تواصل عدة دول تحركاتها لإجلاء رعاياها من ليبيا, وسط مخاوف وتحذيرات من أزمة إنسانية متصاعدة بسبب تداعيات تدهور الموقف الأمني. واستمر تدفق المزيد من الرعايا العرب والأجانب المقيمين في ليبيا على الجنوبالتونسي، هربا من تردي الأوضاع الأمنية في الأراضي الليبية، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 50 ألف شخص يتكدسون حاليا في مخيمات أعدها الجيش التونسي لاستقبال هؤلاء الفارين. ويواجه الفارون من ليبيا ظروفا صعبة لافتقارهم إلى وسائل النقل والخدمات الطبية، في حين يعمل الجيش التونسي جاهدا على توفير أماكن إقامة لهم بانتظار ترحيلهم إلى بلدانهم. ولم تخف السلطات التونسية خشيتها من أن يتحول الوضع في جنوب البلاد عند المعبر الحدودي إلى كارثة إنسانية بسبب النقص المتزايد في الأغطية والخيام والمواد الغذائية. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن مواطنين كثيرين من العراق والسودان والصومال ودول فقيرة أخرى، عالقون في ليبيا، ويحتاجون للمساعدة بسبب افتقارهم إلى موارد للنجاة بأنفسهم. وقد تمكنت دول غنية من إجلاء الآلاف من مواطنيها عن طريق الجو والبحر, في حين تشير تقديرات للمنظمة الدولية للهجرة إلى أن نحو 1.5 مليون من العمال الأجانب الأفارقة والآسيويين موجودون حاليا في ليبيا. في هذه الأثناء, وصلت سفينة حربية مصرية إلى سواحل مدينة جرجيسالتونسية، لإجلاء الرعايا المصريين الذين فروا من ليبيا وظلوا عالقين في جنوبتونس. وتتسع هذه السفينة لنحو 800 شخص، وهي واحدة من أربع بواخر عسكرية مصرية يُنتظر أن تصل تباعا لإجلاء الرعايا المصريين الذين يُقدر عددهم بنحو 22 ألفا كانوا قد دخلوا الأراضي التونسية من نقطة الحدود التونسية الليبية «راس جدير». وأعلنت بكين, عن إرسال أربع طائرات عسكرية لإعادة المواطنين الصينيين الذين لا يزالون عالقين بليبيا، وأوضح مسؤول بوزارة الدفاع الوطني الصينية أن طائرة من طراز «إيل76» أرسلت إلى ليبيا. كما عبرت بارجة تابعة للبحرية الصينية قناة السويس إلى البحر المتوسط, ويتوقع وصولها إلى المياه قبالة ليبيا اليوم الأربعاء ، لتقديم المساعدة والحماية للسفن التي ستجلي المواطنين الصينيين. وقالت الخارجية الصينية إن نحو 29 ألف صيني تم إجلاؤهم من ليبيا حتى الآن.