين في طرابلس غير القادرين على التحرك، خشية تعرضهم للقتل، مشيرة إلى مخاطر حقيقية تحيط بالعمال الأفارقة في المدن المحررة في الشرق الليبي على خلفية الاشتباه في أنهم من المرتزقة. وفي ظل هذا التدفق الهائل من الأجانب الهاربين على الحدود الليبية شرقا وغربا، حذر خبراء الأممالمتحدة من أن التباطؤ في حل هذه المشكلة قد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية أو أعمال شغب، لا سيما أن معظم الفارين يعانون من نقص هائل في الغذاء. وفي هذا السياق، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن مخزونات الغذاء تنفد مع تعطل القدرة على توفير الإمدادات في ليبيا ، داعيا إلى المسارعة في تقديم مساعدات عاجلة. وأوضح البرنامج ، في بيان رسمي، عزمه على إطلاق عملية طارئة تقدر كلفتها ب39 مليون دولار أميركي لتقديم مساعدات غذائية إلى أكثر من مليوني شخص في ليبيا ومصر وتونس تضرروا من الأوضاع السياسية في ليبيا. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن أكثر من مائة ألف مصري عادوا من ليبيا عبر معبر السلوم ومطار القاهرة، وأن عدد الأجانب الذين دخلوا إلى مصر قادمين من ليبيا بلغ نحو عشرين ألفا. وقد تحول مستشفى السلوم المركزي إلى نقطة إغاثة حيوية لاستقبال الجرحى والمصابين الذين سقطوا خلال قمع المظاهرات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام الليبي. وأكد المدير العام للمستشفى، الدكتور محمد يوسف عبد الخالق، أن المستشفى استقبل خمس وفيات، و64 مصابًا ، منهم 17 إصاباتهم بالغة حولوا إلى مستشفيات جامعة الإسكندرية، بالإضافة إلى 35 إصابة بسيطة تم علاجها. ولا يختلف الوضع في معبر رأس جدير الحدودي مع تونس ، حيث يتواصل تدفق الهاربين من ليبيا ، وأقامت السلطات التونسية مخيما لاستقبال اللاجئين، وتوفير المستلزمات الإنسانية والطبية لهم. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أعلن أن حكومته ستوفر رحلات طارئة لإجلاء ما يصل إلى ستة آلاف شخص تقطعت بهم السبل في تونس، وذلك في إطار المحاولات الرامية لمنع الوضع الإنساني على الحدود مع ليبيا من التحول إلى أزمة إنسانية. كما أعلنت إيطاليا عزمها على إنشاء مخيم للاجئين القادمين من ليبيا إلى تونس تحسبا لاحتمال توجههم إلى الشواطئ الشمالية من البحر المتوسط وسط أنباء عن تراجع السلطات الليبية عن مراقبة الهجرة غير الشرعية. في هذه الأثناء ، توقع تقرير للأمم المتحدة أن يحاول 100 ألف أفريقي عبور حدود ليبيا مع النيجر خلال الأيام القليلة المقبلة وسط معلومات عن استهداف العمال الأفارقة للاشتباه في كونهم مرتزقة استقدمهم القذافي لضرب المعارضة. وقال التقرير، الذي جمعه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن أكثر من 1000 أفريقي عبروا بالفعل إلى النيجر الأسبوع الماضي عن طريق معبر ديركو الحدودي.