منطقة أهل الغلام سيدي مؤمن زاخرة بالمواهب الرياضية القادرة على العطاء في هذا الميدان وكم كان لها الفضل في مد النوادي البيضاوية بلاعبين جيدين أعطوا الكثير لهذه الأندية التي كلما احتاجت هذه الأخيرة أن تعزز صفوفها بعناصر من هذه المنطقة تمرسوا على الأداء الجيد لكرة القدم والذين امتهنوا الرياضة وتعاطوها في سن مبكرة من أعمارهم وفي نفس الوقت استطاعوا الجمع بين ممارسة الرياضة هواية ومتابعة الدراسة والتحصيل إلى أن حصلوا على شواهد ثقافية عليا ومنهم من أصبح إطارا مهما في إدارة الأمن الوطني والدرك الملكي والتعليم والقضاء وغير ذلك من الإدارات التي استفادت من خدمات أبناء هذه المنطقة التي تعد من المناطق البيضاوية الشغوفة بحب الرياضة والنابضة بالحياة وكان الناس في السبعينيات والثمانينيات يقضون لحظات ممتعة مع الملاعب الرياضية التي كانت تأوي فرق الأحياء المزاولة لكرة القدم إذ في كل أسبوع وأيام العطل كانت تنظم دوريات في كرة القدم بتنافس فرق مختلفة على الفوز بكؤوس أو بدل رياضية وكرات وكانت الملاعب غير المعشوشبة تستقطب جمهورا عريضا من المتفرجين الذين كانوا يستمتعون بمشاهدة مقابلات جميلة كانت تدور بين الفرق في جو رياضي بديع يسوده الانضباط والروح الرياضية العالية ولم يكن هناك أمن ولا حراس حيث كانت المقابلات تجري في ظروف سليمة وفي جو أخوي وكان الناس ينظمون أنفسهم بأنفسهم لتمر المباريات في أجواء رياضية محضة خالية من أي عنف أو شغب لأن الرياضة المبنية على الاحتكاك والملامسة والتدافع وبذل الجهد لأخذ الحق وإعطاء الفرجة دون إلحاق الضرر بالمنافس الآخر والتقيد بالقوانين المنظمة للعبة مع التحفظ والحذر من ارتكاب الخطأ أو المخالفة يروض النفوس على الألفة والتالف وعلى قبول الآخر ويغرس في الناس روح المؤانسة والمحبة واحترام حقوق الغير والإيمان بقواعد اللعبة والقناعة بالنتائج التي يفرزها التنافس الشريف وقد بقيت المنطقة تعيش على هذه الإيقاعات الرياضية الجميلة منذ سنين ولكن بعد التطور الحاصل في الميدان السكني الذي جعل أطراف مدينة الدارالبيضاء تمتد إلى المناطق المجاورة حرم المواطنين من عدة ملاعب كانت تأوي فرق الأحياء لأن زحف البناء وتوسع العمران أدى إلى استغلال وتشغيل كل الأراضي الفارغة التي تحولت إلى وحدات سكنية على شكل عمارات وبناءات عالية وهذا جيد لولا أنه كان على حساب هذه الملاعب التي كانت توفر نوعا من الفرجة ولا زال الناس يتحدثون عن تلك الملاعب التي تم الإجهاز عليها دون تعويضها بأخرى حيث باختفاء هذه الملاعب فككت فرق رياضية كثيرة ولم يبق منها إلا فريق وحيد استطاع تجميع شتات الفرق الأخرى حتى ظل لوحده يصارع من أجل البقاء وبفضل هذا الإصرار اندمج ضمن عصبة الدارالبيضاء القسم الوطني الشرفي الثالث متفانيا في حب اللعبة وهو يعمل في ظروف غير مريحة ومع ذلك نافس على المراتب الأولى مقارعا أقوى فرق هذا القسم فتأتى له ذلك غير ما مرة ولولا اصطدامه بمباريات السد لصعد منذ سنوات إلى القسم الموالي وهكذا فمنطقة أهل الغلام في ظل محاصرتها بإقامة العمارات لم تعد فرقها تجد أي ملعب يأويها لأن الوضع الحالي لا يساعد المواهب الرياضية على العطاء وليس للمنطقة إلا فريق الوفاء الرياضي لأهل الغلام الذي بفضل صبر مسيريه مثل الأخ عبد الرحيم السعيدي بولحروف والمدرب محمد نجاح استمر هذا الفريق في مواصلة المشوار لتمثيل منطقة أهل الغلام أحسن تمثيل وهو فريق منظم يعد من بقايا فرق الأحياء التي تم تشتيتها بعد أن كانت نشطة ومكونة للأجيال وصاقلة للمواهب الشيء الذي يفرض على الجهات المعنية التفكير في تشييد ملعب رياضي بأهل الغلام لإعادة الفرق الرياضية إلى حظيرتها حتى تبقى هذه المنطقة معينا متدفقا تستقي منه الفرق الكبرى للاستفادة من مواهب هذه المنطقة الرياضية فنعم للإقامات السكنية المتكاملة المراعية لكافة الشروط المتوازية والواضعة في الحسبان إنزال المرافق الضرورية ومنها الملاعب الرياضية وفي نفس الوقت نقول لا للوحدات السكنية الجافة والبخيلة التي لم تعمل على توفير المرافق اللازمة الضامنة للحياة الكريمة الجامعة بين السكن اللائق والمرافق المختلفة الضرورية لاستمرار الحياة وضمان الهدوء والاستقرار .