أفضت أعمال الشغب التي عرفتها مدينة الداخلة بأحياء لكسكيسات، الغفران وأم التونسي، يوم السبت المنصرم، إلى إحراق عدد من السيارات ووكالتين بنكيتين، وتكسير بعض الدكاكين ونوافذ بعض المنازل، وإضرام النار في بعض الأزقة وبخيمة كانت مخصصة لوكالة اتصالات نصبت بساحة الحسن الثاني. كما خلفت هذه الأحداث بعض الجرحى بين المتشابكين. وأفاد والي جهة وادي الذهب لكويرة خلال ندوة صحفية بمقر الولاية، أن ما وقع كان عبارة عن مناوشات بين شباب قاطنين بالمدينة تم استغلالهم من طرف بعض الانفصاليين، والذين حاولوا تضخيم الوضع، لخدمة أجندة معينة مسخرة لأغراض أخرى لا علاقة لها بأصل الاشتباكات التي كانت عادية، قد تحدث بعد أي تجمهر رياضي أو احتفالي. واعلن الوالي عن الغاء مهرجان «البحر والصحراء»، بسبب الاضطرابات وأعمال الشغب التي تطورت لأعمال تخريبية ، وأسفرت عن إحراق أربع سيارات، و15 جريحا نقلوا إلى مستشفى الحسن الثاني، ونفى ساعتها أن يكون هناك موتى بين المتشابكين، مؤكدا أنه لم تكن هناك اعتقالات ضمن مرتكبي أعمال الشغب. وأفاد شبار أنه تم تعزيز القوات الأمنية بعناصر تابعة للقوات المسلحة الملكية، لوقف الفوضى والتخريب وضمان سلامة وأمن الساكنة وضيوف مهرجان الصحراء والبحر، مشيرا أن قرار إقحام القوات المسلحة لفض الاشتباكات جاء بعد أخذ رأي المنتخبين وبعض فعاليات المدينة، وأفاد أنه تمت السيطرة على الوضع، لتستعيد تلك الأحياء الشعبية هدوءها، معلنا في ختام تصريحه على قرار إلغاء السهرات الفنية التي كانت مبرمجة ليومي السبت والأحد، والإبقاء على الأنشطة الرياضية فقط. وفي جولة بالمدينة قامت بها جريدة "العلم" في الساعة الثانية صباحا ليوم الأحد، كانت الأجواء هادئة بشارع الولاء والأحياء المجاورة للمطار والولاية، وفندق باب البحر، وساحة الحسن الثاني ، و فندق صحراء ريجنسي، وغيرها من المؤسسات والمرافق العمومية، والحي الصناعي، حيث كانت المصانع تشتغل بشكل عادي، في حين كان هناك تعزيز أمني مكثف بالمناطق التي كانت مسرحا للاشتباكات والأحياء المجاورة لها. وأكد بعض شهود عيان أن بعض الأشخاص المحسوبين على الانفصاليين بالمدينة، استغلوا عود ة مجموعة من شباب أحياء شعبية من سهرة فنية لمهرجان "الصحراء والبحر"، ليندسوا بينهم ويزرعوا الفوضى والبلبلة بالأحياء المذكورة ويرشقوا المنازل بالحجارة انتهت بحرق السيارات. مما أثار حفيظة سكان هذه الأحياء الذين خرجوا للدفاع عن ممتلكاتهم فنشبت صراعات بين شباب حي الوكالة وشباب حي لكسكيسات. ونظم سكان الأحياء المتضررة ابتداء من الساعة العاشرة ليوم السبت وقفة احتجاجية بساحة المسجد، طالبوا فيها الأمن بحمايتهم. كما توجه بعضهم إلى مقر الولاية، عشية نفس اليوم، ليعربوا عن احتجاجهم لما تعرضت له ممتلكاتهم من أضرار، و لم يسلم باب الولاية من نصيبه من القصف بالحجارة.