كشفت مصادر طبية أن حوالي 4 آلاف مغربي يعانون من مرض التلاسيميا، أحد أخطر أنواع فقر الدم الذي يرجع بالأساس إلى عوامل وراثية. وذكرت المصادر أن أغلب ضحايا هذا المرض من الأطفال، الذين لا يتجاوز عمرهم 8 سنوات، إذ أنهم يفارقون الحياة قبل بلوغهم ال 10 سنوات. وكشفت معطيات منظمة الصحة العالمية أنه يوجد بالمغرب 5 في المائة من الحاملين للجينات المسؤولة عن الإصابة بالداء، إذ توجد عائلات مغربية يحمل اثنان إلى ثلاثة من أبنائها المرض، ويواجهون مشاكل إجتماعية وإقتصادية. وقال مصدر طبي إن «مرض التلاسيميا يعتبر أحد أمراض فقر الدم المزمنة غير المعدي، ينتقل وراثيا من الوالدين إلى الأبناء بواسطة الجينات». وأوضح المصدر أن أعراض المرض تتمثل في «الشحوب المزمن، واليرقان، وقلة الجهد، والتعب مع ظهور سحنة خاصة بهم مع التقدم في العمر»، مبرزا أنه «في حالة عدم التشخيص السليم للمرض، أو عدم متابعة العلاج واستمرار فقر الدم، تبدأ وتقوم الأعضاء الأخرى مثل الطحال والكبد بمحاولة تصنيع خلايا الدم الحمراء ويؤدي ذلك إلى تضخم تلك الأعضاء». وأشار إلى أنه «في بعض الحالات قد يحدث فقر دم بسيط بدرجة لا يكون المرض فيها باديا للعيان، ويعيش صاحبه بشكل طبيعي جدا ولا يحتاج إلى أي علاج. وقد لا تكتشف هذه الحالات إلا بالصدفة». ويحتاج مرضى التلاسيميا إلى حقنهم بالدم مرة كل شهر مدى الحياة. ويؤدي تحاقن الدم المتكرر إلى ترسب مادة الحديد داخل أعضاء حيوية كالقلب أو الكبد. ولتفادي هذه المضاعفة الصحية يجب إعطاء دواء يكلف 5 آلاف درهم شهريا مدى الحياة. يشار إلى أن 95 في المائة من مرضى التلاسيميا في المغرب يتلقون علاجهم على شكل نقل الدم، بينما لا يتعدى عدد المستفيدين من علاجات خفض نسبة الحديد في دمهم ما بين 10 إلى 15 في المائة، علما أن حاجة الطفل المصاب بداء التلاسيما، من هذا الدواء تصل إلى ثلاث علب من فئة 500 ميليغرام في الشهر. ويتسبب المرض في عدد من الوفيات، إذ أن 10 في المائة فقط من المصابين الذين يتجاوزون سن العشرين، بينما أغلبهم يتوفون في سن مبكرة من طفولتهم، بينما نجد في دول أخرى، يرتفع أمل حياة المصابين إلى ما بين 50 إلى 60 سنة.