ذكرت السلطات التونسية بنقط الحدود الجنوبية مع ليبيا, أن ما بين 10 و15 ألفا من أفراد الجاليات الأجنبية الفارين من ليبيا عبروا الحدود في اتجاه الأراضي التونسية, أغلبهم من المصريين. ونقلت الإذاعات المحلية عن مسؤولين تونسيين, قولهم إن، أول أمس، سجل لوحده دخول 14 ألف من الفارين من الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا, وأن العدد الإجمالي للذين عبروا الحدود التونسية, حتى الآن, يقدر بنحو 60 ألف شخص, محذرين من الأوضاع الإنسانية "الخطيرة"، التي تواجه هذه الأعداد الضخمة من النازحين, في ظل محدودية بنيات استقبال وإيواء هؤلاء النازحين، قبل نقلهم إلى بلدانهم. وفي سياق متصل, نفت مصادر الجيش التونسي بالمعبر الحدودي (رأس جدير), ما أشيع بخصوص غلق الحدود التونسية الليبية, مؤكدة تدفق آلاف الوافدين على هذا المنفذ في اتجاه الأراضي التونسية, فرارا من الأوضاع المتفجرة بليبيا. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن المصادر ذاتها, أنه رغم تضافر جهود الجيش ومنظمات المجتمع المدني والمتطوعين, إلى جانب المنظمات الدولية المختصة, فإن الوضع "يبعث على القلق وينذر ببوادر أزمة محققة". وأفاد المصدر ذاته أن عدة منظمات تشارك في استقبال الجاليات الأجنبية, وجهت "نداء استغاثة عاجل" من أجل إقامة جسر جوي وبحري لترحيل الوافدين نحو بلدانهم, خاصة بالنسبة للمصرين الذين قارب عددهم 40 ألف حتى الآن . وفي هذا السياق، أعلن سفير مصر بتونس, أحمد إسماعيل, أنه جرى منذ 23 فبراير الماضي وإلى غاية اليوم إجلاء أكثر من 16 ألف مصري إلى بلادهم, عبر جسر جوي ربط بين مطاري جربة والقاهرة, مشيرا إلى أنه سيجري نقل 3500 آخرين بواسطة بواخر تونسية ومصرية. وأوضح أن عدد المصريين المقيمين في الأراضي الليبية يصل قرابة مليون ونصف المليون مواطن, أي ما يمثل 20 في المائة من عدد سكان ليبيا. وفي سياق متصل, وجهت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة, جوزيت شيران, التي حلت بالمنطقة الحدودية بين تونس وليبيا, نداء للعالم "للتحرك لمجابهة هذا الوضع" . وعبرت المسؤولة الأممية, في تصريح أوردته وكالة الأنباء التونسية, عن "قلقها لما يحدث بمدينة الزاوية الليبية من أعمال عنف", منددة باستعمال الغذاء "كسلاح ضغط وعدم السماح للمنظمات الدولية بالدخول والقيام بتدخلات لإغاثة المدنيين". وكانت طائرة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي, وصلت إلى مطار جربة بالجنوب التونسي, محملة بنحو80 طن من المساعدات الغذائية لفائدة اللاجئين برأس الجدير. كما وصلت إلى المنطقة كميات أخرى من المساعدات من عدة دول ومنظمات الدولية, تضمنت أغطية وأدوية ومواد غذائية. وفي هذا الصدد أقامت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة, 500 خيمة في معسكر ميداني بالقرب من نقطة العبور, تتسع لخمسة آلاف شخص, وتعمل على بناء ألف خيمة أخرى لتصل طاقة الاستيعاب لهذا المخيم إلى حوالي 10 آلاف شخص. وكان الجيش التونسي أقام في بداية توافد العائدين من ليبيا, مخيما عسكريا يسع لعدة آلاف من الأشخاص. من جهة أخرى، قام رئيس الحكومة الاسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، أمس الأربعاء، بزيارة لتونس يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين التونسيين. وعلم لدى مصادر برئاسة الحكومة الاسبانية أن ثاباتيرو سيجري خلال هذه الزيارة مباحثات مع الرئيس المؤقت للجمهورية، فؤاد المبزع، ومع الوزير الأول التونسي باجي قائد السبسي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ثاباتيرو، الذي ترافقه خلال هذه الزيارة وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون ترينيداد خيمينيث سيلتقي مع قياديين بالتشكيلات السياسية المعارضة. كما سيجتمع رئيس الحكومة الاسبانية مع رؤساء لجن الإصلاح ومع قياديين سياسيين ونقابيين تونسيين.