تبنى مجلس الأمن الدولي، بإجماع أعضائه 15, أمس الأحد, قرارا يقضي بفرض عقوبات على النظام الليبي "لاتهامه بالضلوع في أعمال العنف، التي تجتاح البلاد". ويفرض مجلس الأمن الدولي، بموجب القرار رقم 1970, الذي جرت المصادقة عليه في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد, حظرا على سفر الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد عائلته والمقربين منه إلى جانب تجميد أرصدتهم. كما يقضي القرار برفع جرائم قتل المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية, إذ يعتبر المجلس أن "الهجمات الواسعة والممنهجة ضد المدنيين في ليبيا, يمكن أن تصنف ضمن خانة الجرائم ضد الإنسانية". من جهة أخرى، يتواصل تدفق الآلاف من الأشخاص الفارين من ليبيا, بعد تفاقم الأحداث الدامية فيها, على الأراضي التونسية عبر نقطتي الحدود (رأس جدير والذهبية) في الجنوب التونسي, منهم 7400 وصلوا الجمعة المنصرم. وتقدر مصادر المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الهجرة الدولية عدد الذين وصلوا منذ، يوم الاثنين الماضي، إلى تونس عبر مختلف نقط العبور البرية, ما بين 40 و50 ألف شخص من مختلف الجنسيات, لكن أغلبهم من التونسيين والمصريين. وكانت وزارة الخارجية التونسية ذكرت, أنه جرى إجلاء نحو 24 ألفا من أفراد الجالية التونسية, عبر الحدود التونسية والمصرية, فيما يقدر عدد الجالية التونسية في ليبيا بأكثر من87 ألفا. وتوقعت مصادر منظمة الهجرة الدولية أن يزداد تدفق المهاجرين عبر الحدود البرية لليبيا خلال الأيام القادمة, بمن فيهم الليبيون. وأقامت السلطات التونسية, بتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية, عدة مرافق ميدانية لاستقبال وإسعاف الوافدين ومساعدة الأجانب منهم للتوجه إلى بلدانهم الأصلية. وأعلنت السلطات التونسية عن اتخاذ جملة من الإجراءات اللوجيستية لتأمين عودة آلاف التونسيين من ليبيا, حيث برمجت الخطوط التونسية عدة رحلات جوية لنقلهم مباشرة من بعض المدن الليبية كطرابلس وسبها وسرت, حيث بلغ عدد الذين نقلوا جوا، إلى غاية يوم أمس، نحو5 آلاف شخص. كما توجهت باخرة تونسية إلى بنغازي لترحيل 1400 من التونسيين، الذين يتواجدون في عدد من المدن الشرقية لليبيا. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن العديد من التونسيين يوجدون في مراكز الإيقاف التحفظي بليبيا, خاصة في سرت و سبها, الذين جرى إيقافهم وهم في طريقهم إلى بلادهم, مشيرة إلى تدخل السلطات التونسية مع الجهات الأمنية الليبية المختصة للإفراج عنهم. وأكدت وزارة الطوارئ الروسية, أمس الأحد, أن روسيا سترسل اليوم طائرة أخرى إلى ليبيا لإجلاء عدد إضافي من رعاياها. وأضاف المصدر ذاته أن الوزارة سترسل, بتكليف من الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف, طائرة أخرى من طراز (إيل -76)، إلى ليبيا لإجلاء عدد إضافي من الرعايا الروس المتواجدين في هذا البلد, نظرا لتطورات الأوضاع الأمنية به. يذكر أن الطائرات التابعة للوزارة قامت بعدة رحلات إلى ليبيا خلال الأيام الأخيرة ونقلت481 شخصا, منهم 330 مواطنا روسيا و151 أجنبيا إلى موسكو. وتخطط وزارتا الخارجية والطوارئ حاليا لتسيير4 رحلات إضافية إلى طرابلس وسرت لإجلاء مزيد من الرعايا الروس والأجانب في الأسبوع القادم. كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن إجلاء نحو16 ألف مواطن صيني من ليبيا، وأوضحت الوزارة أن حوالي 7 آلاف منهم وصلوا إلى دول أخرى, فيما أعيد 700 منهم إلى الصين, بينما يوجد قرابة 8300 شخص آخرين في طريقهم إلى دول أخرى. وأكدت، في هذا الصدد, أن السفارات الصينية بكل من اليونان وتونس ومصر تسعى إلى توفير أماكن إقامة للسبعة آلاف شخص الذين وصلوا إلى تلك الدول, منهم حوالي 4300 شخص في جزيرة كريت باليونان, و2900 شخص في جزيرة جربة بتونس, والباقي في مصر. كما يجرى إجلاء نحو 5100 شخص على متن سفن سياحية كبيرة استأجرتها الصين, من بينهم 2900 شخص في طريقهم إلى جزيرة كريت باليونان, و2200 شخص في طريقهم إلى مالطا, بينما ما يزال 3200 مواطن صيني موجودين بمدينة بنغازى الليبية في انتظار سفينة تقلهم إلى جزيرة كريت.