أعلنت الأممالمتحدة أن عدد النازحين نحو تونس ومصر, فرارا من جحيم الاضطرابات التي تعيشها حاليا ليبيا, قد يزيد عن 150 ألف شخص. فارون من ليبيا على الحدود التونسية (أ ف ب) وقالت سيبيلا ويلكيس المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن حوالي 77 ألفا و 320 شخصا عبروا حتى الآن إلى مصر, مشيرة إلى أن عددا مماثلا عبر أيضا إلى تونس. ووجهت المفوضية نداء لإرسال مئات الطائرات لإنهاء هذه الأزمة على الحدود التونسية مع ليبيا. وقالت ويليكس, في تصريح صحفي, إن "أعدادا هائلة من الناس" ما زالوا ينتظرون في البرد القارس للسماح لهم بالعبور إلى تونس, مضيفة أن زملاءها في الميدان يؤكدون وجود "أعداد هائلة من الناس ينتشرون في مساحات على مدى النظر في انتظار عبور الحدود", وأن العديد منهم أمضوا ثلاث أو أربع ليال في العراء حتى الآن", وأن الوضع "تسوده فوضى حقيقية". من جهتها، حثت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، جوزيت شيران، المجتمع الدولي، أول أمس الأربعاء، بروما, على الإسراع بالعمل على تجنب حدوث كارثة إنسانية في ليبيا عبر تأمين المساعدات الإنسانية على الحدود مع تونس ومصر, معلنة إطلاق عملية طوارىء لإغاثة نحو 3 ملايين نسمة. وذكرت شيران في بيان وزعه البرنامج أنها تفقدت في تونس منطقة الحدود مع ليبيا وشاهدت عشرات الآلاف من الفارين من العنف, مؤكدة أن على العالم تكثيف والرفع من وتيرة العمل الإنساني لمنع وقوع كارثة داخل ليبيا. وأضافت أنها دعت إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن, وخاصة إلى المناطق الغربية في ليبيا, منبهة إلى أن "قطع الإمدادات الغذائية يمكن استخدامه كسلاح" ضد المدنيين من قبل الفرق المسلحة التي تقوم بالقمع. وأبرزت أن هناك أزمتين عاجلتين يعمل البرنامج على مواجهتهما تتمثل الأولى في الحاجة الماسة لتوفير الأغذية للنازحين من ليبيا عبر الحدود مع كل من تونس ومصر, والثانية في التهديدات التي تحيط بنظم توزيع الأغذية خاصة في ليبيا حيث تستنفد المخزونات. وأعلنت في هذا الصدد إطلاق عملية إغاثة طارئة بتكلفة 7 ر38 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية لنحو7 ر2 مليون نسمة في ليبيا ومصر وتونس بالإضافة إلى التخطيط لعملية طوارىء لمدة ثلاثة أشهر لدعم شبكة الأغذية في مصر وتونس تعتمد أيضا على شراء المواد الغذائية من المنطقة للمساعدة على بدء التعافي من الاضطرابات وآثارها. وأوضح مركز أنباء الأممالمتحدة على موقعه الإلكتروني, أن شيران قالت أثناء تواجدها في منطقة الحدود التونسية- الليبية "إن برنامج الأغذية العالمي سيعمل على المساعدة في استمرار شريان الحياة بهذه المنطقة الحدودية وأيضا بشرق ليبيا", مضيفة "إننا نتابع عن كثب الوضع في غرب ليبيا حيث نسمع أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء, ونؤكد أن الغذاء يجب ألا يستخدم كسلاح". في السياق نفسه, أوضحت شيران أن البرنامج يضع خططا طارئة ليكون مستعدا إذا تطلب الوضع توسيع نطاق العمليات التي تتيح له الوصول إلى المحتاجين داخل ليبيا. وفي المقابل, ذكرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي أن الأوضاع الراهنة تمنع البرنامج من الوصول بالمساعدات للعالقين على الجانب الليبي من الحدود, معربة عن قلقها حيال ما يذكره الوافدون حول عدم توفر الغذاء والماء والمساعدات الضرورية.